تعهد زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى، اليوم الخميس، بتشكيل جبهة موحدة، في أعقاب شن روسيا هجوما متعدد الجبهات على أوكرانيا بهدف تفكيك بنيتها العسكرية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن حكومته تعتزم فرض عقوبات "قوية" تستهدف النظام المالي لروسيا وقطاعها التكنولوجي عبر فرض قيود على التصدير.

كما أعلن بايدن في حديثه بالبيت الأبيض عن فرض عقوبات على مصرف "في تي بي"، ثاني أكبر بنك في روسيا. وسيتم استبعاد البنك ومؤسسات ائتمانية روسية أخرى من السوق المالي الأمريكي ومن عمليات تتم بالدولار الأمريكي، وعملات أخرى.

كما أعلن بايدن عزم حكومته نشر مزيد من القوات الأمريكية في ألمانيا.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية "بي آيه ميديا" أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قال إن حكومته جاهزة لإطلاق "أكبر وأقسى حزمة من العقوبات الاقتصادية تشهدها روسيا على الإطلاق" ردا على الغزو الروسي.

وقال جونسون للنواب البريطانيين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "معتد ملطخ بالدماء يؤمن بالغزو الاستعماري".

وقال حلف شمال الأطلسي "الناتو" إنه سيعقد قمة طارئة لزعماء الدول الأعضاء يوم غد الجمعة، وقام بتفعيل خطط الدفاع لشرق أوروبا، للمرة الأولى في تاريخ الحلف.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج: "ستكون هناك أوروبا جديدة بعد الغزو الذي شهدناه اليوم"، واصفا خطوات بوتين بأنها تمت "بدم بارد". لكنه نفى وجود قوات قتالية للناتو في أوكرانيا، وأكد أنه لن يتم إرسال قوات إلى هناك.

وفي الساعات الأولى من اليوم الخميس، أطلق بوتين العنان لهجوم لطالما أثار مخاوف لمدة طويلة، في هجوم وصفته أوكرانيا بأنه "غزو شامل" باستخدام القوات البرية والبحرية والجوية.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذلك بأنه "إعلان حرب على أوروبا بأسرها".

وقالت رئاسة الأركان العامة الأوكرانية في وقت سابق اليوم الخميس إن روسيا شنت 30 ضربة جوية على "بنية تحتية مدنية وعسكرية".

وقالت إنه "تجرى اشتباكات عنيفة" بالقرب من مدينة خاركيف الرئيسية في شمال شرق أوكرانيا، التي لا تبعد كثيرا عن الحدود الروسية.

وقالت السلطات الأوكرانية إنها فقدت السيطرة على أجزاء من جنوب البلاد. ووفقا لمسؤولين محليين، لم يعد إقليما خرسون وهينيشيسك تحت السيطرة الأوكرانية.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهالإن روسيا استولت على مفاعل تشيرنوبل السابق، الذي يقع على بعد أقل من 70 كيلومترا من العاصمة كييف.

كما شن الجيش الروسي هجمات من شبه جزيرة القرم الأوكرانية بالبحر الأسود والتي ضمتها روسيا إليها بالقوة في عام 2014، باتجاه مدينتي خيرسون وميليتوبول.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في روسيا إن القوات الروسية "فتحت" قناة القرم الشمالية، ومن ثم استعادت إمكانية توريد المياه إلى شبه الجزيرة، التي سيطرت عليها موسكو من أوكرانيا بالقوة في عام 2014.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن المتحدث إيجور كوناشينكوف قوله إن المقاتلين الانفصاليين من إقليمي دونباس ولوهانسك توغلوا إلى ما بين ستة إلى ثمانية كيلومترات داخل الأراضي الأوكرانية بمساعدة من الجيش الروسي.

وقال كوناشينكوف إنه تم "إخراج 83 موقعا للبنية التحتية من الخدمة" منذ بداية العملية العسكرية. وإضافة إلى ذلك، تم إسقاط أربع طائرات مقاتلة على الأقل ومروحية، وأربع مسيرات مقاتلة.

وأعلن الرئيس الأوكراني الأحكام العرفية في أنحاء البلاد لمدة 30 يوما. كما قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا.