منى سلمان: أنا «بنت الناس الغلابة».. ولست مذيعة النخبة والمثقفين - بوابة الشروق
الجمعة 22 نوفمبر 2024 7:25 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تعود للشاشة ببرنامج «451 فهرنهايت»..

منى سلمان: أنا «بنت الناس الغلابة».. ولست مذيعة النخبة والمثقفين

منى سلمان
منى سلمان
حوار ــ أحمد فاروق:
نشر في: السبت 24 سبتمبر 2016 - 12:46 م | آخر تحديث: السبت 24 سبتمبر 2016 - 12:46 م

• أسامة الشيخ هو الدافع الأكبر لظهورى على «العاصمة».. وإذا فشلت التجربة لن أستمر
• اسم البرنامج لا يحمل إسقاطًا على النظام.. اعتبارات عائلية منعتني من العودة للإعلام الدولى
• اتفقت على أن تكون مرجعيتنا التحريرية لرئيس القناة فقط.. والتجربة تشهد أننى أغادر عندما لا أقتنع بما أقدمه
• لن أسمح باستخدامى فى التعبئة أو تجميل الواقع.. وسألت «حساسين»: هل تتوقع أن تخدم المحطة مواقفك السياسية؟.. فأجاب بالنفى

بعد غياب عام ونصف عن الشاشة، قررت الإعلامية منى سلمان أن تعود عبر شاشة «العاصمة 2» المثيرة للجدل والتى يملكها النائب البرلمانى سعيد حساسين، كما اختارت أن يكون «451 فهرنهايت» اسما لبرنامجها، لتثير التساؤل مرة أخرى، خاصة أنه لن يكون مفهوما للمواطن البسيط، كما أن من يعرف الرواية العالمية المأخوذ عنها ربما يحمل البرنامج المعانى السياسية التى تضمها الرواية التى صدرت قبل 50 عاما، وهو ما تفسره سلمان خلال حوارها مع «الشروق».
* لماذا اخترت العودة عبر شاشة قناة العاصمة؟
ـ منذ أن تركت قناة دريم قبل أكثر من عام، تلقيت عروضا كثيرة من قنوات عديدة، لكن جميعها توقف فى مرحلة معينة ولا أفهم لماذا؟، واستمر ذلك حتى اتصل بى المهندس أسامة الشيخ الذى كان الدافع الأكبر للموافقة، لقناعتى أنه لن يغامر باسمه ولا باسمى، والحقيقة أنه قدم لى عرضا يصعب رفضه، بالظهور فى قناة العاصمة الجديدة إلى جانب زملاء جدد انضموا للقناة، بشكل جديد، يبدد القلق الذى كان عند البعض من القناة القديمة.
وبشكل عام فى مصر، لا توجد صيغة يمكن أن توافق أحلامك، فالإعلام فى السنوات الأخيرة ليس فى أفضل حالاته، فهناك قنوات كانت فى الصدارة وبدأت تتلاشى، وهناك قنوات نشأت وأصبحت فى الصدارة، وهناك قنوات جديدة يتم انشاؤها، فالسوق تتعرض لهزة كبيرة، وبعد الثورة كان هناك تعويل على ماسبيرو، لكن من الواضح أن المسألة ما زالت تحتاج كثيرا من الوقت.
* ماذا تقصدين بأن العروض كانت تتوقف فى مرحلة معينة؟
ـ بشكل عام لدى مشكلة، أننى غير محسوبة على أحد، ولا جزء من شلة، ورغم أننى أرى ذلك ميزة، ولكن فى كثير من الأحيان يقطع الطريق عليك.
وأدعى أننى أنتمى لمجموعة الإعلاميين المتمسكين بأهداب المهنة، فنحن لسنا سياسيين ولا أعضاء فى أحزاب، ولا محسوبين على أى اتجاه غير المهنة التى تتعرض حاليا للخطر بسبب أن كل إعلامى محسوب على جهة أو اتجاه ويريد أن يقوم بدور الزعيم.
لهذه الأسباب، أتعهد بأننى سأسعى من خلال تجربتى الجديدة فى «العاصمة» تقديم الصيغة التى اعتادها منى المشاهد، على الأقل فى الجزء المتعلق بالمهنة و«الصنعة» التى أصبحت فى حكم المجنى عليها الفترة الأخيرة.
* وهل قناة يملكها النائب سعيد حساسين المحسوب بالفعل على اتجاه معين ستمكنك من تناول كل وجهات النظر؟
ـ معروف عن منى سلمان أنها تحافظ على المهنة، ولا تقدم الا ما تقتنع به، والتجربة تشهد أننى عندما أكون غير مقتنعة أغادر على الفور، والرزق فى النهاية على الله.
أما فيما يتعلق بالقناة، فأنا بالفعل اتفقت على أن تكون مرجعيتنا التحريرية فى المحطة ليس لأحد سوى المهندس أسامة الشيخ باعتباره رئيس القناة، وأن نعمل فى مناخ خالٍ من التدخلات.
وبما أن صاحب المحطة يمتهن السياسة، كان أول سؤال وجهته له فى حضور المهندس أسامة الشيخ: هل تتوقع أن تخدم المحطة على مواقفك السياسية؟، والحقيقة أنه أجاب بالنفى، وأن هذه مسألة غير مطروحة على الاطلاق.
والحقيقة أن تركيبة القناة بها كثير من التنوع، وهذا يعنى أنه لن يجبرك أحد على وجهة نظر محددة، خاصة أن وجهة النظر الأخرى ممثلة.
ولا أعتقد ان أحدا يمكن أن يوجه لى اللوم، لأنى أريد أن أقف فى المنتصف وأقدم وجهات النظر المختلفة بشكل موضوعى، كما أن الجميع عليه أن يعلم بأن التمسك بالمهنية هو طوق النجاة للإعلام، فالسياسة متغيرة.
* هل يعنى ذلك أن جميع وجهات النظر ستمثل فى البرنامج بما فيها الأصوات المعارضة؟
ـ أجابت متسائلة، وما هو حجم المعارضة فى مصر، ومن الذى يمثلها؟
أنا شخصيا مع تمثيل كل الأصوات، ولكن عندما غابت السياسة، لم يعد التعبير عنها بالاتساع الكافى.
بالتالى سيسعى البرنامج أن يكون صوتا للمواطن قدر المستطاع، وهذا يزيد العبء على الإعلام، لأن المشاهد ينتظر من المذيع أن يكون زعيما سياسيا، وللأسف بعض الزملاء يسقطون فى هذا الفخ ويتصورون أنفسهم زعماء سياسيين.
أما منى سلمان، فستكون مجرد موصل لصوت الناس، لن ألعب دورا سياسيا، ولن نستخدم كوسيلة تعبئة، ولا فى تجميل الواقع أيضا، ومن الآن تعلن أننا لا نملك عصا سحرية.
فمع الأسف «صنعة» الإعلام غابت عن الإعلام المصرى، حيث إن الأمر يبدو فى كثير من الأحيان أن المذيع يقوم بعمل دعاية، وهذه الدعاية الفجة تضر دائما بما تعرضه أكثر مما تفيده، حتى اذا كان فى المواقف الوطنية.
ورغم أنه لا حياد فيما يتعلق بقضايا الوطن، فليس معقولا أن تكون مصر فى حرب، أو يتم استهدافها إعلاميا وسياسيا واقتصاديا، لكن الطبيعى أن يعرض الإعلام وجهة النظر باحتراف، لأنك تخسر قضيتك بسوء عرضها، وهذه هى فكرة الدببة التى تقتل اصحابها.
* لماذا تراهنين على أسامة الشيخ رغم أنه تعاقد مع القناة 4 أشهر فقط انتهى معظمها تقريبا؟
ـ أجابت متسائلة: من يقول اننى لم أدخل التجربة بنفس منطق أسامة الشيخ؟.. بمعنى أننى أيضا أجرب، وأنتظر كيف ستسير الأمور، ورغم أننى لا أملك الحديث باسم المهندس أسامة الشيخ، ولكنه لن يرحل اذا نجحت التجربة، وأنا أيضا مثله، وفى نفس الوقت اذا فشلت لماذا أستمر؟
ورغم أننى متعاقدة لمدة عام مع القناة، الا أن هناك اتفاقا ضمنيا أننا نجرب بعضنا البعض، واذا لم يتحقق ما اتفقنا عليه أستطيع أن أرحل فى أى وقت.
* لماذا اخترت عنوان رواية «451 فهرنهايت» اسما للبرنامج رغم صعوبته؟
ـ الاسم اقترحه عمرو عبدالحميد أحد المسئولين التحريريين فى المحطة وهى الدرجة التى يحترق عندها الورق، وعندما فكرت فيه لفت انتباهى، وأعجبتنى الفكرة الأساسية للرواية، التى تدعو للاختلاف فى الوقت الذى يسود فيه الاتجاه الواحد، فالمجد للذين اختاروا أن يكونوا مصابيح بدلا من أن يلعنوا الظلام، لكن ما يقلقنى من الاسم بالفعل هو أن يصنع حاجزا بينى وبين المشاهد البسيط الذى لا يعرف الرواية.
فملخص الفكرة أنه عندما يسود النمط الواحد، ويصبح هناك صوت واحد، البعض يقرر احياء الأصوات الأخرى، وأن يكون مصباحا، ليجبر الناس على التفكير، وطرح الأسئلة، وأتمنى أن يقوم برنامجى بهذا الدور.
* ولكن البعض يمكن أن يفسر اختيار هذا الاسم بأنه اسقاط على النظام؟
ـ على الإطلاق، فالرواية لا تتحدث عن نظام بعينه، ولا لها أى علاقة بالسياسية، وإنما تسلط الضوء على فكرة واحدة هى أن المعرفة أهم سلاح، وهذا ما أراهن عليه دائما، فأنا أعمل على رفع وعى الناس، وأرى أن ذلك أقوى سلاح يمكن أن تحارب به أى دولة.
فإشاعة المعرفة هى التحدى الحقيقى، وهذا رهانى منذ بدأت عملى بالإعلام.
* هل تحدثك باللغة العربية على الشاشة رغبة منك فى أن تحصلى على لقب مذيعة للنخبة؟
ـ رغم أن هذا التوصيف ليس عيبا، ولكنى لست مذيعة للنخبة ولا المثقفين، ودائما أحاول أن أكون صوتا للناس، لأنى بالفعل «بنت الناس الغلابة».
أما فيما يتعلق باللغة العربية، فهذه أحرص عليها منذ بدأت مشوارى المهنى فى إذاعة الشرق الأوسط، وأعتبر ذلك جزءا من دور المذيع أن يرقى بلغة الشارع، لا أن ينزل اليها.
فأنا حريصة على أن أكون قريبة من اللغة التى يفهمها الجميع، ولكن دون أن أقع فى فخ الكلمات المبتذلة، كما أننى أعتبر المذيع الذى يتحدث على الشاشة بأخطاء لغوية واضحة فضيحة.
* لماذا لم تعودى للإعلام الدولى خلال الفترة الماضية؟
ـ فى مرحلة من حياتى قررت العودة إلى مصر لاعتبارات عائلية، فعندما اخترت أن أترك الجزيرة العامة وكنت أقدم عليها 3 برامج، لأنزل مصر وأعمل فى الجزيرة مباشر مصر، بعض الزملاء قالوا إنها خطوة غير موفقة على المستوى المهنى، ولكنى كنت أراها على المستوى الشخصى أفضل، كما أننى كنت اريد أن أكون ضمن المشهد المصرى فى هذا الوقت، فأنا اكتفيت من الغربه، وأريد أن أربى أولادى فى مصر.
* هل التنقل كثيرا بين القنوات أضرك؟
ـ من المؤكد أننى كنت أفضل الاستقرار فى مكان واحد وأكون جزءا منه طول الوقت، ونتبادل النجاح، ولكن كما يقول الشاعر «مشيناها خُطىً كتبت علينا ومن كُتِبَت عليه خطىً مشاها».
وبشكل عام، هناك مذيع يتألق مع شاشة وعندما ينتقل إلى أخرى ينطفئ، وهذا حدث مع الكثير من الزملاء، وهذا مصدر رعب لى ولآخرين، ويمثل هاجسا ومغامرة لكثير من الزملاء، لكن اذا لم يكن لديك البديل، على الأقل حاول أن تستفيد من التجربة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك