رغم انتهاء المنخفض الجوي الذي تعرضت له محافظة الإسكندرية، ضمن دول حوض البحر المتوسط، بالتزامن مع "نوة الشمس الصغيرة" التي استمرت ممطرة لمدة 5 بفارق يومان إضافيان عن معدلات جدول النوات البحرية، فإن تداعيات آثارها السلبية لا تزال موجودة في بعض المناطق، ولا سيما الشعبية منها والنائية، حيث انتشار برك المياه الطينية.

ففي منطقة أبيس الأولى، بنطاق دائرة قسم ثانٍ الرمل التابع لحي شرق، لا تزال مياه الأمطار متراكمة بعد تداخلها مع الصرف الصحي داخل حوش مجمع المدارس، التابع لإدارة شرق الإسكندرية التعليمية "ابتدائي، إعدادي - ثانوي".

وفي هذا الصدد عبر بعض الأهالي لـ"الشروق" عن استيائهم لتأخر نزح هذه المياه من جانب شركة الصرف الصحي، الأمر الذي يؤدي لانتشار الباعوض والأمراض بين تلاميذ المدارس الواقعة داخل المجمع، مطالبين المسئولين بالإسراع في شفطها بعربات المحافظة، وليس التسكين بإرسال عربة واحدة، دون نتيجة حقيقة.

وقال أحد سكان المنطقة، محامي، إن 4 سيارات تابعة لشركة الصرف الصحي، حضرت منتصف ليل الثلاثاء، وقامت بنزح 50 سيارة، لكن لا تزال آثار المياه موجودة، خاصة وأن المنطقة ليس بها شبكة صرف صحي، وأن البئر الموجود مليء بالمياه وبحاجة إلى تفريغه، لافتا النظر إلى وقوع بعض التلاميذ في تلك المياه، وأن بعض عمال شركة الصرف أخبروهم بأن المياه داخل المدرسة يفترض أن يتم نزجها على حسابهم، كونهم منوط بهم مياه الشوارع فقط.

وفي منطقة مساكن طلعت مصطفى، وتحديدًا أمام بلوك رقم 47 منطقة المندرة القبلية، اشتكى الأهالي من مخاطر تراكم مياه الأمطار في الشارع، غير الممهد، وهو عبارة عن حفر ومطبات ساعدت على كثرة برك المياه، منذ ما يزيد عن 5 أيام، دون تحرك من الجهات المعنية، رغم تقديم عدة بلاغات، وهو الأمر الذي يعيق حركة البيع والشراء بالمحال التجارية الموجودة في تلك المنطقة، بسبب إغلاقها، بجانب عرقلة حركة المارة من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات.

وفي منطقة خورشد القبلية، الواقعة على الطريق الزراعي، اشتكى الأهالي من تزايد منسوب المياه بالمصرف الزراعي بسبب كثرة مياه الأمطار، منذ 5 أيام، الأمر الذي تسبب في دخولها على بعض المنازل منخفضة المنسوب، ما يعني ضرورة تدخل المسئولين عن المصرف لدرء مخاطر تلك المشكلة.

وفي منطقتي الفلكي، حيث الشوارع الفرعية، ونظيرتها المتفرعة من شارع أحمد عبد الوهاب، وشارع خلف البصل، وجميعها جرى عمل إحلال وتجديد واستحداث لشبكة الصرف الصحي بها منذ عامين، دون إعادة الشيء لأصله، ما حولها لشوارع غير مرصوفة أو ممهدة، وتظهر خطورة عدم آدميتها عقب تسقاط الأمطار في كل نوة شتوية، حيث تتحول الحفر لبرك من المياه الممزوجة بالطين والتي تعمل على إعاقة حركة المارة، وتكون بيئة خصة لانتشار الباعوض والناموس الذي بدورة يعمل على كثر الأمراض بين المواطنين.

وبدورها تواصلت "الشروق" مع اللواء أحمد حبيب، رئيس حي شرق، إلا أن هاتفه كان مغلقًا، فيما كان اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي في الإسكندرية داخل اجتماع مغلق، وتم ترك رسالة له لبيان الإجراءات المتخذة بصدد هذا الأمر، والرد عليه مع إدارة مكتبة، كما لم يرد الدكتور عربي أبوزيد، وكيل وزارة التربية والتعليم في الإسكندرية على هاتفه.