في رحلة يومية.. أهالي قنا: «معديات الموت» السبيل الوحيد للعبور إلى المدن - بوابة الشروق
الخميس 24 أكتوبر 2024 2:18 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في رحلة يومية.. أهالي قنا: «معديات الموت» السبيل الوحيد للعبور إلى المدن

ارشيفية
ارشيفية
حمادة عاشور
نشر في: الجمعة 24 يوليه 2015 - 6:09 م | آخر تحديث: الجمعة 24 يوليه 2015 - 7:24 م
في رحلة صغيرة محفوفة بالمخاطر والخوف، ينتقل كل صباح آلاف المواطنين من قراهم في محافظة قنا، إلى الجانب الآخر من الشاطئ لقضاء مصالحهم وحاجاتهم، عبر معديات متهالكة ومراكب نيلية صغيرة غير مطابق معظمها للاشتراطات النهرية والسلامة والآمان، ويعيش العشرات من الأسر حاله من الخوف على أبناءهم من مصير ضحايا «مركب بالوراق»، يوم الأربعاء الماضي، الذي أسفر عن مصرع 32 شخصا.

المئات من المواطنين يعبرون يوميًا عبر معديات تنقلهم والحيوانات من «مدينة قوص وحتى مدينة نقادة»، وأيضا من «دشنا إلى الوقف»، في رحلة تبدأ بالمرور على قطع خشبية لا تحمل أكثر من شخصين وصولا لمراكب ومعديات متهالكة، ويعتبر مراكز نقادة وقوص ودشنا والوقف، من أكثر المناطق في محافظة قنا، التي تعتمد فيها المواطنين للعبور للشاطئ الغربي والشرقي عن طريق المعديات، لكونه الوسيلة الوحيدة للنقل المواطنين والحيوانات.

حسين علام، من مركز نقادة، يقول: إنه يستقل المعدية يوميًا للوصول لعمله اختصارا للوقت الطويل البري، الذي يستغرق أكثر من ساعة بالسيارة، لافتا إلى أن معظم المعديات والمراكب متهالكة وتفتقر مواصفات السلامة والآمان، وهو ما يهدد حياة المئات من المواطنين بالخطر يوميا.

فيما يقول أحمد عبد المحسن، من أهالي مركز نقادة، إن «المعديات هي الوسيلة الوحيدة للنقل بين مركزي "نقادة وقوص"، وهى رحلة يومية أعتاد عليها المواطنين، وسط حالة من الخوف، لكون معظم المعديات متهالكة وغير مطابقة للمواصفات، وعدم وجود رقابة عليها، وبعضها لا يحمل ترخيص، وهو ما تسبب في غرق إحدى المعديات، العام الماضي، حينما كانت تنقل أكثر من 20 تلميذًا من تلاميذ المدرسة الابتدائية، أثناء عودتهم من الدراسة، وتسبب الحادث في غرق طفلتين وتم إنقاذ نحو 17 تلميذا آخرين.

وكشف حميد الكاشف، أحد قيادات قرية حجازة، عن أن هناك معديتين تقوما بنقل الآهالى إلى الناحية الشرقية من قرية المسيد وهاتين المعديتين تم أنشاؤهم بالجهود الذاتية بتبرعات الآهالي، لتوفير الوقت والمجهود على الأهالي، لافتًا إلى أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى والطلبات للمسؤولين لحل مشكلتهم وإنشاء كوبري يصل بين النجعين ولكن دون جدوى.

ويضيف خالد عبد الظاهر، من أهالي مركز نقادة، أن أهالي مركز نقادة لا يعتمدون فقط على نقل المواطنين والحيوانات عبر المعديات، وإنما يتم الاعتماد عليها أيضًا في نقل محاصيل قصب السكر من أراضيهم بواسطة الجرارات الزراعية، ثم تنقل المعديات الجرارات المحملة بالقصب لمركز قوص؛ حيث مصنع السكر، مما يجعل هناك الكثير من المخاطر نتيجة للحمولات الكبيرة.

وأشار أحد المواطنين، محمود شاكر إلى أن أهالي المركزين قدموا الكثير من الشكاوي للمسؤولين للتدخل وأحكام الرقابة على هذه المعديات، والتأكد من مطابقتها للمواصفات والاشتراطات النهرية، أو حتى أنشاء كوبري يصل بين المركزين، فضلا عن الحمولات الزائدة التي لا يلتزم بها أصحاب هذه المعديات، ويكدسون المواطنين مع الحيوانات أثناء العبور من ناحية لأخرى مما يهدد بكارثة كبرى مستقبلا.

وأوضح أن المحاضر الرسمية سجلت العشرات من حوادث الغرق بين الأطفال والمواطنين خلال الثلاث سنوات الماضية، أثناء عبورهم من الشواطئ للمعديات والعكس، مشيرًا إلى بعض المسؤولين أكد لهم أن السبب في ضعف الرقابة على هذه المعديات والمراكب يرجع إلى ضعف القوانين المنظمة للعمل بها في نهر النيل، وهو ما يعكس عدم وجود عقوبات رادعة على أصحابها المخالفين.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك