مسجد الرفاعي: أمرت ببنائه والدة الخديوي إسماعيل ومستقر الأسرة العلوية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:45 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسجد الرفاعي: أمرت ببنائه والدة الخديوي إسماعيل ومستقر الأسرة العلوية

محمود عماد
نشر في: الأحد 24 مارس 2024 - 8:36 ص | آخر تحديث: الأحد 24 مارس 2024 - 8:36 ص

مع توالي أيام شهر رمضان الكريم يسعى أغلب الناس إلى زيارة الجوامع والمساجد التاريخية، والشعور فيها بالأجواء الرمضانية، وتزخر مصر في جميع ربوعها بالعديد من المساجد كالمساجد الأثرية، ومساجد آل البيت، وغيرها من المساجد الأخرى، ومن أكثر تلك المساجد روحانية بالشهر الكريم هو مسجد الرفاعي.

مسجد الرفاعي هو أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل سنة 1286هـ/1869م، وعهدت إلى حسين باشا فهمي بتنفيذ المشروع.

في سنة 1298هـ/1880م أُوقفت عمارة المسجد، ثم توفيت خوشيار هانم سنة 1303هـ/1885م، وظل مشروع البناء متوقفا نحو 25 عاما حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1905 إلى أحمد خيري باشا بإتمام المسجد فكلف المهندس هرتس باشا بإكمال البناء، فأتمه في سنة 1329هـ/1911م.

وافتتح المسجد للصلاة في غرة شهر المحرم سنة 1330هـ/1912م، ويوجد بالمسجد مقبرتا الشيخين علي أبي شباك ويحيى الأنصاري، وكذلك مقابر الأسرة الملكية التي يرقد بها الخديوي إسماعيل وأمه خوشيار هانم منشئة المسجد وزوجاته وأولاده، والسلطان حسين كامل وزوجته، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول.

كان موقع المسجد قديما "زاوية الرفاعي" التي دفن بها بها الشيخ علي أبو شباك الرفاعي والموجود قبره بالمسجد حتى الآن، ومنه اتخذ المسجد اسمه، إلا أنه بعد إنشاء المسجد نسبت التسمية إلى الشيخ أحمد بن علي الرفاعي المدفون بالعراق، وجد أحمد الصياد والد الشيخ علي أبي شباك.

يقع المسجد حاليا بميدان صلاح الدين بحي الخليفة التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة، وبجواره عدة مساجد أثرية تتمثل في مسجد السلطان حسن، مسجد المحمودية، مسجد قاني باي الرماح، مسجد جوهر اللالا، بالإضافة إلى مسجد محمد علي، ومسجد الناصر قلاوون بقلعة صلاح الدين، ومتحف مصطفى كامل.

أمر بإنشاء المسجد خوشيار هانم أو هوشيار خاطر هانم أو هوشيار قادين، وهي سيدة تركية الأصل كانت إحدى زوجات إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا والي مصر، وهي أم الخديوي إسماعيل ابن إبراهيم باشا الذي لقبت في عهده باسم "الوالدة باشا"، وهي أيضاً شقيقة السلطانة "برتونيال" زوجة السلطان العثماني محمود الثاني، والدة السلطان عبد العزيز الأول.

سكنت خوشيار هانم قصر الدوبارة في منطقة جاردن سيتي، وتوفيت سنة 1303هـ/1885م عن عمر جاوز السبعين عاما ودفنت بمسجد الرفاعي.

صاحب تصميم المسجد هو حسين باشا فهمي المعمار ابن عبد الكريم بك أخو محرم بك الذي شغل منصب محافظ الإسكندرية وتزوج من "تفيدة هانم" بنت محمد علي باشا، تعلم في مكاتب مصر ودخل مدرسة السواري بها ثم اختير للسفر إلى فرنسا في بعثة سنة 1844 لكي يلتحق بالمدرسة الحربية المصرية بباريس.

ثم دخل في قسم السلك المدني وتخرج منه والتحق بمدرسة الهندسة العليا بباريس، لما أتم دراسته عاد إلى مصر في عهد عباس الأول وعمره 22 سنة، فأنعم عليه الوالي برتبة أمير آلاي.

شغل عدة مناصب مرموقة منها مدير جمرك الإسكندرية ثم محافظ السويس ثم وكيلا لديوان الأوقاف وهي الوظيفة التي قام خلالها بتصميم مسجد الرفاعي وعدة مباني أخرى.

اشتهر أثناء دراسته بفرنسا باسم كوجك حسين بك تمييزا له عن حسين بك نجل محمد علي باشا الذي كان زميلا له بالدراسة، ثم عرف بعد ذلك باسم حسين باشا فهمي المعمار، وأدركته الوفاة سنة 1891.

كان المعماري ماكس هرتس باشا هو من اختير لاستكمال أعمال البناء وإجراء التعديلات على بناء المسجد بعد توقف دام 25 عاما، وهرتس باشا هو مهندس مجري ولد في أحد أقاليم المجر التي تتبع رومانيا حاليا سنة 185.

عاش في مصر من سنة 1880 إلى سنة 1914، وانضم إلى المكتب الفني بوزارة الأوقاف المصرية في سنة 1881، وفي عام 1890 أصبح المهندس المسؤول عن صيانة المعالم الأثرية الإسلامية والعمارة القبطية بمصر.

وصل إلى رتبة الباشا وكان عضواًة في لجنة حفظ الآثار العربية القديمة، وهو أول مدير لدار الآثار العربية (متحف الفن الإسلامي بالقاهرة حاليا)، وتوفي في زيورخ بسويسرا سنة 1919.

حاول مهندسي مسجد الرفاعي عند وضع تصميمه مجاراة مسجد السلطان حسن المجاور له في العظمة والارتفاع مع أنهم قابلوا بعض الصعوبات التي انتقدها الأثريون والتي تداركها هرتس باشا ليصبح المسجد حين إتمامه من خيرة المساجد التي أنشئت في القرن العشرين وأحفلها زخرفاً وأتقنها صناعة.

فمساحة المسجد من الداخل تبلغ 6500 متر، الجزء المخصص للصلاة منها تبلغ مساحته 1767 متر، وبقية المساحة خصصت للمدافن والملحقات.

وللمسجد منارتان أقيمتا على قواعد مستديرة مثل منارتي مسجد السلطان حسن، أما المداخل فهي شاهقة وتكتنفها العمد الحجرية والرخامية بتيجانها العربية، وحليت أعتابها بالرخام، وغطيت مداخلها بقياب وسقوف مزخرفة ومذهبة، وللوجهات شبابيك نحاسية ذات تصميم خاص.

يعتبر مسجد الرفاعي حاليا مقصداًة سياحيا هاما يزوره السياح من مختلف الجنسيات، خاصة زوار قبر شاه إيران محمد رضا بهلوي وقبر الشيخ علي الرفاعي الذي يجتذب أتباع الطريقة الرفاعية الصوفية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك