في منزل الوحي (14).. سورة الفتح وتثبيت قلوب المؤمنين بعد صلح الحديبية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في منزل الوحي (14).. سورة الفتح وتثبيت قلوب المؤمنين بعد صلح الحديبية

محمد حسين
نشر في: الأحد 24 مارس 2024 - 5:14 م | آخر تحديث: الأحد 24 مارس 2024 - 5:14 م
اختص الله شهر رمضان المبارك، بفضائل عدة دون غيره من أشهر السنة، حيث شهد ابتداء نزول القرآن الكريم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر جملة واحدة؛ إيذانا ببدء بعثة النبي وتكليفه بالرسالة.

وبعد نزول القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، تفرّق نزول آياته بعد ذلك على امتداد سنوات البعثة النبوية بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وارتبط نزول كل آية قرآنية بفرض حكم، أو تفسير أمر أو العبر والعظات من تاريخ الأنبياء والأمم السابقة.

ونعايش ونستحضر روح القرآن مع قرّاءنا، من خلال حلقات مسلسلة على مدار النصف الأول من شهر رمضان تحت عنوان "في منزل الوحي"، ونتناول خلالها مواقف نزول الآيات وأبرز ما ورد عنها بكتب التفسير والسيرة النبوية.

الحلقة الرابعة عشرة:

نواصل حلقاتنا مع مقصد آخر من مقاصد تنزل الوحي، بميل الإسلام إلى التسويات السلمية وحفظ الدم، وتجسد ذلك من خلال صلح الحديبية الذي أقره الرسول مع كفار قريش رغم منعهم له ولأصحابه من زيارة البيت الحرام وأداء العمرة.

واعتبر بعض الصحابة، أن إقرار ذلك الصلح تنازلا وإجحافا بحقوقهم؛ لكن نزلت سورة الفتح والتي نفت مفتتح آياتها ذلك، مؤكدة أن الصلح وتوقيعه فتح ونصر من الله.

* سورة أحب من الدنيا وما فيها

نزلت هذه السورة الكريمة لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة، حين صده المشركون عن الوصول إلى المسجد الحرام ليقضي عمرته فيه، وحالوا بينه وبين ذلك، ثم مالوا إلى المصالحة والمهادنة، وأن يرجع عامه هذا ثم يأتي من قابل، فأجابهم إلى ذلك على تكره من جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

فلما نحر النبي هديه حيث أحصر، ورجع أنزل الله عز وجل، هذه السورة فيما كان من أمره وأمرهم، وجعل ذلك الصلح فتحًا باعتبار ما فيه من المصلحة، وما آل الأمر إليه، كما روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - وغيره أنه قال: إنكم تعدون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية.

وروى الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، قال: فسألته عن شيء - ثلاث مرات - فلم يرد علي، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات فلم يرد عليك؟، قال: فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء، قال: فإذا أنا بمناد ينادي: يا عمر، أين عمر؟، قال: فرجعت وأنا أظن أنه نزل في شيء، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: "نزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا . ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).

* ما قصة صلح الحديبية؟

يعتبر "صلح الحديبية" أول عهد سلام بين المسلمين وقريش، وخلصت بنود المعاهدة إلى إقرار الهدنة بين الطرفين لمدة عشرة أعوام، إلا أن نقض الطرف الثاني بعد سنتين لبعض شروط الصلح عجّل بفتح مكة المكرمة.

وفي تفاصيل هذا الحدث، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ومعه المهاجرون والأنصار ومن لحق بهم من العرب وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة، إشارة إلى خروجه السلمي، حتى إذا كان بعسفان وهي بلدة صغيرة في شمال مكة المكرمة تبعد عنها بـ80 كيلومترًا، جاءه من يخبره بأن قريشاً قد سمعت بخروجه وأعدت العدة لقتاله، فسلك - عليه الصلاة والسلام - طريقاً مخالفاً حتى إذا وصل إلى ثنية المراد وتعرف اليوم بفج الكريمي، هبط إلى الحديبية، وعندها بركت ناقة الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام - القصوى، فضج الناس وقالوا خلأت القصواء، فرد عليهم - صلى الله عليه وسلم: ما خلأت، وما هو لها بطبع ولكن حبسها حابس الفيل.

وقال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها"، وقد بدأ الحوار بين النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وقريش، وانتهى الأمر بكتابة عهد بينهم "صلح الحديبية ".

وتقع الحديبية التي يعود أصل تسميتها إلى بئر الحديبية بالقرب من موقع بيعة الرضوان، وفي رواية إلى شجرة حدباء كانت في ذلك الموضع، على بعد نحو 24 كيلومتراً غرب المسجد الحرام، طبقا لما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن كتب السيرة النبوية.

اقرأ أيضا
في منزل الوحي (13).. شكوى المرأة المجادلة ونزول سورة في القرآن عنها


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك