- السيسى وترامب اتفقا على إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع أبعاد القضية الفلسطينية كافة
أرجأت مصر التصويت على قرار تقدمت به باسم المجموعة العربية إلى مجلس الأمن، أمس، يدين التوسع الاستيطانى الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، لمدة يومين قادمين، لإجراء المزيد من المشاورات مع المجموعة العربية وأعضاء اللجنة الوزارية العربية برئاسة وزير الخارجية سامح شكرى، على أن تحسم أمرها من تقديم المشروع من عدمه، باعتبارها العضو العربى فى المجلس، والتى تسلمت مهام منصبها بداية العام الحالى.
وقال مصدر دبلوماسى مصرى فى نيويورك لـ«الشروق»: "إن قرار مصر بتأجيل مشروع القرار الذى تدعو فيه إسرائيل إلى التوقف الفورى عن كل أنشطة الاستيطان بما فيها القدس الشرقية، وتعرب خلاله عن قلقها من استمرار الاستيطان الذى يعرض مسيرة حل الدولتين للخطر، جاء عقب مشاورات مع الدول الأعضاء فى مجلس الأمن والمجموعة العربية فى نيويورك"، مشيرا إلى أن المشروع يعود بموضوع الاستيطان من جديد إلى الصدارة، وتذكير العالم بحقوق للفلسطينيين التى تراجعت عنها إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما رغم وعودها تجاه حل الدولتين.
وأرجع المصدر قرار التأجيل بعد تحرك الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو، وهو ما يعرض مصر العضو فى المجلس لمدة عام قادم إلى انتقادات، لعدم دراسة قراراتها جيدا قبل التقدم بها، مؤكدا أنه خلال الساعات الماضية قبل طرح مشروع القرار للتصويت، كان هناك مؤشر قوى بامتناع الولايات المتحدة عن التصويت ما كان سيمنح القرار فرصة كبيرة لنجاحه وتمريره فى مجلس الأمن، بموافقة 9 أصوات فى حال عدم استخدام الدول الخمس دائمة العضوية حق الفيتو.
وأعتبر المصدر أن التحرك الأمريكى ـ الإسرائيلى أجهض مشروع القرار العربى الذى تقدمت به مصر، والذى استند فى محاولة تمريره على الموقف الأمريكى المناهض لبناء المستوطنات، إلا أن الجانب الإسرائيلى فى المجلس تحرك بسرعة، مستشهدا بموقف الولايات المتحدة عام 2011 باستخدامه حق النقض على القرار الخاص بالمستوطنات من قبل ممثلتها سوزان رايس.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلى، إن اللجنة الوزارية الرباعية العربية برئاسة سامح شكرى اجتمعت فى ساعة متأخرة من مساء أمس، بمشاركة مندوبى الأردن والمغرب وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لإبلاغهم بالقرار المصرى بعدم طرح مشروع القرار للتصويت، وأطلع شكرى، وفق بن حلى، المجتمعين على تفاصيل ما جرى من مشاورات فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لضمان الدعم اللازم للقرار عند التصويت عليه، مشيرا إلى أن اللجنة الوزارية العربية ستواصل عملها خلال الأيام المقبلة.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى تلقى اتصالا من الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد تولى الإدراة الأمريكية الجديدة مسؤلياتها بشكل رسمى، وأعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة القادمة تناميا ملحوظا يشمل جميع جوانب العلاقات الثنائية، وتعاونا فى جميع المجالات التى تعود على شعبى البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.
وتناول الاتصال مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلى، حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الامريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع جميع أبعاد القضية الفلسطينية لتحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.