«آه يا ولدي».. أنين أُسر الغرقى على رمال شواطئ الإسكندرية من النخيل للصفا - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:40 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«آه يا ولدي».. أنين أُسر الغرقى على رمال شواطئ الإسكندرية من النخيل للصفا

عصام عامر
نشر في: الجمعة 24 يوليه 2020 - 12:56 م | آخر تحديث: الجمعة 24 يوليه 2020 - 12:57 م

• الصفا مفتوح وبه مطبات صخرية والنخيل يضم 7 حواجز بينها أغوار تكون دوامات مائية
• انتشال 3 أشقاء ونجل خالتهم جاءوا للإسكندرية لقضاء عطلة صيفية
• النيابة تُصرح بدفن الجثامين وتطلب تحريات المباحث وتستدعي مسئول الشاطئ

على بعد بضعة كيلو مترات من شاطئ النخيل، ترابط أسرة الشاب الغريق، شادي عبد الله عثمان، (17 عامًا) لليوم الـ15 على التوالي بانتظار نتائج تحليل عينات البصمة الوراثية (D.N.A)، التي تسلمها الطب الشرعي.

جلست الأسرة القاهرية لمدة 24 ساعة، أعلى تله صخرية مقابلة لشاطئ الصفا، الذي شهد حادث غرق 4 أشخاص "3 أشقاء، ونجل خالتهم"، وإذا بالأمواج ترأف بهم، صباح اليوم الجمعة، وقذفت الجثتين المتبقيتين لهم لتكريمهم بدفنهم.

فريق من قوات الإنقاذ النهري، بإشراف مدير إدارة الحماية المدنية في الإسكندرية، بالتعاون مع غطاسين متطوعين، هرعوا نحو الجثتين، وتمكنوا من انتشالهما وتبين أنهما لـ: حنفي رجب حنفي، 30 عامًا، ونجل خالته، السيد محمد السيد، الشهير بـ"سيد أسمر"، 23 عامًا، يضافوا لجثماني "غادة، ومحمد"، اللذان حملتهم سيارة إسعاف وتوجهت بهم إلى مشرحة كوم الدكه، وسط الإسكندرية، تمهيدًا لتسليهم لأسرتهم لتشييعهم.

وبالبحث في أوراقهم، نجد أن الغريقة "غادة"، 19 عامًا، غادرت عالمنا رفقة شقيقيها "محمد"، 17 عامًا، و"حنفي" 30 عامًا ونجل خالتهم، سيد أسمر، 23 عامًا، وتركت خلفها طفلًا رضيعًا لم يبلغ شهره الخامس، وشقيقته "مكة" التي أتمت العامين، حيث جلست بوجهها الملائكي البريء، رفقة ما تبقي من الأسرة أمام مياه البحر، عيناها تبحث عن أمها، دون أن تعي أنها فقدتها "غرقًا" للأبد، بسبب مجيئهم لقضاء عُطلة صيفية.

"ياريتهم ما نزلوا البحر"، عبارة كثيرًا ما رددتها السيدات اللاتي تواجدن في موقع الحادث، عند الكيلو 23، انتظارًا لأن يخرج الغطاسين عليهم بالجثمانين، بين كل لحظة وأخرى، وسط حالة من البكاء الهستيري تارة، والتمتمة والصمت الممزوج بالأوجاع وانهيار القوام وعدم تمالك النفس تارة ثانية، إلى أن شاء القدر بانتشالهم.

الاختلاف بين شاطئ الصفا والنخيل، التابعين لحي العجمي، غربي الإسكندرية، أن خطر الأول يكمُن في أن بحره مفتوح، وشاطئه مليء بالمطبات الصخرية، بينما الأخير، فمشكلته في 7 حواجز صخرية مليئة بالأغوار والأنفاق الضبابية، والاثنين خطورتهم المشتركة في تكوين تيارات السحب المائية "الدوامات"، يقول الكابتن محمد عوض كبير الغواصين المتطوعين.

تلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء سامي عبد الرازق غنيم، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أول العامرية، يفيد ورود إشارة بغرق 4 أشخاص من أسرة واحدة، في منطقة العجمي، وبانتقال الشرطة، رفقة سيارة الإسعاف، إلى موقع البلاغ، تبين من الفحص الأولي أن الغرقى قصدوا البحر مبكرًا، رغم أن الشواطئ مغلقة بقرار من مجلس الوزراء، ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية الرامية لعدم انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بين المواطنين.

تم تحرير محضر إداري بالواقعة، وأخطرت نيابة أول العامرية، حيث صرحت بدفن الجثامين، بعد مناظرتهم طبيًا، مع سرعة إفادتها بتحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء مسئول الشاطئ لسؤاله عن ملابساتها، وتباشر التحقيق.

تجدر الإشارة إلى أن المياه في شواطئ غرب الإسكندرية - هذه الآونة - مرتفعة الأمواج، متأثرة برياح "الملثم" الشمالية - الغربية، التي تتعرض لها المنطقة لمدة 40 يومًا، يتخللها فترات راحة، خلال شهري يوليو وأغسطس.

وكان 11 شخصًا لقوا مصرعهم غرقًا، فجر الجمعة قبل الماضية، بشاطئ النخيل، بعد تسللهم إليه فجرًا، بالمخالفة لقرار مجلس الوزراء بغلق الشاطئ.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك