تواصل "الشروق" في شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري" المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تسلط الضوء على الشخصيات والمعالم التي تركت بصمة في التاريخ المصري.
كان للطبقة العاملة دور بارز في ثورة 1919، إذ وقفت إلى جانب الطلبة في مختلف الأنشطة الوطنية، حيث اجتمعوا على هدف واحد هو مقاومة الاحتلال البريطاني.
ومن بين أبرز الشخصيات التي ظهرت في تلك الفترة كان الحاج محمد عثمان الطوبجي، الذي تعاون مع عدد من الطلبة مثل عبد الحي كيره وكامل أحمد ثابت وحافظ عمار.
كان هؤلاء يجتمعون في محل أحذية الطوبجي، حيث تم تبادل الأفكار والأهداف الوطنية، وفيما بعد، قاموا بإصدار "جريدة المصري الحر"، التي تناولت القضايا الوطنية ومنشورات الوطنيين.
تحمل الطوبجي مسؤولية توزيع الجريدة إلى جانب تزويد الفدائيين بالأسلحة والقنابل.
وبسبب نشاطاته الوطنية، ألقت السلطات القبض على العديد من الوطنيين في ما عُرف بـقضية "المؤامرة الكبرى"، وعقب تلاعبات في التحقيقات، قام هؤلاء الوطنيون بالإضراب لمدة خمسة أيام، مما دفع السلطات إلى إصدار أوامر بالإفراج عنهم، مع فرض إقامة جبرية في منازلهم حتى انتهاء التحقيقات.
ومن بين الذين تم الإفراج عنهم كان كامل أحمد ثابت، الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لمحكمة الجنايات. استطاع ثابت الهروب بعد أن سهل له الطوبجي الاختباء لمدة عام كامل داخل مصر، ثم قام بتهريبه إلى خارج البلاد باستخدام جواز سفر مزيف.
فيما بعد، تعرض الطوبجي للاعتقال مرتين من قبل البوليس، حيث كانت المرة الأولى عام 1923 بتهمة إلقاء القنابل على معسكرات الإنجليز، ولم تثبت إدانته في تلك القضية.
أما المرة الثانية فكانت في 1924 على خلفية مقتل السير لي ستاك، حيث عُرض عليه أنجرام بك، أحد المسؤولين البريطانيين، التعاون مع السلطات مقابل مكافأة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى السفر إلى إنجلترا مع أسرته.
لكن الطوبجي رد عليه قائلًا: "اسمع.. إنني رجل فقير لا أكاد أملك شيئًا، ولكنك لو عرضت عليّ خزائن بريطانيا كلها ما خنت وطني".
اقرأ أيضا
تراث مصري (26).. شفيق منصور الذي رفض أن يصبح شاهد الملك الخائن