تراث مصري (28).. محمد شكري الكرداوي: رحلة الهروب والمطاردة في تاريخ مصر السياسي - بوابة الشروق
الإثنين 31 مارس 2025 12:01 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تراث مصري (28).. محمد شكري الكرداوي: رحلة الهروب والمطاردة في تاريخ مصر السياسي

إعداد - عبدالله قدري
نشر في: الجمعة 28 مارس 2025 - 7:03 م | آخر تحديث: الجمعة 28 مارس 2025 - 7:03 م

تواصل جريدة الشروق خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تسلط الضوء على الشخصيات والمعالم التي تركت بصمة في التاريخ المصري.

عاد محمد شكري الكرداوي إلى مصر في بداية الحرب العالمية الأولى بعد دراسته للطب في الأستانة. وعندما أعلنت بريطانيا الحماية على مصر عام 1914، وتولى حسين كامل حكم السلطنة، تورط محمد شكري في محاولة اغتيال السلطان حسين كامل مع ابن عمته محمد خليل أفندي. ورغم فشل المحاولة وعدم إصابة السلطان، أُعدم محمد خليل شنقًا، بينما بُرئ محمد شكري لعدم كفاية الأدلة ضده.

طوال سنوات الحرب العالمية، كان اسم محمد شكري الكرداوي يتكرر في قوائم الاعتقالات السياسية. تنقل بين سجون الاستئناف، الحدَراء، التخشيبة، طُرة، درب الجماميز والجيزة، إلى أن أُفرج عنه في أكتوبر 1917 بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز.

وخلال ثورة 1919، تعرض رئيس الوزراء محمد سعيد باشا لمحاولة اغتيال في محطة الرمل، إذ ألقى شاب أزهري قنبلة عليه. وخلال التحقيقات، أقر المتهم بأنه تلقى تحريضًا من محمد شكري الكرداوي، مشيرًا إلى أنه استلم القنابل منه في مراحيض كازينو سان استفانو. ورغم ذلك، لم تتمكن الشرطة من العثور على شكري، الذي اختفى عن الأنظار.

أعلنت وزارة الداخلية مكافأة 500 جنيه لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، ونشرت صورته في الصحف المصرية والعربية، وعلقت في مراكز الشرطة. وصدر حكم غيابي ضده بالأشغال الشاقة لمدة 15 عامًا.

في عام 1924، وبعد اختفاء دام أكثر من 55 شهرًا، صدر عفو عام عن السجناء السياسيين، ليعود محمد شكري الكرداوي إلى المجتمع. وأخبر أصدقاءه أنه كان يتنقل بين القاهرة وأسيوط متنكرًا في شخصية "شيخ مبروك"، حيث استطاع، بذكائه وقدرته على التلاعب بالآخرين، كسب ثقة البسطاء الذين صدقوا هويته المزيفة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك