يعد فصل الشتاء بالنسبة لبدو جنوب سيناء فصل خير ورخاء، حيث تكتسي مناطق مخرات السيول داخل الصحراء بالغطاء النباتي، وتنمو فيه العديد من النباتات الطبيعية الطبية والعطرية، المستخدمة في أغراض التداوي وغيرها.
قال رئيس إدارة الموارد المائية بجنوب سيناء، أشرف النمر، إنه بسقوط الأمطار والسيول على المحافظة، تعم الفرحة على الأهالي من القبائل البدوية، كونهم يعتمدون على هذه المياه في الأغراض المختلفة «الشرب، الزراعة» بعد تجميعها في البحيرات والسدود الصناعية التي تم إنشائها حديثًا، مضيفاً هناك أنوع من النباتات الطبية والعطرية تنمو بكثرة في مخرات السيول.
• بذور تنقلها الرياح
وأوضح النمر، أن بذور النباتات التي تنقلها الرياح توجد بكثرة أعلى قمم الجبلية، وتحت السفح، وفي حالة تساقط السيول تسير هذه البذور مع الطفلة «تربة ناعمة خصبة تتركها السيول»، وهذه الطفلة تكون غنية بالأملاح والفيتامينات المفيدة لنمو النباتات، والتي تعد مصدر رزق لسكان المناطق الجبلية «الوديان، التجمعات البدوية».
وأكد أن سكان هذه المناطق ينتشرون في المناطق السهلية وتحديدًا مخرات السيول عقب نمو هذه النباتات الطبية، لعدة أغراض منها جني النباتات الطبية والعطرية لاستخدامها في التداوي، إضافة إلى تجفيفها وبيعها للسائحين، ثم استخدامها كمرعى طبيعي للحيوانات، بعد أن يقيمون بيت الشعر «الخيمة» والاستقرار في المكان حتى ترعى الماعز والأغنام على هذه النباتات، وحين انتهائها ينتقلون إلى مكان آخر.
• فوائد متعددة
وذكر أن نبات الجرجير الصحراوي أو كما يطلق عليه البدو «الهيج»، من أهم النباتات الطبيعية التي تنمو على مخرات السيول بكثرة، ويقوم الآن المواطنين سواء من البدو أو غيرهم بحصاده، لكونه مفيد للكلى وتفتيت الحصوات، حيث يتم جني «الهيج» وغسله جيدًا ووضعه في الخلاط مع خلط الزنجبيل، الثوم، خل التفاح، وزيت الزيتون، ويترك حتى يصبح عصير، ثم يجري تناوله، فهو له فوائد كثيرة منها، تنشيط الدورة الدموية، وتنظيم الكولسترول.
ولفت إلى أن التعايش مع البدو أكسبت المواطنين العاديين خبرة من خلال تجربة هذه الأعشاب في التداوي، حيث يمكن استخدام عصير «الهيج»، في التدليك لتسليك الشرايين وتنشيط الدورة الدموية، إضافة إلى تناوله مع الطعام.