تراث مصري (20).. الكشكول وسعد زغلول - بوابة الشروق
الجمعة 21 مارس 2025 12:10 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تراث مصري (20).. الكشكول وسعد زغلول

عبدالله قدري
نشر في: الخميس 20 مارس 2025 - 12:55 م | آخر تحديث: الخميس 20 مارس 2025 - 12:55 م

تواصل جريدة الشروق خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تستعرض الشخصيات والمعالم التي تركت بصمتها في التاريخ المصري.

اندلعت ثورة 1919 وسط حراك سياسي في الكواليس، وحراك شعبي في الشوارع، وانقسام صحفي بين مؤيد ومعارض.

ومن هذا الانقسام، تشكلت تكتلات عدة، حيث قاد أمراء أسرة محمد علي، مثل عمر طوسون ومحمد سعيد، التكتل المعارض من خلال جرائد مثل "الأهالي" و"الوطن" و"المنبر" و"الكشكول". أما الاحتلال الإنجليزي، فكان له منبره الخاص عبر جريدة "المقطم"، بينما حملت الجريدة المؤيدة للثورة اسم "مصر"، تعبيرًا عن موقفها الوطني.

كانت جريدة "الكشكول" من أشد الجرائد المعارضة لحزب الوفد ولسعد زغلول شخصيًا، وكان صاحبها سليمان فوزي مقربًا من السرايا، ولعب دورًا سياسيًا مشابهًا لدور "الشيخ علي يوسف" وجريدته "المؤيد" التي وقفت ضد الزعيم مصطفى كامل في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

أدت سياسة "الكشكول" إلى إثارة غضب الثوار خلال الفترة من 1919 إلى 1924، وبلغ هذا الغضب ذروته عقب استقالة سعد زغلول إثر اغتيال سردار الجيش وحاكم السودان العام، السير لي ستاك، حيث نشرت مجلة "اللطائف المصوَّرة" في عددها الصادر في 24 نوفمبر 1924 صورًا لموجة احتجاجات جديدة اندلعت بعد الاستقالة، وأظهرت إحدى الصور تدمير مقر "الكشكول" وإهانة صاحبه، فيما تناول تحقيق داخل العدد بعنوان "انتقام الطلبة من الكشكول – إهانة صاحبه وحرق محله" تفاصيل حالة الغضب الشعبي تجاه الجريدة.

نشرت مجلة اللطائف المصوَّرة في تحقيقها المصوَّر تفاصيل الغضب العارم الذي اجتاح الشارع المصري ضد جريدة الكشكول وصاحبها سليمان فوزي، حيث أوضحت: "دارت الأزمة الوزارية الأخيرة على رأس صاحب الكشكول، فقد هجم على محله – ولا نقول إدارته – جمهور من الطلبة المتظاهرين ودمروه، وضربوا صاحبه ضربًا مبرحًا."

وأضافت المجلة أن المحل كان مكدسًا بالأعداد المرتجعة من الباعة بسبب عزوف الجمهور عن شرائها، وأنه لولا تدخل عمال النظافة بمكانسهم، لكانت أوراق الجريدة قد غطّت شوارع باب اللوق بالكامل.

وأشارت المجلة إلى أن سليمان أفندي فوزي، صاحب الكشكول، كان معروفًا بمواقفه السياسية، حيث استعان به خصوم سعد زغلول نظرًا لسهولة اجتذابه، كما وظّفوا المسيو سنتيس الإسباني، أستاذ الرسم في مدرسة الفنون الجميلة، إلى جانب مجموعة من المحررين والكُتّاب والشعراء، للنيل من سعد زغلول عبر الكاريكاتيرات والمقالات الساخرة.

أما مجلة الإثنين والدنيا، فقد نشرت في عددها الصادر في 8 أغسطس 1955 تحقيقًا بعنوان "سعد باشا متهم بسرقة حلة"، للوزير الأسبق علي أيوب، والذي سرد ذكرياته مع إبراهيم الهلباوي، نقيب المحامين الأشهر و"جلاد دنشواي". وقد تضمّن التحقيق عددًا من الحكايات المؤثرة التي رواها الهلباوي لعلي أيوب عام 1930، والتي لم يذكرها في مذكراته. ومن بين تلك الحكايات، تكشّفت المزيد من التفاصيل حول الغضب الشعبي الذي دفع الطلبة إلى اقتحام مقر الكشكول وإحراقه في نوفمبر 1924.

اقرأ أيضا
تراث مصري (19).. مبرة محمد علي



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك