بعد الزلازل القوية المتكررة، التي شهدتها اليابان، طالبت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، المواطنين، بضرورة توخي الحذر من احتمال وقوع زلازل ضخمة أخرى، وسط تحذيرات من تحولها إلى موجات "تسونامي" خطيرة، حيث طلبت من السكان عدم ارتياد البحر أو الاقتراب من الساحل حتى رفع التحذير.

وفي روسيا، ضربت الزلزال سواحل شبه جزيرة كامشاتكا في أقصى شرق روسيا، حيث أصدرت السلطات تحذيرا من وقوع "تسونامي"، وفق ما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فيما أكد المركز الوطني الأمريكي للتحذير من موجات المد العاتية "تسونامي" إنه يوجد تهديد بحدوث تسونامي جراء الزلزال.

وفي الصين وأمريكا والأرجنتين وباكستان واليونان وسوريا والكويت ضربت الزلازل أجزاء متفرقة منها، فيما تم تركيب نظام تحذير من "تسونامي" على بعض الشواطئ في إسرائيل، بعد تلقيها تحذيرات من حدوث "تسونامي" من مراكز الإنذار الدولية المنتشرة في حوض البحر الأبيض المتوسط.

وفي مصر، ووسط مخاوف من الزلازل التي أحس بها السكان في بعض المحافظات، أكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية أن الزلازل تحدث يوميًا على مستوى الكرة الأرضية، وأكثر من 150 زلزالًا يصيب العالم يوميًا، وأن هناك زلازل شبه يومية في البحر الأحمر والمتوسط، ولكن قوتها لا تذكر بشيء بواقع ما يحدث في الدول الأخرى.

ولكن، ما أسباب حدوث الزلازل والهزات الأرضية؟

وفقا لتقرير سابق أعدته شبكة "الجزيرة"، تقسم أسباب الزلازل إلى أسباب طبيعية لا دخل للإنسان بها وأخرى غير طبيعية تنتج بسبب نشاطات الإنسان التي تخل باتزان القشرة الأرضية، وتعتبر الزلازل ذات الأسباب الطبيعية الأكثر شدة ودمارا.

الكوارث الطبيعية

بحسب شبكة "بي بي سي"، تتكون قشرة الأرض من أجزاء منفصلة، تسمى صفائح، تتجمع جنبا إلى جنب، وتتحرك مراراً، لكن احتكاكها بألواح مجاورة يمنعها من ذلك، إلا أنه في بعض الأحيان يتراكم الضغط حتى تنقلب إحدى الصفائح فجأة، مما يتسبب في تحرك السطح.

ويتأثر تحرك سطح الأرض بالكثير من الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي مكان في العالم، حيث تعتبر الزلازل من الكوارث الطبيعية التي تحدث لأسباب عدة، وفقا لما نقلته فضائية "العربية".

الصفائح التكتونية

وتعد الصفائح التكتونية أحد الأسباب الرئيسية للزلازل، والتي تحدث من خلال تحرك صفيحتان عندما تصطدما من قشرة الأرض أو تبتعدان عن بعضهما البعض، فقد يتسببان في حدوث احتكاك قد يتسبب في حدوث نشاط زلزالي.

النشاط البركاني

وتحدث الزلازل أيضاً بسبب الانفجارات البركانية عندما تطلق كميات كبيرة من الطاقة وتشق الصخور المنصهرة طريقها عبر قشرة الأرض وتخرج من البراكين مما يخلق موجات زلزالية.

الانهيارات الأرضية والثلجية

وتؤدي الانهيارات الأرضية إلى حدوث زلازل عندما تنزلق مساحات كبيرة من الأرض فجأة إلى أسفل المنحدر بسبب وفرة المياه أو عدم الاستقرار في الأرض، كما تحدث الزلازل أيضاً بسبب الانهيارات الجليدية التي يمكن أن تخلق موجات زلزالية.

زلازل تسبب فيها البشر

ووفقا لصحيفة "الإندبندنت"، فقد حددت دراسة نشرت، في عام 2017، في مجلة "البحوث الزلزالية" البحثية، 730 موقعاً تسبب فيها النشاط البشري بحدوث زلازل على مدى الـ150 عاماً الماضية.

وتفاجئ الباحثين، حينها، من أن النشاط البشري تسبب في حدوث زلازل تصل قوتها إلى 7.9 درجة، وأن عدد الزلازل أخذ في الارتفاع بشكل واضح ببعض مناطق العالم، حيث وجدوا أن تأثيرات الزلازل التي يسببها الإنسان قد تكون مشابهة لتلك التي تحدثها الطبيعة، كأن تكون خطيرة ومميتة أيضاً.

التعدين

وجاء التعدين كواحد من الأنشطة القديمة المسببة للزلازل، فبينما تقوم شركات التعدين بالحفر بشكل عميق تحت سطح الأرض لاستخراج الموارد الطبيعية، تزيل في طريقها عديداً من الصخور والمواد الأخرى من الأرض، مما يحدث عدم استقرار فيها.

بناء السدود

ويتسبب أيضا بناء السدود الكبيرة في حدوث الزلازل أيضاً، فتاريخياً تسبب بناء السدود في حدوث مجموعة من أكبر وأخطر الهزات التي تسبب فيها الإنسان عبر التاريخ.

تكسير الصخور

ويتسبب التكسير الهيدروليكي للنفط والغاز في حدوث زلازل بالمناطق التي تتم فيها، إذ يضخ خلال ذلك المياه والرمل والمواد الكيماوية تحت ضغط عالٍ في الصخور تحت الأرض بغرض تكسيرها واستخراج الموارد الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج كميات من مياه الصرف، الذي يتسبب التخلص منها في حدوث زلازل أيضاً.

ويمكن أن يؤدي حقن السوائل تحت الأرض إلى حدوث زلازل، إذ تزيد العملية من ضغط السوائل داخل مناطق الصدع، مما يؤدي بشكل أساسي إلى ضعف مناطق الصدع، ويعتقد العلماء أن كلاً من عملية التكسير والتخلص من المياه العادمة يتسببان في حدوث زلازل، وفقا لعلماء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ناطحات السحاب والتفجيرات النووية

وأشار العلماء أيضا إلى أن الزلازل يمكن أن تحدث أيضاً بسبب أنشطة أخرى، مثل بناء ناطحات السحاب والتفجيرات النووية.