ريك آبي يروي لـ الشروق كواليس فيلم The Goat Life: الجروح التي تعرضت لها أثناء التصوير هدايا تذكارية - بوابة الشروق
الجمعة 13 سبتمبر 2024 1:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ريك آبي يروي لـ الشروق كواليس فيلم The Goat Life: الجروح التي تعرضت لها أثناء التصوير هدايا تذكارية

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 23 أغسطس 2024 - 5:31 م | آخر تحديث: الجمعة 23 أغسطس 2024 - 9:12 م

يبدأ فيلم The Goat Life/ Aadujeevitham بعبارة "هذا الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب أو مجتمع أو عرق"، ولكن لم تساعد هذه العبارة في تقليل حالة الهجوم الحاد التي وُجهت نحو العمل بعد ترجمته وإتاحته على منصة نتفلكس ثم انتشار الحديث عن قصته على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار الجدل حول العمل واتهمته بعض الآراء بقصد تشويه المملكة العربية السعودية.

تدور أحداث فيلم حياة الماعز حول شخصية نجيب شاب هندي سافر إلى السعودية بحثا عن عمل بعد تعثر حياته في بلدته، ولكنه وجد نفسه محبوساً في صحراء شاسعة مع الحيوانات، حيث ادعى رجل سعودي أنه كَفيلهُ وأخذه إلى الصحراء ليرعى الغنم، وعاش هناك لسنوات في الصحراء مجبرا ولا يستطيع الفرار، يتعرض للاعتداء والإهانة والإذلال، وحُرم من جميع حقوقه الإنسانية حتى تحول إلى كتلة من الأوساخ المتحركة يتصرف ويتحرك مثل الحيوانات التي يرعاها.

أدوجيفيثام هو فيلم باللغة المالايالامية الهندية، يصور محنة فقراء الهند الذين يسعون لطلب الرزق مستنداً في ذلك إلى قصة حقيقية، وكلمة Aadujeevitham تعني حياة الماعز، وهو اسم مقتبس من الكتاب المالايالامي الأكثر مبيعاً لعام 2008، والفيلم من بطولة بريثفيراج سوكوماران (نجيب)، والممثل العماني طالب البلوشي (الكفيل المزيف)، ريك آبي (جاسر/ المسؤول عن مزرعة الأغنام)، جي آر جوكول (حكيم شقيق نجيب)، وغيرهم، ومن إخراج بليسي إيب توماس.

وقد استمر حلم تنفيذ هذا الفيلم 16 عاماً، حيث حصل المخرج السينمائي بليسي على حقوق كتاب Aadujeevitham عام 2008، ولكن لم يبدأ المشروع بشكل فعلي إلا عام 2018 وواجه بعض التوقف مما جعل مدة التصوير تمتد لسنوات، حتى بدأ عرضه في السينمات الهندية في 28 مارس 2024.

وفي هذا السياق نحاول الاقتراب أكثر من تفاصيل الفيلم وكواليسه من خلال عيون أحد شخصياته الرئيسية، وهو الممثل السوداني الإماراتي ريك آبي، الذي لعب شخصية جاسر المسؤول المباشر عن مزرعة الحيوانات في الصحراء، ويتصرف طوع أوامر عمه (الكفيل)، وللحديث عن الشخصية والفيلم وردود الفعل الجدلية حوله أُجرى هذا الحوار مع آبي لـ جريدة الشروق.

- كونك ممثلا سودانيا يعيش في دولة عربية، هل تخوفت من النقد على المشاركة في الفيلم؟

ربما، ولكن العيش في دولة تقدمية مثل الإمارات العربية المتحدة ساعد على تبديد مخاوفي.

كما أن نزاهتي أجبرتني على إعادة خلق شخصية حقيقية مع الفروق الدقيقة التي تجعلها مقبولة ثقافيًا، شخصية جاسر تعبر عن رجل مُحطم ومثل معظم الرجال في جميع أنحاء العالم فإن آلية الدفاع ضد الصدمة -في القصة الخلفية للشخصية التي ابتكرتها- هي الغضب، والهجوم بالنسبة لي يتلخص في مقولة أكررها دائماً كلما زادت الكراهية التي أتعرض لها من الجمهور والمعجبين، زاد حبي لهم كعلامة على تقديري لدعمهم وإعجابهم بأداء الدور.

-ما هي القصة الخلفية التي تقصدها في حديثك؟ هل أضفت تفاصيل عن الشخصية بعيدًا عن النص الأصلي الذي يحكي قصة نجيب؟

إن بليسى مخرج متعاون ومثالي، ولديه نفس الهوس الذي لدي في تكوين خلفيات تجعل الحكاية مناسبة، لقد قمت بتوظيف ملاحظاتي وإضافة بعض التفاصيل لشخصية جاسر، وهي القصة التي تمثل الخلفية الاجتماعية للشخصية التي أدت به أن يصل لهذه الدرجة من القسوة، جاسر كان تاجراً للكبتاجون –مادة منشطة- مثل بقية قبيلته، وفي أحد الأيام نصب رجال الشرطة كميناً له ولعائلته، لذلك انقسموا في شاحنتين، واحدة كانت تحمل عمه (الكفيل) والبضائع، والشاحنة الأخرى كانت تحمل جاسر ووالديه وكان الجو ممطرًا، وضرب الرعد، فقد جاسر السيطرة على السيارة وخرج منها واصطدم والداه بشجرة نخيل، نظر جاسر ورأى والديه محاصرين تحت الشاحنة وخزان البنزين المتسرب يحيط بهم، تردد جاسر في محاولة إنقاذهم، واشتعلت السيارة، في ذهن جاسر كان إحجامه عن إنقاذ والديه هو خطئه، في الواقع لو حاول أن يفعل شيئًا فلن يتغير الأمر باستثناء موته معهم أيضًا، هذا هو الشعور بالصدمة والذنب الذي يحمله معه، ولهذا السبب يشعر بأنه بحاجة إلى التعويض عن ذلك بغضبه لإثبات لعمه وقبيلته أنه لن يرتكب هذا "الخطأ" مرة أخرى، في حين أنه شخص لطيف حقًا، لكن شعوره بالذنب والندم غيّراه، ألا تشعر بالأسف عليه كمُشاهد خاصة عندما تنظر في عينيه.

-بعد قراءتك للشخصية والسيناريو، هل كان لديك شعور كبير أن الفيلم سوف يتعرض لهجوم شديد جعلك تتردد في المشاركة؟

حاولنا التركيز كفريق عمل على أن نكون صادقين قدر الإمكان، ولكن نعم عندما قرأت النص، أخبرني صديقي الوكيل الهندي إيفور جراسياس في ذلك الوقت والذي كان أحد أبرز المنتجين ومديري اختيار الممثلين هنا، أن لدي مشروعًا سيغير حياتي، وبعد الانتهاء من قراءة السيناريو عرفت أنه كان على حق، لقد كان هذا أحد أفضل السيناريوهات التي قرأتها على الإطلاق، بنيامين كاتب النص الأصلي بالتعاون مع مخرجنا ومرشدنا بليسي، كتبا عملاً يشبه في نجاحه "المواطن كين"، وهو فيلم هوليوودي شهير، لعصرنا، من منا لا يرغب في أن يكون جزءًا من ذلك.

-كيف ترى الهجوم الذي حدث بعد انتشار الفيلم؟ وما رأيك فيه؟

إن الناس يشاهدون الفيلم ويحبون القصة، ونأمل أن يستمتع الناس بالرحلة العاطفية التي نأخذهم فيها، ولا تنسوا أيضًا أن نجيب تعرض للنصب والاحتيال في أرضه قبل أن يذهب إلى أي مكان، ولولا سرقة أمواله لما غادر في المقام الأول، ووفقاً للمقولة الشهيرة "الرقص يتطلب شخصين"، قد حدث له ذلك في بلده وحدث له ذلك خارجها، مما يثبت أن الأفراد الذين يرتكبون أفعالاً سيئة لا يمثلون المكان الذي ينتمون إليه، ولا يمثلهم المكان الذي ينتمون إليه.

- الفيلم بدأ تنفيذه عام 2018، كيف تمكنت من الحفاظ على أدائك التمثيلي طوال هذه الفترة من التصوير من حيث الاندماج مع الشخصية والانفصال ثم العودة إليها بالتزامن مع توقف التصوير المتكرر؟

التصديق في كلمة واحدة الإقناع كأسلوب وطريقة تمثيلي، فأنا دائمًا أبحث عن التعاطف مع جميع شخصياتي، ففي ذهن جاسر، يحاول فقط النجاة من الصدمة التي تعرض لها، واختلاق ما يعتقده في ذهنه عن الحادث الشنيع الذي يشعر بالأسف عليه، وبالنسبة لجميع شخصياتي، فأنا أقع في حب تعاطفهم وهذا ما يجعلني أصورهم بالطريقة التي أفعلها، أريد أيضًا أن أشير إلى أن الطريقة التي أخلق بها شخصياتي هي من خلال البصيرة بروح الشخصية والتعاون مع الكاتب والمخرج، كلنا في هذا العمل نساهم في سرد القصة التي يجب سردها مع الفروق الدقيقة التي تجعل ذلك أكثر خصوصية.

واتذكر في إحدى المرات -روى هذا الحديث وهو يضحك- أن صديق لي كان يجري معي حواراً حول الشخصية، وبعد الانتهاء من التسجيل كان من المفترض أن نذهب سوياً إلى زوجته، وأصيب صديقي بالدهشة كأنه لا يعرفني كيف أتحول من هذه الحالة إلى شخصيتي الحقيقية.

-الشخصية في الفيلم تتحدث العربية (السعودية) تحديداً، كيف تمكنت اتقان اللهجة؟

أنا عربي/إفريقي، ولدت متحدثًا للغة العربية وأعيش في ما أحب أن أسميه مطار العالم وهي الإمارات العربية المتحدة، لذلك أفهم وأتحدث لهجات مختلفة من اللغة العربية بالإضافة إلى لغات مختلفة في جميع أنحاء العالم، ومستشارنا اللغوي، موسى كوتي، الذي يتحدث العربية والانجليزية والهندية/الأردية والمالايالامية (لغة كيرالا) بطلاقة تامة، نحن مدينون له بكل شيء لمرافقتنا وكونه مرشدنا في هذه الرحلة، وسعيت أيضًا إلى الجلوس كثيرًا مع البدو في الأردن ومع الشيخ عيد أبو جاسر الحويطي وقبيلته، حيث تم استضافتنا للتصوير، الذين كانوا أكثر من مُرحبين وسخيين بوقتهم، كما ساعدنا الدكتور الشريف محمد أيضًا بخبرته في هذا الجانب.

-هل يمكنك مشاركة بعض الصعوبات التي تعرضت لها أثناء التصوير؟

نعم، كانت الخِراف تضربني في قدمي أثناء التصوير، وسبب لي خدوش بالفعل في أرجلي، لقد تعرضت لجروح بمثابة هدايا تذكارية من هذا الفيلم، وأيضاً تعرضت لحروق في أصابع قدمي، أثناء مشهد الزفاف، ولكن صمدت لمدة ساعة حتى انتهينا من تصوير المشهد، مما دفع المسعفين للانفعال من تصرفي وصرخوا في نتيجة الإصابة.

وهناك شيء ما أريد أن أحكيه في هذا السياق، لقد استعنت بمهارة علمها لي والدي –رحمه الله- للتعامل مع الخراف، أثناء التصوير كانت الخراف مُصابة بحالة هياج، وتخبط رأسها في الأرض، وتذكرت أن أبي علمني أن أقرأ آية الكرسي على رأس الخروف عندما يحدث هذا الأمر حتى يهدأ، وبالفعل هدأت الخراف في موقع التصوير عندما فعلت ذلك.

-كيف استحوذت شخصية جاسر على حياتك؟

استحوذ فيلم حياة الماعز على جزء كبير من حياتي، كنت أحاول خلق التوازن، ولكن كان لدي مشاريع متعددة في نفس الوقت، مثل فيلم "المنبوذون" الذي تم تصوير مشاهده الخاصة بي في يوم واحد بعد أن تلقيت السيناريو في اليوم السابق، ثم عدت إلى الأردن لإكمال جدول أعمالي لعام 2019، ولقد نجح فيلم "كانا أمس" و"السنونو" و"المجلس" في تحقيق هدفي والاستمرارية التي كانت مطلوبة، ولكن جاسر كان الأكثر سيطرة، وحالياً لدي الكثير من الوقت، وأتوقع بعد جاسر أن تأتي الكثير من المكالمات. (في إشارة من آبي إلى طلبات العمل التي قد تأتي بسبب نجاح شخصية جاسر).

- هل تعمل حاليا على أفلام جديدة؟ يمكنك الكشف عن بعض تفاصيلها؟

نعم، أعمل حاليا على شخصية جديدة وهي بطلة الفيلم، استنادًا إلى رواية مصورة وهي "المفتش جمشيد"، وهي سلسلة روايات تجسس كتبها الكاتب الباكستاني إشتياق أحمد، تتميز السلسلة بالمفتش جمشيد كبطل للقصة، والذي يتولى التحقيقات في جرائم مختلفة إلى جانب أطفاله الثلاثة.

ووقعت مؤخرًا أيضاً عقدًا مع وكالة Enorama اليونانية التي يديرها ثانيسيس بسيلوبولوس مع شركتهم التابعة Moonless Media Agency التي يرأسها واين دي بورديت جونيور في الولايات المتحدة، ونجهز لبعض الأشياء التي لا يمكنني التحدث عنها حالياً ولكنني يمكن التصريح عنها باستفاضة فيما بعد معك.

- كيف ترى مستقبل السينما السودانية وصعودها الواضح في السنوات الماضية؟

لقد رأينا الباب مفتوحا على مصراعيه مع فيلم "ستموت في العشرين" لـ المخرج أمجد أبو العلا، ثم مؤخرا مع إنتاج أمجد لفيلم "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني، واعتقد أن المستقبل يبدو مشرقا بما يكفي لرؤية هوليوود وبقية العالم يأكلون وايكا المهروسة ومولاه والأقاشي.

يقصد آبي بذلك تأثر المجتمعات المختلفة بالأطعمة التراثية السودانية العريقة نتيجة انتشار السينما السودانية واستمرار نجاحها.

بدأت مسيرة آبي العملية في مجال التمثيل منذ سنوات، 24 عاماً وفقاً لتصريحاته، وشارك في عدد من الأعمال الفنية المختلفة، كما أنه حصل على العديد من الورش المتعلقة بفنون الأداء التمثيلي، كما استطاع الحصول على بعض الجوائز مثل: جائزة أفضل ممثل مساعد من مهرجان الإمارات للأفلام القصيرة، وقدم شخصية مصرية في فيلم Until Midnight الذي عرض على منصة نتفلكس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك