رماد الفحم في الهند.. خطر كبير يواجه صحة الإنسان والبيئة - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 5:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رماد الفحم في الهند.. خطر كبير يواجه صحة الإنسان والبيئة

بسنت الشرقاوي
نشر في: الأربعاء 29 يوليه 2020 - 2:18 م | آخر تحديث: الأربعاء 29 يوليه 2020 - 2:18 م

في حين يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لتعدين وحرق الفحم، الذي يؤدي إلى انبعاثات الكربون الضخمة، فإن مخاطر الرماد المتطاير والفضلات المتبقية بعد حرق الفحم في محطات الطاقة الحرارية، قد حظيت باهتمام عام أقل، على الرغم من المخاطر التي تسببها للصحة والبيئة.

تقرير جديد صدر الأسبوع الماضي، يسمى بـ"رماد الفحم في الهند مجموعة من الكوارث والمخاطر البيئية والصحية"، سلط الضوء على 76 حادثًا كبيرًا وقعوا بسبب رماد الفحم بين عامي 2010 ويونيو 2020، والتي تسببت في وفاة وفقدان الممتلكات وأدت إلى تلوث واسع النطاق لمصادر المياه والهواء والتربة القريبة، بحسب موقع "إنديا كلميت بيولوجي".

وذكر التقرير، أن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم تعتبر هي أكبر مصادر الرماد المتطاير، والتي تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل الزرنيخ والباريوم والكادميوم والنيكل والرصاص وغيرها، وهي مواد من المعروف أنها تسبب السرطان وأمراض الرئة والقلب والأضرار العصبية، بل وتسهم في الوفيات المبكرة.

نُشر التقرير من قبل مبادرة الطاقة الصحية في الهند والمراقبة البيئية المجتمعية "تشيناي"، ويدعي أن الحوادث التي امتثلت لها تشكل فقط قمة جبل الجليد حيث لا يتم الإبلاغ عن العديد من حوادث انسكاب الرماد المتطاير، على الرغم من أنها تحدث بشكل منتظم.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من العديد من التدخلات السياسية والتنظيمية، إلا أنه لا تزال إدارة رماد الفحم في الهند تمثل تحديًا.

فعادة ما تخزن مرافق الطاقة رماد الفحم في مدافن أو أحواض غير مبطنة بالقرب من المسطحات المائية والأنهار، وكثيرا ما تؤدي الانتهاكات في مدافن النفايات وبرك الرماد إلى تلوث البيئة، وإلحاق الضرر بالنظم الإيكولوجية المحلية والإضرار بصحة المجتمعات المحلية.

• التخلص غير المنظم

نظرًا لأن رماد الفحم غير مصنف على أنه نفايات خطرة؛ فلا توجد إرشادات لتنظيم التخلص منه أو قياس تسرب المواد الكيميائية منه إلى المسطحات المائية والمياه الجوفية.

قال دارميش شاه، محلل السياسة العامة ومؤلف التقرير: "في عام 2000 تم تحويل تصنيف الرماد المتطاير من فئة النفايات الصناعية الخطرة إلى فئة النفايات دون أي مبرر علمي يدعم الصحة من أجل إعادة التصنيف".

جدير بالذكر أن الهند أنتجت 217.04 مليون طن من الرماد في عام 2018، ليتم استخدام 168 مليون طن فقط (77.5%)، وفقًا لهيئة الكهرباء المركزية.

ووفقا للتقرير، فإن الولايات الهندية "ماديا براديش، وأوديشا، وجهارخاند، والبنغال الغربية، وتاميل نادو، وتشاتيسغاره، وماهأراشترا" لديها أعلى تركيز من محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم، وتتصدر قائمة حوادث رماد الفحم.

ففي أحدث حادثة وقعت في أبريل 2020، أدى اختراق سد الرماد المتطاير لمصنع ساسان المملوك لشركة "Reliance Power" في منطقة سينجراولي في ولاية ماديا براديش، إلى دخول ​​الرماد المتطاير إلى المزارع والقرى المجاورة، ما أدى إلى وفاة ستة أشخاص.

وسعت هيئة مراقبة التلوث في ماديا براديش، للحصول على تعويض مؤقت قدره 100 مليون روبية هندية، بما يعادل 1.34 مليون دولار أمريكي، من الشركة وطلبت منها بدء أعمال الإصلاح والترميم في غضون 14 يومًا.

وفي يوليو الماضي، وجهت المحكمة الخضراء الوطنية (NGT) صاحب الالتماس، الذي سعى لإغلاق المصنع وإلغاء التصاريح البيئية لمصنع ساسان، للتقدم إلى لجنة مراقبة بشأن هذه القضية.

• ما الضرر البيئي؟

يحتوي التقرير على العديد من حوادث الضرر البيئي التي خلقها رماد الفحم، ففي أكتوبر 2019، أدى اختراق سد رماد الفحم في محطة الطاقة الحرارية "Vindhyachal" التابعة لشركة NTPC المملوكة للدولة في ماديا براديش إلى تدفق أكثر من 3.5 مليون طن من الرماد المتطاير إلى خزان جوفيند فالاب بانت ساجار، والمعروف أيضًا باسم خزان ريهاند.

ليتم تلويث الخزان، الذي يعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب للمواطنين في منطقة سينجراولي في ماديا براديش ومنطقة سونبهادرا في أوتار براديش، وأصبحت المياه غير صالحة للشرب.

وعلى الرغم من ذلك يستخدام الرماد المتطاير لصنع الطوب في الهند، كجزء من مواد بناء الطرق وصنع الأسمنت، حيث تصدر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في ولاية البنغال الغربية الرماد المتطاير إلى بنجلاديش لهذا الغرض، لكن المشكلة في ذلك هي أن المراكب المستخدمة لنقل الرماد لها معدل حمولة معين ومنها من يغرق.

• تغير المناخ يزيد الوضع خطورة

يزيد تغير المناخ من مخاطر برك رماد الفحم في المناطق المعرضة للفيضانات، بالإضافة إلى زيادة مخاطر الانسكابات، حيث يقول العلماء أن الأمطار الغزيرة التي متوقع أن تأتي من كوكب ترتفع درجة حرارته، تهدد أيضًا بجلب المزيد من طبقات المياه المرتفعة الخفية التي تتسرب إلى برك الرماد، وتلوث المياه الجوفية المستخدمة في الزراعة والشرب.

ويوصي التقرير بأن تضع الهند لوائح للاحتواء العلمي لرماد برك الفحم، وسيتطلب ذلك إعادة تجهيز أحواض الرماد الموجودة بمواد غير منفذة وربط دفن الرماد العلمي بالتطهير البيئي.

وأضاف التقرير أن هذا سوف يستتبع أيضا بروتوكول مراقبة بيئية صارم حول مكبات الرماد المتطاير للتحقق من التسرب وتلوث المياه الجوفية.

كما وضع التقرير عبء المسؤولية على محطات الطاقة، التي تحرق الفحم وتولد الرماد، لضمان الإدارة الآمنة وتأثيرات الصحة البيئية الناشئة عن استخدامها والتخلص منها وإعادة استخدامها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك