كتاب جديد يتناول نشأة حركة حماس وكتائب القسام والمحطات التاريخية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي - بوابة الشروق
الإثنين 1 يوليه 2024 1:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كتاب جديد يتناول نشأة حركة حماس وكتائب القسام والمحطات التاريخية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي

منى غنيم
نشر في: الجمعة 28 يونيو 2024 - 6:52 م | آخر تحديث: الجمعة 28 يونيو 2024 - 6:52 م

صدر حديثًا لكلا من المؤلفة وأستاذة العلوم السياسية الإنجليزية ، بيفرلي ميلتون إدواردز ، والصحفي بوكالة "رويترز" ، ستيفن فاريل ، كتابًا جديدًا يحمل عنوان «حماس: البحث عن السلطة» تناولا من خلاله تاريخ نشأة حركة حماس خاصة بعد أن أصبحت محط أنظار العالم بعد هجمات السابع من شهر أكتوبر الماضي على الجانب الإسرائيلي وكونها أصبحت واحدة من أهم الحركات الإسلامية في الآونة الأخيرة.

وقد سبق وأن تحدث عنها نائب رئيس الوزراء الأردني، أيمن الصفدي، محذرًا حين وصف حركة حماس بكونها "فكرة" و "لا يمكن ببساطة قصفها وإزالتها من الوجود"، ودائمًا ما يندد بها أعداؤها باعتبارها نظيرًا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بينما يطلق عليها أنصارها اسم "المقاومة".
وتحدث المؤلفان عبر صفحات الكتاب الجديد عن نشأة حركة حماس كفرع من جماعة الإخوان المسلمين التي ظهرت من مخيمات اللاجئين في غزة في الثمانينيات من القرن الماضي، وهي حركة مسلحة تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية إسلامية مستقلة بعيدة عن الاحتلال الإسرائيلي. وكان مؤسسوها، مثل الشيخ الراحل أحمد ياسين، من أبناء "النكبة" الفلسطينية، عندما أُجبر نحو 750 ألف شخص على ترك منازلهم عام 1948 خلال الحرب التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل.
وقالا إنه على الرغم من أن قادة حماس أرادوا في البداية زرع بذور "الجهاد الاجتماعي"، وأسلمة المجتمع لتحقيق أهدافهم، إلا أن الجماعة تبنت العنف في الانتفاضة الأولى، ورأتها فرصة لإبراز منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية التي كان يتزعمها ياسر عرفات والسيطرة على الانتفاضة.
وبيّنا أن حماس استخدمت كامل جعبتها من الانتحاريين، والصواريخ، و الأسلحة، وحتى صناديق الاقتراع لمحاربة إسرائيل، وفي عام 2006 فازت في الانتخابات في فلسطين، وبعد مرور عام سيطرت على قطاع غزة بالكامل، وفي أكتوبر الماضي، شنت هجومًا على مجتمعات جنوب إسرائيل قتلت فيه أكثر من 1100 شخص واحتجزت 240 آخرين كرهائن. وهذا ما دفع المؤلفين لقول إنه "يمكنك انتقاد حركة حماس كما تشاء ولكن لا ينبغي أبدًا الاستهانة بها".
وتعد "ميلتون إدواردز" متخصصة في الإسلام السياسي والحركات المسلحة التي انبثقت عنه، من جماعة الإخوان المسلمين إلى حزب الله، وطالما ما استعانت بها الحكومات الأوروبية والعربية على حد سوء طلبًا للمشورة بشأن القضايا الأمنية في الشرق الأوسط، بينما يعمل "فاريل" صحفيًا في وكالة "رويترز" الإخبارية، ويتمتع بخبرة واسعة في صحافة الأزمات والنزاعات المسلحة، وقد تم اختطافه حين كان يعمل في السابق كمدير مكتب في القدس على يد جماعات مسلحة.
وأشادت مراجعة نقدية حديثة لصحيفة "الجارديان" بالكتاب كونه يحوي التاريخ والتحليل السياسي جنبًا إلى جنب، وهو مستمد من تقارير المؤلفين الحية من على أرض الواقع، و نُشرت الطبعة الأولى من الكتاب عام 2010 في أعقاب عملية "الرصاص المصبوب"، وهي حرب استمرت ثلاثة أسابيع بين إسرائيل وحماس في غزة، وتم تنقيح هذه الطبعة وتحديثها طوال الوقت لإضافة مستجدات الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي
كما قام الكاتبان بإجراء مقابلات مع شخصيات قيادية من حماس من جميع مستويات الأقدمية، وقد اغتيل بعضهم منذ ذلك الحين مثل الزعيم المقيم في بيروت صالح العاروري، ويعد يحيى السنوار، القائد الأعلى لحركة حماس في غزة، وهو يختبئ الآن في متاهة من الأنفاق بعيدًا عن متناول الجيش الإسرائيلي. وقد التقى بأحد المؤلفين بعد إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي في عام 2011.
ويُقال إن "السنوار" تمكن من الوصول لهذا المنصب بعدما تغلب على منافسيه قبل أن يقضي 22 عامًا خلف القضبان، وهو الوقت الذي قضاه، كما يقول، في دراسة اللغة العبرية وعدوه اللدود؛ ألا وهي دولة إسرائيل؛ ولذلك قال عن نفسه : "أنا متخصص في تاريخ الشعب اليهودي أكثر منه هو نفسه".
كما تمكن المؤلفان أيضًا من إجراءات بعض اللقاءات القليلة مع المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، أبو عبيدة، الذي جعلته تصريحاته المصورة حول آخر التطورات في غزة وجهًا إعلاميًا لحرب حماس الحالية، وذكرا أنه يُعرف باللغة العربية باسم "الملثم"، وهو معروف بأنه يخفي وجهه دائمًا خلف كوفية حمراء مربعة مطوية حول رأسه. وأضافا: "كان من الصعب علينا التأكد من هويته حين إجراء المقابلة ومعرفة ما إذا كان هو دائمًا نفس الشخص أم شخصًا بديلًا".
وأفاد الكتاب بأن المعارضة العنيفة لإسرائيل جزءًا لا يتجزأ من هوية أفراد حركة حماس لكنها ليست سبب وجودها؛ فمن أجل إقامة دولة فلسطينية إسلامية، لابد من محاربة إيديولوجيات الحركات العلمانية واليسارية أيضًا، وقال المؤلفان إن الانطباع الأول عن حركة حماس قد يكون مليئًا بالتناقض، وميثاقها التأسيسي لعام 1988 مليئًا بمعاداة السامية الصارخة، ولكن قادتها التقوا بنظرائهم الإسرائيليين واقترحوا الاعتراف بدولة إسرائيل داخل حدودها عام 1948 قبل فترة طويلة من منافسيها العلمانيين في منظمة التحرير الفلسطينية.
وعندما قررت حماس المشاركة في النظام الانتخابي الذي أنشأته عملية السلام بموجب اتفاقيات أوسلو، "لم يكن المقصود من قبولها للاقتراع إنهاء العنف، بل ضمان استمراره"، وفقًا للمؤلفين. كما وصفا جناحها العسكري، "كتائب القسام" بـ "التنظيم شديد السرية والمتعطش للدعاية".
كما أن هناك رؤى متنافسة داخل حماس نفسها حول كيفية تحقيق أهدافها؛ فالمجتمع الفلسطيني متنوع، وحماس حريصة على تقديم نفسها كحركة وطنية تمثيلية. ولذلك، فإن قيادتها واسعة النفوذ ومستمدة من دوائر انتخابية مختلفة تمتد ما بين غزة وحتى الضفة الغربية، ومن زنزانات السجون الإسرائيلية وحتى الفلسطينيين بالشتات.
ووصف كلا "ميلتون إدواردز" و"فاريل" بعض قادة حماس بكونهم أكثر "براجماتية"، والبعض الآخر أكثر تشددًا أو أصولية، وتحدثا عن بعض التوترات داخل كتائب القسام بعد وقت قصير من سيطرة حماس على غزة، ومنها عندما عاد القائد الغامض للكتائب والذي يقال أنه واضع خطة هجمات 7 أكتوبر الأخيرة، محمد الضيف ، إلى غزة في عام 2007 لمواجهة مساعديه "المتطرفين"، الذين اكتسبوا السلطة بعد تعافيه من أحد الهجمات الإسرائيلية. وذكر المؤلفان أن "الضيف" تحسر في السر على التطرف السلفي لمنافسيه، الذي كان يخشى أن يدمر سمعة حماس من خلال ربطها بتنظيم القاعدة الإرهابي.
واستعرض الكتاب تاريخ الحركة بوتيرة سريعة، مسلطًا الضوء على بعض الفصول التي تتعمق في تفاصيل معينة، مثل موقف الحركة من الاستشهاد أو النساء، وتعود أصول الحركة إلى الشيخ المحارب السوري في ثلاثينيات القرن العشرين، عز الدين القسّام ، الذي تظل حماسته الدينية وكفاحيته المناهضة للاستعمار مصدر إلهام لثلاثين ألف مقاتل في الجناح العسكري الذي يحمل اسمه حتى الآن، و يتم تقديم حماس على وجه التحديد على أنها "بديل إسلامي" لحركة فتح التي تزعمها ياسر عرفات، والتي هيمن قادتها العلمانيون على القضية الفلسطينية، ولكن بحلول أواخر الثمانينيات كانوا يعيشون في المنفى بعيدًا عن النضالات اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك