معرض السويس للكتاب يناقش الحج في تراث السمسمية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معرض السويس للكتاب يناقش الحج في تراث السمسمية


نشر في: الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 7:49 م | آخر تحديث: الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 7:49 م

نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض السويس الثاني للكتاب، المقام حاليًا على ممشى السويس تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان «الحج في تراث السمسمية».

شارك في الندوة كل من الباحث والشاعر أحمد أبو سمرة، والكاتب أحمد غزالي، والشاعر محمد التمساح، وأدارها الكاتب محمد حمدان.

بدأ حمدان حديثه قائلاً: «يسعدني إدارة هذه الندوة التي تهتم بالحفاظ على تراث الحج من خلال آلة السمسمية. بدأت علاقة السويس بالحج مباشرة بعد دخول الإسلام إلى مصر، ومن هذا المنطلق سيحدثنا أحمد أبو سمرة، الشاعر والباحث ورئيس جمعية رعاية الفنون والحفاظ على التراث، عن الحج وعن كسوة الكعبة وما يتصل بذلك من تراث».

بدأ أبو سمرة حديثه عن الحج كعقيدة وطقوس وتراث، لافتًا إلى أن شعيرة الحج مبنية على قاعدتين: القدرة والاستطاعة، كما ورد في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، مشيرًا إلى أن المقصود بالقدرة هنا هو القدرة الجسدية والنفسية والمادية.

وأضاف أن الحج ليس مرتبطًا فقط بالدين الإسلامي، بل هو شعيرة موجودة في أديان أخرى أيضًا.

وعن الأدب الشعبي وعلاقته بالحج، قال: «لو بحثنا في تراث السمسمية سنجد أن النصوص المتعلقة بهذا الموضوع قليلة، لأن السويس كانت في الأساس مدينة استقبال ووداع للحجاج». وناشد بضرورة إعادة ميناء (بورتوفيق) ليكون ميناءً للحج مرة أخرى، مؤكدًا أن الميناء لم يكن مجرد مكان لعبور الحجاج بل كان مركزًا تجاريًا أيضًا.

وتناول الأدب الشعبي الحج من منظور "الحنين"، الذي يعني الإحساس بالرهبة عند الوداع، ويعبر عنه في الأغنيات التي تؤدى في ليلة الاحتفاء بسفر الحجيج. وترتبط العادات المتعلقة بالحج بطقوس الاجتماع والاحتفاء بالشخص المسافر، ويتم تناول هذا الموضوع في الأغنيات والمدائح والتواشيح الدينية. وكان حداء الجمال جزءًا من الغناء الذي يتغنى به في القوافل.

من جانبه، تحدث الكاتب أحمد غزالي عن ارتباط الحجيج بمدينة السويس، مستشهدًا بكلمة الإمام السيوطي: «أن السويس كانت مركزًا هامًا لتجميع الحجاج». وسجلت مدينة السويس بعمرانها أثر مرور الحجيج، حيث كان الأهالي يؤجرون الأدوار الأرضية المعروفة بالمندرة للحجيج بأجور رمزية إكرامًا لرحلة الحج. وكان أهل السويس قديمًا يسعدون باستقبال الحجيج، وخاصة عند وصولهم مع كسوة الكعبة التي كانت تُعدّ في مصر.

وتابع غزالي: «أما رحلة الذهاب، فلم يكن يمر شهر رمضان على أهل السويس إلا وهم في استقبال الحجيج من مختلف بلدان الوطن العربي، مثل ليبيا والمغرب العربي وتتارستان وأفغانستان وغيرها، وسط أجواء صوفية قرب أضرحة أولياء الله الصالحين في السويس، مثل سيدي عبد الله الغريب، وسيدي الأربعين، وسيدي فرج، وسيدي الخضر وغيرهم». وأضاف أن السويس كانت تعيش على هذا الموسم ولوازمه قبل حفر القناة، وقد سجل المستشرقون والكتاب العرب مشاهداتهم لهذا الموسم وقت مرور الحجيج بمدينة السويس، حيث كانت تتجمع طوائف الحرفيين والتجار، وتستعد الطرق الصوفية وتجهيز أهل السويس لهذا الاحتفال العظيم.

وأشار غزالي إلى أن السمسمية هي آلة ذات جذور مصرية قديمة، وكانت تشارك في جميع المناسبات الاجتماعية، من الولادة حتى الوفاة. كما كانت السمسمية أداة لاستقبال وتوديع حجاج بيت الله الحرام، من خلال انتظار البواخر التي تحمل الحجيج، حيث كان الناس يغنون ابتهاجًا بسفرهم وعودتهم. ومن أشهر فناني السمسمية في السويس حتى عهد قريب كان الفنان علي أبو حسني، والفنان حسن العشري، والفنان محمد صديق، رحمهم الله.

واستعرض الشاعر محمد التمساح نماذج غنائية من تراث السويس المرتبطة بشعيرة الحج، التي تتغنى بعشق رسول الله صلى الله عليه وسلم والشوق إلى زيارته. وذكر بعض طقوس الإعداد لرحلة الحاج، مثل تجهيز ملابس الإحرام وتحضير "الزاد" الذي سيأخذه الحاج معه على مدار الرحلة، ثم احتفاء أهل الحاج قبل الرحلة بسبعة ليالي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك