"هقتلك يا محمود لو طلبت الفلوس تاني"، بتلك الكلمات هدد صاحب السوبر ماركت صديقه المجني عليه الذي يعمل مدرسا للغة الإنجليزية، نظرا لكثرة مطالبته باسترداد مبلغ مالي 60 ألف جنيه قد اقترضه منه المتهم منذ أشهر "فلوس جمعية"، ورفض سداد المبلغ في موعد محدد ليقرر التخلص منه.

عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر بمنتصف الليل، هاتف المجني عليه يدق "إنزل يا محمود هديلك الفلوس"، هرول المجني عليه لمقابلة المتهم، لأخذ المبلغ المالي تاركا زوجته وابنه الذي لم يبلغ العامين من عمره على فراش نومه، ولم يدر ما يخفيه المتهم من غدر، نجح المتهم في استدراج المجني عليه إلى منزله وعقب دخوله باغته بعدة طعنات مستخدما سلاحا أبيض على إثرها سقط جثة هامدة وسط بركة من الدماء.

لم يكتف المتهم بارتكاب جريمته ليحمل الجثة داخل توكتوك بالاستعانة بأحد أفراد أسرته للتخلص منها داخل قطعة أرض زراعية بذات القرية، ولكن العدالة الآلهية لم تشأ أن تترك لقاتل الشاب الهرب بفعلته، ليكتشف أهالي القرية جثة المجني عليه ملقاة وبها عدة طعنات وملامح وجهة مطموسة من أثر الاعتداء، ليبلغ أحدهم الأجهزة الأمنية التي انتقلت على الفور محل الواقعة وتبدأ رحلة البحث لكشف ملابسات الواقعة.

وتوصلت التحريات إلى أن الجثة للمجني عليه، وأن وراء ارتكاب الواقعة صديقه صاحب سوبر ماركت، لخلافات مالية بينهما، ليتم القبض على المتهم وشقيقه، واقتيادهما إلى ديوان المركز، وتسيطر موجة من الحزن والذعر على أهالي قرية ذات الكوم بدائرة مركز منشأة القناطر شمال محافظة الجيزة، الذي لا يتردد على ألسنتهم سوى الحديث عن حسن أخلاق عائلة المجني عليه منذ إقامتهم داخل المنطقة.

وقالت والدة المجني عليه في لقاء مع الـ"الشروق" إن ابنها منذ انتهاء حياته الدراسية، وهو يكافح من أجل المعيشة الطيبة "هو اللي جهز أخواته البنات وبيساعدنا في المصاريف".

وتابعت أن المجني عليه سافر إلى إحدى الدول العربية للعمل بها لتأمين مستقبل ابنه وعقب أزمة كرورنا عاد ليقيم بالمنطقة وقرر شراء قطعة أرض بالقسط من أجل ابنه الوحيد الذي لم يتجاوز العامين، مشيرة إلى أن المجني عليه قرر عمل جمعية بينه والمتهم لسداد أقساط قطعة الأرض لكن المتهم رفض سداد المبلغ وقرر التخلص من فلذة كبدها.

وقال خال المجني عليه في حديثه لـ"الشروق" إن المتهم معروف عنه سوء الخلق والنصب في الأموال، مشيرا إلى أنه عمل "جمعية" مع المتهم منذ فترة بمبلغ مالي وحاول النصب عليه وعدم السداد، إلا أنه فشل في ذلك وانتهت باسترداد المال.

وتابع الخال أنه حذر المجني عليه من هذه المشاركة في المال إلا أن المجني عليه كان يبرر بصداقته مع المتهم، وأن المتهم لم يغدر به، وطالب الخال بالقصاص العاجل من المتهم ليشفى نار قلبهم على فراق المجني عليه.

وتلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بمديرية أمن الجيزة، بلاغا يفيد بالعثور على جثة شاب ملقاة بأحد الطرق في قرية بدائرة مركز شرطة منشأة القناطر، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارة إسعاف لمحل البلاغ.

وتبين العثور على جثة مدرس إنجليزي به عدة طعنات بالجسد والرقبة، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني عليه "صاحب سوبر ماركت"، بسبب خلافات مالية.

ونقلت الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة، وتمكنت القوات من القبض على المتهم واقتياده إلى ديوان المركز، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة.

وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة.