البحث في التاريخ ومحاولة كشف قصصه وعرضها إلى الجمهور، قد يكون أحد الأهداف الخاصة بصناع الأفلام، وكان البحث في تاريخنا القريب طريق مجموعة من الصناع الشباب في كلية الإعلام جامعة بني سويف، من خلال فيلمهم "العنقاء".
فيلم "العنقاء" هو مزيج بين الروائي والوثائقي "ديكيو درامي" قصير عن قصة إنسانية لسيدة مصرية، خلال سنوات الحرب والمقاومة ضد العدو، العمل بطولة الفنانة لبنى ونس، والفنان محمود عزت، وشارك أيضا الفنان عبدالعزيز مخيون بدور الرواي للأحداث، ومجموعة من ممثلي المسرح ماريو أشرف، وعبدالرحمن أشرف، وحازم طه، ويوسف رجب، ومحمد جمال، ومحمد عبدالله ، والطفلة رنا ناجح.
يروي الفيلم قصة حقيقة حدثت بالفعل لسيدة بدوية من قبيلة السواركة ليوضح دور المرأة البدوية في الحرب، من خلال مشاركتها في زرع الألغام ضد جنود العدو، ومعنويًا من خلال دعمها لأسرتها وتحفيزها لهم على الجهاد حتى بعد فقدها لزوجها وابنها الأصغر في الحرب.
وتعود حقبة الفيلم التاريخية بداية من حرب الاستنزاف لنعيش معها آثار حزن الهزيمة بعد 1967، وقوة الإصرار وفرحة الانتصار في عام 1973، مشاعر مختلطة يعبر عنها الفيلم من خلال شخصياته ذات الدافع الوطني.
كانت الصدفة هي دليل الصناع الباحثين عن فكرة تنتمي لتاريخ مصر، لقاء تليفزيوني حول سيدة تدعى سلمى شميط رآه فريق البحث وتعلقوا بقصتها، وبالبحث عن تاريخ السيدة وجدوا بعض أجزاء القصة تم نقلها في بعض المنصات الإعلامية، ورغم رحيل السيدة عام 2015 إلا أنهم أصروا على تقديم هذه الحكاية درامياً، وبُني السيناريو من خلال ما رواه الابن موسى، الابن الأكبر لسلمى.
سلمى زوجة وأم عثرت وزوجها على أحد الضباط المصريين، مصاب خلال فترة حرب الاستنزاف، وحملا الجريح إلى منزلهم وحاولا تطبيبه وبالفعل نجا الرجل من الموت، واكتشف الزوجان أنه كان يعمل خبير مفرقعات، ومن هنا بدأت قصة مقاومتهما للعدو، حيث عمل الضابط على تعليمهم كيفية فك الألغام المزروعة، وإعادة تركيبها في طريق الدوريات الإسرائيلية، وكانت سلمى تتخفى أثناء رعايتها للأغنام وتزرع الألغام كما دربها الضابط المصري.
واستغرق تصوير الفيلم 4 أيام في إحدى المزارع الصحراوية بوادي النطرون على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي خلال شهر رمضان، وتم الانتهاء من تصويره في 17 أبريل.
وعندما أرسل الصناع الشباب السيناريو إلى الفنانة لبنى ونس وقرأت الإسكريبت، أعجبت بها بشدة وحاولت معاونتهم في تقديم المعالجة والتصوير أثناء العمل، كما رحب الفنان عبدالعزيز مخيون بالفكرة عندما تواصل معه الفريق وعلم بالقصة وتأكد من صحتها وحدوثها بالفعل.
ضم فريق العمل ندى رجب، دعاء ناجي، مها جمال، رنا محمد، برلنتي جمال، محمود عبدالعال، أسماء عبدالرحمن، إلهام جمال، إسراء محمود، ميرنا عاطف، وجميعهم طلاب في السنة النهائية بكلية الإعلام جامعة بني سويف، في قسم الإذاعة والتلفزيون، وخرج الفيلم تحت إشراف الدكتورة إنجي أبوالعز.