كشف عدد من أصحاب شركات السياحة المصرية العاملين فى السوق الصينية عن ارتفاع نسبة إلغاءات الحجوزات السياحية الوافدة من السوق الصينية إلى مصر بنسبة تتجاوز 50% بسبب تداعيات الأحداث الحالية واستمرار الحرب على غزة.
كان عدد من مستثمرى السياحة من أصحاب الفنادق وشركات السياحة المصرية قد أعلنوا أنهم تلقوا خلال الأيام الماضية العديد من الإلغاءات للحجوزات السياحية التى كانت ستقضى إجازاتها خلال الثلث الأخير من العام الحالى. وأبدى مستثمرو القطاع السياحى قلقهم من استمرار تصاعد الأحداث فى الأراضى الفلسطينية وتأثير ذلك على الحركة السياحية الوافدة لمصر خاصة المناطق السياحية المتاخمة مع الحدود الفلسطينية والإسرائيلية. وأكد الخبراء أنهم يأملون انتهاء هذه الأحداث فى أقرب وقت حتى لا تؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة القادمة والتى تتزامن مع قدوم الموسم الشتوى الذى تتميز فيه مصر بمقومات تنافسية تميزها عن غيرها من المقاصد السياحية العالمية.
وقال وجيه القطان عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة إحدى الشركات العاملة فى السوق الصينية إن شركته تلقت إلغاءات لحجوزات سياحية مؤكدة من السوق الصينية تتجاوز نسبة الـ50% بسبب استمرار الحرب على غزة والقلق الذى أبداه منظمو الرحلات على السائحين الصينيين الراغبين فى زيارة مصر.
وأشار إلى أن الشهور الماضية قد شهدت انتعاشة ملحوظة للحركة السياحية الوافدة من الصين لمصر وهو ما جعل وزارة السياحة والآثار فى إطار سعيها لإيجاد أسواق سياحية جديدة لتجاوز تداعيات تأثير الحرب الروسية ــ الأوكرانية على الاقتصاد القومى التركيز على ضرورة الاستفادة من السوق السياحية الصينية التى تتميز بمقومات عديدة. لافتا إلى أن كل التوقعات كانت تشير إلى زيادة أعداد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر خلال الفترة القادمة فى ظل تشوقهم إلى السفر بعد ثلاث سنوات من قيود السفر خارج بلادهم بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وأضاف عضو غرفة شركات السياحة أن القطاع السياحى المصرى يأمل انتهاء الحرب على غزة وتأثيرها السلبى على حركة السياحة الوافدة لمصر بصفة عامة ومن السوق الصينية بصفة خاصة قبل انطلاق فعاليات أهم معرض سياحى صينى سيقام فى الصين خلال النصف الأول من شهر نوفمبر المقبل بمشاركة مصرية موسعة نظرا لأهمية السوق السياحية الصينية بالنسبة لمصر.
وأشار إلى أن الإحصائيات السياحية الصادرة من منظمة السياحة العالمية قد كشفت أن السوق السياحية الصينية كانت تُصَدّر أكثر من 150 مليون سائح سنويا قبل ظهور جائحة كورونا وبلغ حجم إنفاقهم أكثر من 250 مليار دولار أمريكى خارج بلادهم.. لذلك تسعى عدة دول من بينها مصر لاجتذاب نسبة من هذه الأعداد الهائلة.
وقال وجيه القطان إنه كان مخططا أن تشهد الفترة القادمة زيادة فى حركة السياحة الصينية الوافدة إلى مصر خاصة بعد أن أبرمت الشركات العاملة فى هذا السوق الواعدة عقودا جديدة مع عدد من منظمى الرحلات الصينيين.. مشيدا بالتسهيلات التى تقدمها هيئة تنشيط السياحة للشركات العاملة فى هذه السوق ومساعدتها على زيادة الحركة الوافدة من الصين الذى من الممكن أن يعوض جزءا كبيرا من انخفاض السياحة الوافدة من أوروبا نتيجة للأزمات العالمية الحالية. وطالب بزيادة عدد المرشدين المتحدثين باللغة الصينية وتوفير مطاعم صينية، مع زيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين البلدين.
وتخطط الحكومة المصرية لزيادة عدد السائحين القادمين إليها إلى 30 مليون زائر سنويا أى أكثر من ضعف أعلى رقم حققته مصر فى تاريخها، فى عام 2010 وهو 14.7 مليون زائر بإيرادات بلغت 12.5 مليار دولار قبل جائحة كورونا حيث كانت الصين رابع أكبر سوق مصدرة للسياحة إلى مصر. ومن أبرز المقاصد السياحية التى يزورها السائحون الصينيون فى مصر أهرامات الجيزة والأقصر وأسوان والإسكندرية والغردقة وشرم الشيخ وتعد منطقة خان الخليلى فى القاهرة مقصدا مفضلا للسائحين الصينيين.
وتعكف وزارة السياحة والآثار ممثلة فى الهيئة العامة لتنشيط السياحة على تنفيذ خطة جديدة للحصول على نسبة عادلة من حركة السياحة العالمية الوافدة من عدة دول يخرج منها ملايين السائحين سنويا وتحصل مصر على عشرات الآلاف فقط منها يأتى على رأس هذه الدول الصين التى تعتبر ماردا قويا فى السياحة العالمية وأهم دول جنوب شرق آسيا فى حركة السياحة الوافدة لدول العالم.
وطالب خبراء ومستثمرو السياحة بزيادة عدد المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية وتوفير مطاعم صينية وزيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين مصر والصين خاصة وأن مصر تتمتع بمزايا جذب سياحى أكثر من المقاصد المنافسة لها بمنطقة الشرق الأوسط مثل الطقس المعتدل والشواطئ الملائمة والآثار الضخمة عبر حقب التاريخ المختلفة ومرافق البنية التحتية التى شهدت تطورا كبيرا فى السنوات الأخيرة.