قال السفير ماجد عبدالفتاح رئيس بعثة الجامعة العربية في الأمم المتحدة، إنه من المقرر أن يعقد الاتحاد الأفريقي اجتماعا بين مصر والسودان وإثيوبيا يومي الخميس والجمعة في محاولة جديدة لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي بين الدول الثلاث.
وأضاف عبدالفتاح في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن الاجتماع سيعقد في الكونغو على مستوى وزراء الري بالدول الثلاث، مشيرا إلى أن الاجتماع كان من المقرر عقده الأسبوع الماضي لكنه تأجل بناء على طلب أديس أبابا إلى ما بعد الانتخابات العامة التي أجريت أول أمس الإثنين.
ويعد هذا الاجتماع هو الأول بين الدول الثلاث منذ فشل الاجتماع السداسي الذي استضافته العاصمة الكونغولية كينشاسا يومي 3 و4 أبريل الماضي.
وكانت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق، أعلنت إرسال خطاب لمجلس الأمن لعقد جلسة في أقرب وقت ممكن؛ لبحث تطورات الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي وأثره على سلامة وأمن الملايين من الذين يعيشون على ضفاف النيل في السودان ومصر وإثيوبيا.
وناشدت الصادق مجلس الأمن الدولي وكل الأطراف البحث عن وساطة أو أية وسائل سلمية أخرى مناسبة لفض النزاعات لحل القضايا العالقة المتبقية في مفاوضات سد النهضة.
يأتي ذلك بعدما أرسلت مصر في ١١ يونيو، خطابا إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة لشرح مستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي، وتسجيل اعتراض مصر على ما أعلنته إثيوبيا حول نيتها الاستمرار في ملء سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل والإعراب عن رفض مصر التام للنهج الإثيوبي القائم على السعي لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب من خلال إجراءات وخطوات أحادية تعد بمثابة مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق.
اتفاق مرحلي بشروط
والسبت الماضي، قالت وزيرة الخارجية السودانية، في مقابلة مع قناة العربية الحدث، إن بلادها مستعدة لإبرام اتفاق مرحلي بشأن الملء الثاني لسد النهضة، وأن مصر تفهمت ذلك لتجنب الإضرار بالسودان.
وقبل حديث الوزيرة، أبدى وزير الري السوداني ياسر عباس استعداد بلاده السودان للتوصل إلى "اتفاق مرحلي" مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الذي تبنيه، بشروط تضمن استمرار التفاوض.
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقد بالخرطوم يوم 14 يونيو، "نسبة لضيق الزمن، السودان يقبل بالاتفاق المرحلي وفقا للشروط الآتية: أولا التوقيع على كل ما تم التوافق عليه حتى الآن".
وأضاف "ثانيا أن يكون هناك ضمان لاستمرارية التفاوض بعد المرحلة الاولى .. وأن يكون هذا التفاوض وفق برنامج زمني محدد".
والشهر الماضي، أجرى رئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسيكيدي والمبعوث الأميركي الى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان محادثات مع مسؤولين من مصر والسودان بشأن النزاع المستمر منذ فترة طويلة.
ويأتي التوتر حول السد بينما تشهد العلاقات بين السودان ومصر تقدما فيما تؤثر خلافات حول اراض زراعية على الحدود على العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا.