السلفيون يتقهقرون عن «غزو الصناديق» - بوابة الشروق
الأحد 22 سبتمبر 2024 1:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السلفيون يتقهقرون عن «غزو الصناديق»

تصوير رافي شاكر
تصوير رافي شاكر
أحمد عويس
نشر في: الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 - 1:28 م | آخر تحديث: الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 - 1:28 م

• الهلباوي: خلافاتهم الداخلية ومواقفهم المتطرفة السبب
• صلاح عبد المعبود : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
رغم قصر تاريخه الحزبي وحداثة عهده بالعمل السياسي المفتوح، شكل حزب النور ظاهرة مثيرة للاهتمام في الساحة السياسية المصرية، فالحزب السلفي استند في صعوده إلى تاريخ "الدعوة السلفية"، التي أسست في منتصف السبعينات في الإسكندرية، وعلى هياكلها المتعددة التي مثلت مؤسسات للحشد والدعم الانتخابي للحزب الوليد.

ورغم "الولاءات السياسية" للحزب بعد ثورة 30 يونيو، ودخوله في تحالفات وتقاربات سياسية في العديد من المراحل، اإا أن المشهد الانتخابي الحالي عكس "حضور باهت" للسلفيين وقواعدهم، في تناقض تام لما بدا عليه مشوار الحزب السلفي الذي أنتهي بحصوله على المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عهد الإخوان، وفوزه بأكثر من 25% من مقاعد مجلس الشعب.

تظهر المؤشرات الأولية لنتائج مرشحي حزب النور السلفي في السباق البرلماني، تفوق واضح لمنافسيه على المستوي الفردي والقائمة، إلى جانب غياب واضح لقواعده وأتباعه والمنتمين اليه عن المشهد أمام صناديق الاقتراع.

الكاتب الإسلامي والقيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي، فسر انحسار الظهور السلفي، إلى "الرفض الشعبي" لأي قوي ذات صبغة إسلامية، وأن أذهان الناس كان حاضرا بها ما فعله الإخوان طوال الوقت، وأن محاولات حزب النور وأتباعهم غسل سمعتهم وتغيير صبغتهم لم يفلح، ولم ينجحوا في إقناع الناس بأنهم "قوى معتدلة" وليسوا متطرفين.

وتابع الهلباوي، أن أسباب السقوط تأتي من الداخل أيضا، حيث أن المعسكر السلفي ذاته ليسوا علي "قلب رجل واحد"، وأن تنوع الاتجاهات داخل السلفية كان عنصر ضعف وليس قوة، فبعضهم مؤيد النور وصعوده وآخرين يحرمون السياسة والمشاركة في أي فعاليات ديمقراطية، وتيار ثالث يتعاطف مع الإخوان ويتبنى موقف المقاطع وهكذا.

وأضاف الهلباوي، لأن السلفيين أجهدوا لجنة الخمسين خلال إعداد الدستور لما لهم من مواقف متشددة، وهو النهج الذي لا يستطيع مجاراة تقلبات السياسة، فكثيرا ما تعاملوا بشيء من "العنت الواضح" مع تغيير مواد في الدستور المتعلقة بالشريعة الاسلامية، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن لا يظهروا الا في أجواء تشبه عقلياتهم كفترة الإخوان، وأي وقوف للسلفيين مره أخري علي "ارض صلبة" يجب أن يصاحبه تغيير في معطيات عديدة أولها السلفيين أنفسهم.

وقال رامي محسن مدير مركز الاستشارات البرلمانية، إن التراجع السلفي ساهم فيه بشكل كبير الهجوم (الإسلامي – الإسلامي)، فالتراشق الحاد بين أعضاء الاخوان وقواعد النور أدى لخسارة أعضاء الأخير الكثير في المشهد الانتخابي، فالإخوان قد نظموا مؤخرا حملات ممنهجة لتشويه حزب النور، لينشغل السلفيين بالرد عليهم، وذلك بالإضافة للسبب الرئيسي وهو عدم رغبة جموع الشعب في عودة "الإسلام السياسي".

واستطرد محسن أن ماجري ضد السلفيين في محافظات تشكل بنيتهم الأساسية كالإسكندرية، كان أقرب ما يكون إلى "التصويت العقابي"، فالناخب أحيانا يصوت لصالح طرف قد يكون غير مقتنع به كليا نكاية في الطرف الاخر ليس إلا، مشيرا الي أن الفتاوي الغريبة من جانب قيادات "حزب النور" من ناحية، والعقلية المتطرفة لشبابهم من ناحية أخري، ساهمت في عزوف الناخبين عن اختيارهم.

وحول مستقبل النور السياسي عقب ظهوره بهذا الشكل في الاستحقاق الانتخابي الجاري، توقع محسن، أن يعود السلفيين الي ما وصفه بـ"حجمهم الحقيقي"، وأن يبدئ بالتدريج اختفاء الشىء الدخيل علي المجتمع المصري المسمى بـ"السلفية"، وأن المراقب الجيد يدرك أنه منذ تأسيس الحزب السياسي للكتلة السلفية في مصر وهم آخذون في "التقهقر" وليس العكس.

صلاح عبد المعبود عضو المجلس الرئاسي للحزب، قال خلال تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، موجها حديثه لقواعد الحزب: "يا شباب النور: ﻻ تنزعجوا، فالله عنده الخير ﻻ تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ".

وكانت قيادات إسلامية محسوبة على التيار السلفي، قد شنت هجوما عنيفا على حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، بالتزامن مع بدء الانتخابات، وطالبوا الحزب بـ"التوبة" على حد تعبيرهم.

ومن جانبه، قال هيثم الحويني، نجل الشيخ أبو إسحاق الحوينى الكادر السلفي البارز، إن مواقف النور، متناقضة من المرأة المنتقبة، وتفننوا في إستخدام "القياس الخاطئ" في العديد من الأمور، فيما دعا سعيد عبد العظيم، إحدى القيادات التاريخية للدعوة السلفية، والمنشق عنها مؤخرًا، حزب النور إلى التوبة واعتزال ما أسماه بـ"السياسة الميكافيلية"، كما اتهمهم فى مقال نشره عبر شبكات التواصل الاجتماعى بالازدواجية والتناقض وتغيير جلدهم ومنهجهم، مشيرا إلى أن خطابهم الدعوى فى المساجد يختلف عن خطابهم السياسى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك