يتجه الأوروبيون إلى استخدام المزيد من الفحم لإنتاج الكهرباء خوفا من نقص الغاز خلال الشتاء المقبل وانخفاض الإنتاج النووي مما سيؤدى إلى زيادة بنحو 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بإنتاج الكهرباء في العام الجاري بالقارة العجوز في الوقت الذي ستشهد هذة النسبة إنخفاضا على المستوى العالمي، وذلك وفقًا لأحدث التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية.
وأشارت المنصة الإخبارية لصحيفة "لا تريبيون" الفرنسية اليوم الأربعاء، إلى أنه وفقًا لآخر التوقعات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية (IEA)، سيشهد العام الجاري تباطؤ في الطلب العالمي على الكهرباء مقارنة بالعام الماضي حيث وصلت نسبة الطلب نحو 6% مدفوعة بالانتعاش الاقتصادي بعد جائحة كورونا في حين سيصل العام الجاري نحو 4ر2% أي أقل من النمو المتوقع مطلع العام الجاري (3%).
وأوضح التقرير، أن ضعف الطلب هذا ما هو إلا نتيجة التباطؤ الاقتصادي العالمي وتفاقم أرتفاع أسعار الطاقة منذ بدء العملية الروسية في أوكرانيا والقيود الصحية الجديدة التي تم فرضها في الصين، مشيرا إلى عودة منحنى الطلب على الكهرباء إلى متوسط معدل النمو السنوي الملاحظ خلال الفترة 2015-2019 وسيكون هناك وتيرة مماثلة في العام 2023.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تزيد قدرات إنتاج الطاقة المتجددة بنسبة 10% العام الجاي وهذا هو أعلى نمو تم تسجيله على الإطلاق ومن المفترض أن تؤدي هذه الزيادة إلى رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 30٪ من مزيج الكهرباء العالمي ، مقارنة بـ 28% في العام الماضى.
وأوضح التقرير أنه على ضوء انخفاض الطلب على الكهرباء مقابل زيادة الطاقة الإنتاجية المتجددة يجب أن ينخفض استخدام الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء بنسبة 1% العام الجاري متوقعا أن يحدث انخفاضًا طفيفًا في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بإنتاج الكهرباء بنسبة تقدر بنحو 3ر0% في العام الجاري لتصل إلى 1% في العام المقبل، بعد أن وصلت إلى مستوى قياسي العام الماضي.
إلا أن توقعات وكالة وكالة الطاقة الدولية على الصعيد الأوروبي كانت مغايرة تماما حيث توقعت زيادة بنسبة 3% في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون على المستوى الأوروبي العام الجاري، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 2% في كثافة الانبعاثات من إنتاج الكهرباء، مشيرا إلى أنه على الرغم من نمو الطاقة المتجددة، فإن استخدام الفحم يتزايد لتقليل استهلاك الغاز وتعويض الانخفاض في الإنتاج النووي".
وذكر التقرير، أنه بحلول العام 2023 من المتوقع أن ينعكس هذا الاتجاه التصاعدي في أوروبا متوقعا انخفاضًا بنسبة 8% في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المرتبطة بإنتاج الكهرباء في القارة العجوز بفضل النمو القوي للطاقة المتجددة.