دراجات الأطفال وسيلة المهاجرين للانتقال من روسيا إلى النرويج - بوابة الشروق
الجمعة 4 أكتوبر 2024 10:22 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دراجات الأطفال وسيلة المهاجرين للانتقال من روسيا إلى النرويج

المهاجرون يقطعون 120 مترا فقط على الدراجات
المهاجرون يقطعون 120 مترا فقط على الدراجات

نشر في: الجمعة 23 أكتوبر 2015 - 4:16 م | آخر تحديث: الجمعة 23 أكتوبر 2015 - 4:16 م

دخل مئات المهاجرين إلى النرويج من الحدود الروسية على الدراجات الهوائية، بعدما وجدوا طريقا تجنبهم أهوال عبور البحر الأبيض المتوسط.

ويمنع عبور الحدود بين روسيا والنرويج مشيا على الأقدام، لذلك تنبه أحدهم إلى فكرة مربحة وهي بيع الدراجات الهوائية للمهاجرين، لقطع أمتار قليلة، للوصول إلى مبتغاهم.

انحنى فهد تماما ليريني حجم الدراجة التي ركبها لعبور الحدود الروسية إلى النرويج، فهو فارع الطول، يصل 1،80م والدراجة التي تشير إليها تصل إلى ركبتيه.

قلت له: هل ركبت دراجة أطفال؟

فرد علي: نعم، نعم دراجة أطفال.

ابتسم، ثم انفجر ضحكا، إنه من الجزائر ويتحدث الانجليزية بصعوبة.

إنه واحد من المهاجرين الذين يتوافدون بأعداد متزايدة على روسيا في طريقهم إلى النرويج.

ففي عام 2014 كله عبر هذه الحدود سبعة مهاجرين فحسب، وفي أكتوبر/ تشرين الأول وحده، عبر نحو 1100 مهاجر، بعضهم من العراق وأفغانستان ولبنان ولكن أغلبهم من سوريا.

يحتاجون إلى دراجة لأن السلطات الروسية لا تسمح لهم بعبور الحدود مشيا على الأقدام.

 
رجل يدفع الدراجة بصبية لعبور الحدود إلى النرويج

ويمنع القانون في النرويج على أي سائق إدخال شخص إلى البلاد، لا يحمل الوثائق المطلوبة.

وقال لي فهد إنه دفع 200 دولار لشراء الدراجة عندما وصل إلى مورمانسك، وهو سعيد لأن السعر يتضمن أيضا أجرة السيارة التي أوصلته إلى الحدود، ثم قطع على دراجته مسافة 120 مترا بين روسيا والنرويج.

وإذا لم نأخذ في الحسبان أجرة السيارة، فإن تكلفة العبور هي 1.60 دولار للمتر، ولعلها أغلى تسعيرة نقل في العالم.

ولكنه غير نادم على ذلك، لأنه "ثمن رخيص" من أجل الوصول إلى أوروبا.

وتستقبل السلطات النرويجية جميع طالبي اللجوء في بلدة كيركينيس القريبة من الحدود، وهي تقوم ببناء مركز جديد يسع 500 شخص آخرين.

وتأخذهم السلطات من الحدود إلى البلدة بالحافلة ويتركون الدراجات، وأغلبها دراجات أطفال، على الحدود.

وقد تراكمت نحو 100 دراجة خلف مركز الشرطة الحدودية والجمارك، وهي الدراجات التي دخلت في اليومين الأخيرين، فحسب.

وأغلب الدراجات جديدة، بعضها لا تزال عليها أشرطة التغليف، الصادرة عن المصنع.

ولكنها مقبرة للدراجات، يتم كل يومين أو ثلاثة شحن الدراجات لإعدامها. كان الأمر يبدو أنه تبذير إلى أن جاء مسؤول شرطة الحدود يوما ورفع بيديه دراجة ثم طواها.

كان يتمنى أن يستفاد من هذه الدراجات، ولكنها غير صالحة للاستعمال بالمعايير النرويجية.

يبدو الأمر مضحكا أن ترى بالغين يركبون دراجات أطفال.

  عائلة تعبر الحدود على الأقدام استثناء

عندما يتجاوزون خطا أخضر يكونون رسميا خارج الأراضي الروسية، عليهم بعدها أن السير لأمتار قليلة وصولا إلى الخط الأصفر، فيدخلون أوروبا الغربية.

وكما لاحظت، فإن هناك استثناءات لقانون "منع المشي"، مثلما حدث مع عائلة شابة معها حقائق وتحمل صبيا، إذ قطع الزوجان المسافة مشيا. يبدو أن الحمولة التي معهما هي التي شفعت لهما، ولكنهما يمسكان بدراجتين، وعليه فهما من الدراجين وليسا من المشاة، بالنسبة للقانون.

ولكن لا أحد في الواقع يأبه بسخافة هذه القوانين ولا بغرابتها.

وتعتقد السلطات هنا أن عدد الوافدين لا يمكن إلا أن يتزايد.

فالمناظر هنا لا تختلف عن تلك التي تركها المهاجرون وراءهم، ولكن هذا الطريق لا يغلق في الشتاء، بينما طريق البحر المتوسط الخطيرة، تزداد خطورة في الشتاء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك