الانتخابات والعرقية.. لماذا يرفض الجمهوريون تحويل واشنطن لولاية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 25 أكتوبر 2024 9:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الانتخابات والعرقية.. لماذا يرفض الجمهوريون تحويل واشنطن لولاية؟

بسنت الشرقاوي:
نشر في: السبت 27 يونيو 2020 - 3:16 م | آخر تحديث: السبت 27 يونيو 2020 - 3:17 م

صوت ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، يوم الجمعة، للمرة الأولى في التاريخ، لتحويل العاصمة الأمريكية واشنطن إلى ولاية.

ووافق مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأغلبية 232 صوتا مقابل رفض 180، دون أن يحصل على أي دعم من الجمهوريين الذين يعارضون الأمر بشدة.

وعارض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحويل واشنطن إلى ولاية، مشيرا إلى أن ذلك قد يفضي لانتخاب عدد أكبر من الديمقراطيين في الكونجرس، بعدما كان لا يحق لسكان المدينة -التي يزيد عدد سكانها على 700 ألف- سوى اختيار رؤساء بلديات.

وتضم العاصمة أغلبية كبيرة من الديمقراطيين على عكس الولايات الأخرى، وهو ما يجعل الجمهوريين معارضين بشدة لتحويلها إلى ولاية يصبح لها ممثل في الكونجرس.

• اسم جديد للولاية

من المقرر أن يطلق على الولاية اسم واشنطن دوجلاس كومونولث، تيمنا باسم جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، وفريدريك دوجلاس، وهو شخص كان عبدا في السابق واشتهر بتأييده لإلغاء الرق، بحسب "سكاي نيوز".

وتعد واشنطن، التي تسمى "مدينة الشوكولاته"، ذات أغلبية من ذوي الأصول الإفريقية منذ تعداد عام 1960، الذين يشكلون الآن 46% من سكانها.

• واشنطن ولعبة السياسة

تقول مجلة "بلومبرج" الأمريكية، في تقريرها المنشور السبت، إن تحويل العاصمة واشنطن إلى ولاية بمثابة خطوة رمزية في الغالب، ستسلط الضوء على بعض قضايا العرق والمساواة التي تقود سياسات الانتخابات.

وجزء من تفسير ذلك، يأتي بسبب استخدام إدارة ترامب للقوات الفيدرالية ورذاذ الفلفل لتقويض المتظاهرين السلميين المناهضين للعنصرية من ساحة لافاييت -نقطة احتجاج تقليدية مجاورة لأرض البيت الأبيض- في إطار الاحتجاجات الشعبية التي عمت أمريكا بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد خنقا على يد الشرطة.

فيما ردت عمدة واشنطن من أصل إفريقي، موريل بوزر، بإنشاء جدارية عملاقة كتب عليها "حياة السود مهمة"، مطلية بأحرف صفراء عملاقة، في الشارع المؤدي إلى البيت الأبيض، كما زادت من دعواتها لمزيد من الحكم الذاتي للعاصمة.

• واشنطن مكسب كبير للديمقراطيين في الكونجراس

قالت راعية مشروع قانون تحويل العاصمة إلى ولاية، إليانور هولمز نورتون، وممثلة العاصمة في مجلس النواب -بدون أحقية مشاركتها في التصويت- إنها سارت طيلة حياتها نحو تحقيق هذا الإنجاز، وأنها مدركة أن عائلتها لم تعرف المساواة على الإطلاق.

هذه الخطوة عارضها بشدة الرئيس دونالد ترامب، ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، الموالي للرئيس، ويرجع ذلك بحد كبير إلى أن سكان واشنطن مسجلون بنسبة 76% ديمقراطيين و6% جمهوريين.

يأتي ذلك فيما جادل جمهوريون آخرون بأن واضعي الدستور يقصدون أن تكون العاصمة الفيدرالية مستقلة عن الولايات من أجل مقاومة الضغط غير المبرر.

• حقوق مهدرة

في عام 2000، قضت المحكمة العليا الأمريكية، بأن سكان واشنطن ليس لديهم الحق الدستوري في التصويت في الكونجرس لأن المقاطعة ليست ولاية.

وقالت نورتون، ممثل العاصمة في الكونجرس، وأنصار آخرون، إنهم سيضعون القضية أمام الدولة، خلال الأيام المائة الأولى من إدارة المرشح الرئاسي جو بايدن، في حال فوزه في العام المقبل.

وقال نورتون، للصحفيين، إن تمرير مشروع قانون الولاية في مجلس الشيوخ يتطلب أغلبية فائقة من 60 صوتًا، وهو أمر غير متوقع لأنهم يرفضون.

يأتي ذلك فيما قال ديمقراطيون إن استخدام القوات الفيدرالية لإخلاء المحتجين بالقرب من البيت الأبيض، سلط الضوء على افتقار المنطقة إلى وضع التمثيل في الكونجرس، والتصويت للأمريكيين في أماكن أخرى.

أيضا قالت عمدة واشنطن: "إن المعارضين للمشروع لا يفكرون حتى في أنه ليس لدينا أعضاء في مجلس الشيوخ أو أن عضوة الكونجرس ليس لديها حق التصويت، وربما من المؤكد أيضا أنهم لم يخطر ببالهم احتمال تحرك الرئيس عبر قوات الجيش لمعالجة القضايا المحلية".

يدفع سكان المقاطعة البالغ عددهم 700 ألف مواطن، ضرائب فيدرالية، وتكتب على لوحات سياراتهم المعدنية "إنهاء الضرائب بدون تمثيل"، أي يدفعون الضرائب كمواطنين لكن يفتقرون للتمثيل البرلماني.

• قضية عرقية

سعى المؤيدون لمشروع للقانون، إلى ربطه بحركة "حياة السود مهمة"، مفسرين أن تحويل مدينة بها ما يقرب من 50% من السكان الأمريكيين من أصل إفريقي إلى ولاية، ستساعد في منح السمر تمثيلًا أكبر في مجلس الشيوخ.

فيما جادل بعض المعارضين الجمهوريين بضرورة أن تصبح واشنطن جزءًا من ولاية ماريلاند المجاورة؛ ما يسمح لمواطنيها بأن يكون لها ممثل تصويت في مجلس النواب بدون عضوين إضافيين تحصل عليه كل ولاية، وهو ما سيصب حتما في مصلحة الجمهوريين.

• رفض برلماني للجهوريين

رفض السناتور الجمهوري توم كوتون، ممثل ولاية أركنساس، في خطاب مطول في مجلس الشيوخ يوم الخميس، ما أسماه بالحجج القائلة بأن عدد سكان واشنطن الكبير يجب أن يدفعها لأن تصبح دولة.

واتهم كوتون عمدة واشنطن باوزر، قائلا: "هل نثق في باوزر للحفاظ على واشنطن آمنة إذا منحت سلطات محافظ ولاية هل كنا نثق في رئيس البلدية الحالي وعمدة سابق متوفي، من الأمريكيين من أصل إفريقي، للحفاظ على واشنطن"، في إشارة منه إلى إدانة باوزر بحيازة مخدرات في عام 1990، لكنها انتخبت مرة أخرى رئيس للبلدية في عام 1994.

أيضا جادل البيت الأبيض فقدان واشنطن للتمثيل السياسي، عبر رسالة توصي باستخدام حق النقض، أفادت بأن مشروع القانون ينتهك التعديل 23 للدستور، الذي تم التصديق عليه في عام 1961، وأعطى سكان واشنطن الحق في التصويت للرئاسة عن طريق منح الناخبين الرئاسيين للمنطقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك