يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. مثل قديم يصف ويجسد ما جرى وشهدته قرية من قرى مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية نهاية العام الماضي؛ عندما أقدمت سيدة على إنهاء حياة ابن جارتها الطفل البالغ عامين وذهبت للبحث عنه مع أسرته وكأنها مثال حي للمثل القديم.
الواقعة التي شهدتها قرية خلوة الشعراوي تعود لبداية شهر سبتمبر الماضي، عندما فوجئت أسرة الطفل مصطفى، الصغير الذي أتم عامه الثاني قبل أيام قليلة، باختفائه دون أثر يقود إلى ملابسات من شأنها أن تكشف الغموض الذي دفع الأسرة وأهل القرية جميعا في حالة بحث مستمر لساعات طويلة.
الجميع كان يبحث بتأثر كما لو كان الطفل هو ابنهم كعادة أهل الريف، إلا أن بين الجموع كانت سكر، السيدة التي لم تتزوج بعد رغم سنواتها الأربعين، تبحث بملامح جامدة وكأنها تخبيء شيئا، وكان ما فعلته قبل وقت قصير من اختفاء الطفل ربما ليترك طرف خيط يقود إليها.
بعد ساعات من البحث ومراجعة الكاميرات تبين أن المشهد الأخير للطفل المتغيب كانت بطلته هي السيدة سكر جارة أسرته، وحين استدعاها رجال الأمن أقرت بتفاصيل ما حدث كاملا، إذ أكدت أنها قد قتلت الصغير بعدما وضعته داخل جوال بلاستيك وكتمت أنفاسه حتى فارق الحياة، قبل أن تحمل جثته داخل شنطة السوق وتلقي بها داخل مصرف مياه قريب من القرية.
تم ضبط الجثة في المكان الذي أخبرت عنه المتهمة، وبالعرض على النيابة العامة وجهت لها تهمة القتل العمد المقترنة بجناية خطف الطفل المجني عليه في القضية رقم 33955 جنايات مركز منيا القمح لسنة 2023، وقررت إحالتها إلى المحاكمة الجنائية بمحكمة جنايات الزقازيق، التي قررت اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار شريف محمد سراج الدين رئيس المحكمة، إحالة المتهمة إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في معاقبتها بالإعدام، وحددت جلسة 26 مارس المقبل للنطق بالحكم.