تتجه الأنظار الآن نحو الولايات المتحدة، لمعرفة ما إذا كانت ستحظى بأول رئيسة في تاريخها، إذ تعد إحدى سبع دول من بين أكبر 20 اقتصادا في العالم لم تصل فيها المرأة إلى رئاسة الدولة أو الحكومة.

وبإعلان الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مرشحة رسمية للحزب في سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، أصبحت بذلك ثاني مرشحة للرئاسة تحظى بدعم حزب سياسي كبير بعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، مرشحة الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

* تقرير إحصائي تفاعلي

وفي هذا السياق، أعدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا تفاعليا يمكنك من إدخال عام ميلادك لمعرفة عدد الدول التي أصبح لديها امرأة على رأس الدولة أول الحكومة، باستخدام بيانات من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، مشيرة إلى استبعاد الأنظمة الملكية من التعداد.

وإذا كان عمرك أكبر من 65 عاما، تكون قد ولدت في وقت لم تقد فيه أي امرأة بلدا سواء بمنصب الرئاسة أو رئاسة الوزراء، أما إذا كنت من مواليد عام 1990، بحلول هذا الوقت كان 16 بلدا لديهم بالفعل أول رئيسة أو رئيسة وزراء. أما إذا ولدت عام 2000، فكان 35 بلدا لديهم امرأة تشغل هذا المنصب أو ذاك، وبعد ذلك بعقد، أي عام 2010، ارتفع عدد تلك الدول ليصل 50 بلدا.

وفي عام 2020، أصبح 76 بلدا لديهم بالفعل رئيسة للبلد أو على رأس الحكومة. أما عام 2023، ارتفع فيه عدد تلك الدول ليصل 85.

* امرأة على رأس الدولة أو الحكومة

وذكرت "واشنطن بوست" أنه في عام 1960، أصبح سيريلانكا أول بلد يعين امرأة على رأس الحكومة، بوصول سيريمافو باندرانايكا إلى رئاسة الحكومة بعد اغتيال زوجها.

ولدى سؤالها حينها عما إذا كانت النساء سيصبحن أكثر قدرة على حل المشاكل العالمية، أجابت رئيسة الوزراء الجديدة – آنذاك – بالقول: "سنرى ذلك".

بعد ذلك بستة أعوام، وصلت انديرا غاندي إلى رئاسة الحكومة في الهند. وبالرغم من الانتقادات التي تعرضت إليها، خدمت لنحو 16 عاما كواحدة من أكثر رؤساء الوزراء أهمية في الهند. وتركت خلفها إرثا مختلطا بما في ذلك حالة الطوارئ التي استمرت 21 شهرًا والتي تعتبر فصلا مظلما في أكبر ديمقراطية في العالم.

عقب ذلك، وصلت جولدا مائير، إلى رئاسة وزراء إسرائيل، حيث وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق دافيد بن جوريون بـ"أفضل رجل في الحكومة". وولدت مائير في العاصمة الأوكرانية كييف ثم هاجرت إلى ميلواكي حيث عاشت حتى انتقالها إلى فلسطين عام 1921. وقد استقالت بعد انتقادات بشأن طريقة تعاملها مع حرب 1973.

تاليا، وصلت إيزابيل بيرون إلى رئاسة الأرجنتين، حيث قادة البلد في أعقاب وفاة زوجها. بعد ذلك، تم تعيين إليزابيث دوميتيان رئيسة وزراء جمهورية إفريقيا الوسطى عام 1975.

وتبع ذلك وصول مارجريت تاتشر عندما فاز حزب المحافظين في الانتخابات العامة البريطانية عام 1979. وبسبب قبضتها الحديدية وسياساتها المتشددة، وصفت بـ"المرأة الحديدية"، وهو لقب أطلق على عدد من القيادات النسائية.

وبالمضي سريعا إلى يومنا هذا، ستجد أن 174 امرأة وصلت إلى منصب رأس الدولة أو الحكومة في 87 بلدا. وفي يونيو، أصبحت كلاوديا شينباوم أول امرأة في المكسيك تنتخب لمنصب الرئيس. وتتولى المنصب رسميا مطلع أكتوبر المقبل.

ومنذ عام 2020، انتخب بلدان فقط (هندوراس والمكسيك) بأنظمة رئاسية امرأة لتكون رأسا للدولة، مقارنة بسبع نساء تم انتخابهم في أنظمة شبه رئاسية، حيث يتشارك الرئيس ورئيس الوزراء السلطة التنفيذية. وفي الأنظمة البرلمانية وشبه الرئاسية، انتخب 27 سيدة أو جرى تعيين رأسا للحكومة منذ عام 2020.

وفي خطاب عام 1986، قال فرديناند ماركوس، الرئيس الفلبيني – آنذاك – إنه يشعر بالحرج من الترشح أمام امرأة - كورازون أكينو، التي فازت ذاك العام في أعقاب اغتيال زوجها – وأن والده علمه "ألا يجادل امرأة قط".

وفي عام 1988، شغلت بينظير بوتو رئاسة وزراء باكستان، ونددت لاحقا بتركيز الهجوم على الشخصية وليس السياسات.
وبالطبع، لن ننسى أول اجتماع مباشر لرئيستا وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن وفنلندا سانا مارين عام 2022، حيث سأل أحد الصحفيين عما إذا كانتا تلتقيان "فقط لأنكما في نفس العمر، وكما تعلمون، لديكما العديد من الأمور المشتركة".

وردت مارين على ذلك بالقول: "نلتقي لأننا رئيسات وزراء"، وأضافت أرديرن: "أتساءل عما إذا كان أي أحد قد سأل باراك أوباما أو جون كي (رئيس وزراء نيوزيلندا) عما إذا كانا قد التقيا لأنهما في نفس العمر".