يروي تاريخ الإسكندرية.. «أرشيف بدوي» يوثق بالصور ذكريات المدينة قبل 80 عاما - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يروي تاريخ الإسكندرية.. «أرشيف بدوي» يوثق بالصور ذكريات المدينة قبل 80 عاما

دينا النجار
نشر في: السبت 24 أغسطس 2024 - 8:53 م | آخر تحديث: السبت 24 أغسطس 2024 - 8:53 م

في مخزن قديم مغطى بالأتربة وخيوط العنكبوت، ملحق باستديو المصور السكندري الراحل أحمد بدوي في محطة الرمل، قرر حفيده الشاب عبد العزيز بدوي، الدخول مع اثنين من أصدقائه المصورين حازم جودة، وأحمد ناجي، لاستكشاف مقتنياته بدافع الفضول، وبحثًا عن معدات تصوير قديمة، ليكتشفوا بالصدفة إرثًا من الصور والأفلام توثق تاريخ وذكريات، المدينة الساحلية العريقة قبل 80 عامًا، بدقة وجودة عالية، رغم مرور كل هذه السنوات.

وكأن الاستديو الذي كان يُصنف ضمن أشهر استديوهات الإسكندرية بعد افتتاحه عام 1939، وينافس المصورين المحترفين من أبناء الجاليات الأجنبية آنذاك، قرر البوح بأسراره ليكشف تفاصيل وحكايات تعرض لأول مرة عن الحياة في المدينة وتراثها وعادات أهلها وذكرياتهم، والمشاهير الذين ترددوا عليها، خاصة في فترة خمسينيات القرن الماضي.

*خبيئة وإرث بصري

ومُنذ اكتشاف تلك الخبيئة والإرث البصري، سارع المصورون الثلاثة في ترميم بعض الأفلام النيجاتيف، وإنقاذ أكبر قدر منها، خوفًا عليها من الضياع والتلف، بعدما أدركوا أهميتها وقيمتها الكبيرة، وبدأوا العمل عليها وترميمها بالإمكانيات المتاحة، لعدم توافر المعدات اللازمة والمتخصصة لقلة الإمكانيات المادية في الوقت الحالي، حيث إن المبادرة ذاتية ولا يوجد تمويل.

*أسرار لا تنتهي

لا يدري الشباب الثلاثة هل كان الفضول هو المحرك الأساسي للعمل لمدة 3 سنوات متواصلة على مشروع "أرشيف بدوي" حتى يرى النور؟، أم عشقهم للتصوير والإعجاب بمدى جودة الصور المُلتقطة في ذلك الوقت رغم قلة الإمكانيات حينها، مقارنة بالمعدات وإمكانية التقاط الصور في الوقت الحالي؟.

وشارك المصورون أكثر 350 قطعة أصلية بين صور وأفلام نيجاتيف تعتبر وثائق بصرية لتاريخ مصر الحديث، وتحكي جوانب من تاريخ الإسكندرية والحياة الفنية والاجتماعية، بأحد المعارض للجمهور والمهتمين بالتصوير والفنون، والتاريخ والباحثين.

*حكاية في كل صورة

ردود فعل فاقت التوقعات كللت مجهود سنوات من بحث الشباب، والعمل بأقل الإمكانيات لإخراج مئات الصور في أحسن صورة، وزادت أيضًا حماسهم لإنقاذ باقي الصور واستكشاف المزيد، حيث عبر الجمهور عن سعادته برؤية المدينة في القرن الماضي، إذ ظهر الكورنيش بشكل كامل دون أسوار تحول بين الناس والبحر، وظهور شاطئ استانلي قبل إنشاء الكوبري الشهير، ووجوه وملامح أهل الإسكندرية وملابسهم في "بورتريهات"، ظهرت كأنها مرسومة بدقة عالية، وليست ملتقطة من عدسات كاميرا بسيطة من أول مرة.

كما وثقت الصور مظاهرات لتأييد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الإسكندرية بعد التنحي، ولقطات تعرض لأول مرة، إذ كانت أغلب الصور المتداولة حتى الآن من محافظة القاهرة، والمفارقة هو توثيق الصور عدم وجود بعض الأماكن الأثرية، مما يعني اكتشافها قريبًا وهو ما لم يكن يعرفه البعض، وغيرها من الأماكن الأخرى التي اختلفت عن الماضي.

*نوستالجيا الإسكندرية

ومثلما كشفت الصور عن نوستالجيا الشواطئ والأماكن القديمة في الإسكندرية، أعادت إلى الأذهان أيضًا ذكريات الأفراح في فترة الثمانينات، من خلال تفاصيل كثيرة وثقها المصور الراحل، حيث تعرف بعض الجمهور على عائلاتهم بالصدفة في هذه الصور، وعبر البعض الآخر عن سعادتهم لرؤية هذه المناسبات التي تتشابه كثيرًا مع ألبومات الصور في معظم البيوت المصرية، بالإضافة إلى صور الفنانين والمشاهير سواء على الشواطئ مع عائلاتهم، أو في الأحداث الفنية المختلفة.

«كمصورين مدركين أهمية الأرشيف أكتر من أي حد تاني».. بهذه الكلمات تحدث المصور أحمد ناجي، عن «أرشيف بدوي» لـ«الشروق»، كاشفًا عن مجهودات الفريق في الحفاظ على الأفلام والصور من عوامل الزمن والرطوبة، بإمكانيات بسيطة، خاصة مع تهالك الاستديو وصعوبة تجديده نظرًا للتكلفة الباهظة التي يحتاجها، دون وجود تمويل للمشروع القائم بالجهود الذاتية للفريق.

والتقط صديقه المصور حازم جودة أطراف الحديث، مضيفًا أنهم يعملون حاليًا على ما يسمى بـ«رقمنة» الأفلام، واكتشاف مكان وتاريخ التقاطها من خلال العلامات الموجودة في الصور مثل موديلات السيارات، أو اللافتات والإعلانات الموجودة آنذاك.

ويأمل ثلاثي «أرشيف بدوي»، في إنقاذ المزيد من الأفلام والصور ليس لتحويلها لمعرض خاص بالصور القديمة، أو خروجها للجمهور فحسب، بل لتكون مرجع للمصورين والباحثين المتخصصين في شئون المدينة والتراث والتاريخ، ليتحول هذا الإرث لمتحف أرشيفي حي شاهد على تاريخ الإسكندرية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك