حملات ترويجية فى كل اتجاه ومشاركة فعالة فى البورصات والمعارض الدولية
السياحة الإيطالية تعود بقوة.. لتعوض غياب الروس والأوكران
أكد مستثمرو وخبراء السياحة أن كل المؤشرات تشير إلى أن السياحة المصرية بدأت تخرج من عباءة السوق الواحدة لعدم تحكم أى دولة فى مفاتيح حركة السياحة الوافدة لمصر.. وبدأت مصر خطوات فعلية نحو التحرك لأسواق سياحية بديلة لمواجهة تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية المدمرة والتى أدت إلى توقف الحركة السياحية الوافدة لمصر من معظم الاسواق المصدرة للسياحة وخاصة الدول الأوروبية.
وكانت مصر تركز على اسواق معينة مثل روسيا وأوكرانيا وبريطانيا، إلا أن الازمات الاخيرة أكدت على ضرورة تنوع الاسواق وعدم الاعتماد على سوق واحدة أو سوقين وإنما طرق العديد من الاسواق المصدرة للسياحة فى العام كله.
وطالب الخبراء بضرورة التركيز فى إطلاق الحملات الترويجية فى كل اتجاه والمشاركة الفعالة فى البورصات والمعارض الدولية على أن يتم فيها شرح التيسيرات والتسهيلات فى تأشيرات الدخول لجميع الجنسيات والاستمرار فى تطبيق الاجراءات الوقائية.
كانت الحملة الترويجية الإلكترونية التى أطلقتها أخيرا وزارة السياحة والآثار ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى قد شهدت نجاحا ملحوظا ونتائج إيجابية على منصات التواصل الاجتماعى فى عدد من الأسواق الرئيسية المستهدفة والتى تم إطلاق الحملة بها للترويج للمقصد السياحى المصرى لموسم صيف 2022 ودفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة منها، وهى المملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.. وقد تم إطلاق هذه الحملة إلكترونيا على منصات التواصل الاجتماعى الأكثر استخداما فى هذه الأسواق.
وقال عمرو القاضى الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى إن الحملة الدولية نجحت فى الوصول إلى أكثر من 26 مليون مستخدم فى الأسواق السياحية التى تم إطلاق الحملة بها، وحققت أكثر من 22 مليون مشاهدة على موقع التواصل الاجتماعى اليوتيوب فى تلك الأسواق.
وأشار رئيس هيئة تنشيط السياحة إلى أن هدفنا الأساسى العودة بالتدفقات السياحية لما قبل كورونا وهناك اهتمام من وزارة السياحة بسرعة التحرك لأسواق بديلة لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية إلى جانب الأسواق التقليدية المعروفة كألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا. وأكد القاضى أن مشاركة الوزارة فى المعارض الدولية تأتى تأكيدا على حرصها على المشاركة فى جميع المحافل الدولية السياحية، والفعاليات والبورصات العالمية والمعارض الدولية تنفيذا للاستراتيجية الإعلامية للترويج للمقصد السياحى المصرى بما يعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى السوق المصرية.
ولفت القاضى إلى أن مشاركة هيئة تنشيط السياحة فى بورصة ميلانو كان فرصة للقاء مع شركات السياحة الإيطالية خاصة بعد أن رفعت إيطاليا قيود السفر على مواطنيها فأصبحت لدينا فرصة لجذب هذه السوق المهمة وفى حاجة لتنمية السياحة الإيطالية لمصر بتكثيف اللقاءات.
وكشف الخبير السياحى أنور هلال نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء ووكيل أحد أهم كبار منظمى الرحلات الايطاليين بمصر عن قيام شركات السياحة الإيطالية بإبرام تعاقدات مع فنادق شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم لجلب سياح ايطاليين لها بداية من شهر يوليو المقبل.. لافتا إلى أنه من المتوقع أن تكون التدفقات السياحية الوافدة من إيطاليا خلال الصيف«كبيرة» خاصة أن إيطاليا من الدول البعيدة عن مجريات الحرب الدائرة حاليا بين روسيا وأوكرانيا.. مشيرا إلى أن إيطاليا تعتبر من الدول الرئيسية المصدرة للسياح إلى مصر.
وأضاف أن السياح الإيطاليين معتادون على زيارة المدن السياحية المصرية خاصة شرم الشيخ التى تأتى ضمن أكثر المدن العالمية التى يفضل الايطاليون السفر اليها، مشيرا إلى أن عودة الحركة السياحية من إيطاليا خلال الصيف سيتبعها زيادة فى أعداد السياح الوافدين من عدد من الدول الأوروبية لاسيما من بريطانيا وألمانيا.
وأوضح هلال أنه بالرغم من زيادة حجوزات السياح الوافدين خلال الشهر الجارى لقضاء فترة أجازات أعياد الربيع فى مصر إلا أنها لم تصل بعد إلى نصف ما كانت عليه خلال ذات الفترة من عام 2019.. لافتا إلى أن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها العديد من دول العالم جراء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أثرت بالسلب على معدلات حركة السياحة البينية بين الدول، لافتا إلى أن نسب الاشغالات حاليا فى المدن السياحية بالبحر الأحمر وجنوب سيناء تتراوح ما بين ضعيفة ومتوسطة.
وأشار نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء أن القطاع السياحى المصرى قادر على تجاوز توقف الحركة السياحية الوافدة اليه من كل من روسيا وأوكرانيا خاصة أن مصر لا تعتمد على دولة واحدة أو دولتين فى إرسال السياح إليها بل هناك تعدد فى الأسواق المصدرة للحركة السياحية للمقصد السياحى المصرى، مشيرا إلى أن الموسم الصيفى المقبل قد يشهد قدوم أعداد جيدة من السياح لمصر.