مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، التي تشهد انقسامًا حادًا، اتخذت هيئة تحرير صحيفة لوس أنجلوس تايمز، المعروفة بتأييدها للديمقراطيين لعقود، قرارًا صادمًا بسحب دعمها للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وأعلن مالك الصحيفة، ملياردير التكنولوجيا الحيوية الذي اشتراها في 2018 مقابل 500 مليون دولار، التراجع عن دعم هاريس دون توضيح داخلي أو علني. وصرّح أن الصحيفة لن تقدم أي توصية في السباق الرئاسي المقبل.
بسبب دعمها لحرب إسرائيل على غزة
أوضحت نيكا سون شيونج، ابنة الملياردير وناشطة سياسية تقدمية، أن عائلتها سحبت دعمها لهاريس بسبب تأييدها لحرب إسرائيل على غزة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز. وذكرت نيكا أن القرار "فرصة للتبرؤ من مبررات الحرب المستمرة ضد الأطفال والصحفيين".
الإبادة الجماعية في غزة الخط الفاصل
أضافت نيكا أن "الإبادة الجماعية في غزة كانت الخط الفاصل في اتخاذ قرار سحب دعم هاريس"، مشيرة إلى أنها شاركت لأول مرة في اتخاذ مثل هذا القرار. وقالت: "كمواطنة تعيش في دولة تمول الإبادة علنًا، ومن عائلة عانت من الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، كان هذا القرار ضرورة أخلاقية".
والدها: تتحدث بصفتها الشخصية
من جانبه، أكد والدها، سون شيونج، أن تصريح ابنته يعكس رأيها الشخصي فقط، وأنها لا تتدخل في قرارات التحرير. وأضاف: "موقفنا لم يعتمد على قضية واحدة، وهدفنا هو تقديم وجهات نظر سياسية تخدم البلاد".
هل السبب دعم غزة أم عدم معاداة ترامب؟
تكهنت مصادر بأن سون شيونج سحب تأييده لهاريس لتجنب معاداة ترامب، خاصة وأن لديه مصالح طبية تخضع لموافقة إدارة الغذاء والدواء. وأشارت تقارير إلى أنه سبق أن ناقش دورًا محتملاً في قطاع الرعاية الصحية مع ترامب عام 2017.
استقالات واحتجاجات
وفقًا لمجلة فوربس، تزامن إعلان سحب الدعم مع استقالات من مجلس إدارة الصحيفة، واحتجاجات واسعة داخلها. فقد ألغى آلاف القراء اشتراكاتهم، واستقال ثلاثة من أعضاء هيئة التحرير، فيما وقّع نحو 200 موظف على رسالة مفتوحة تطالب بتفسير القرار.
ليست الأولى في سحب الدعم لهاريس
جاء سحب تأييد لوس أنجلوس تايمز بالتزامن مع خطوة مشابهة من جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، مما أثار غضب العاملين في الصحيفة. ووصفت الكاتبة كارين عطية القرار بأنه "إهانة لكل من كافح من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية".