أحمد فوزى صالح: تداعيات «كورونا» كانت ملهمة فى تطوير مسلسل «الحرامى» - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 3:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد فوزى صالح: تداعيات «كورونا» كانت ملهمة فى تطوير مسلسل «الحرامى»

حوار ــ إيمان محمود:
نشر في: السبت 29 أغسطس 2020 - 9:41 م | آخر تحديث: الأحد 30 أغسطس 2020 - 10:59 ص

كتابة حلقات 10 دقائق فكرة جذابة لجمهور المنصات الرقمية.. ولا قرار نهائيا بخصوص إنتاج الجزء الثانى
«هاملت من عزبة الصفيح» استكمال لمشروعى السينمائى الذى بدأته فى «جلد حى» و«ورد مسموم»
استطاع مسلسل «الحرامى» أن يكسب الرهان، محققا صدى واسعا وتفاعلا كبيرا من الجمهورعلى مواقع التواصل الاجتماعى، بعد عرضه مؤخرا عبر منصة شاهد الرقمية، فى تجربة جديدة من نوعها على الدراما المصرية، حيث لم تتجاوز مدة الحلقة الواحدة 10 دقائق.
المسلسل مأخوذ عن قصة حقيقية تدور أحداثها حول قصة الشاب الصغير «كمال» اللص غير المحترف الذى تضطره الظروف لمساعدة صديقه فى سرقة أحد المنازل أثناء غياب ساكنيها، لكن بعد عودة غير متوقعة للأسرة خلال عملية السرقة، يجد اللص نفسه عالقا داخل البيت وسط حظر التجول الذى فرضه فيروس كورونا، وهو بطولة الفنانين أحمد داش، ورانيا يوسف، وبيومى فؤاد، وإخراج محمد سلامة.

فى هذا الحوار يكشف مؤلف المسلسل أحمد فوزى صالح، لـ«الشروق» كواليس التحضيرات للمسلسل، وردود الأفعال التى وصلته بعد عرضه، وحقيقة وجود جزء ثان من العمل، كما يتحدث عن مشروعه السينمائى الجديد «هاملت من عزبة الصفيح» والذى تم اختياره للمشاركة فى الدورة الرابعة لمنصة الجونة السينمائية ضمن المشاريع الروائية فى مرحلة التطوير، والذى يعتبره امتدادا لمشروعه الفنى الذى بدأه فى فيلمى «جلد حى»، و«ورد مسموم».

يقول أحمد فوزى صالح: فكرة كتابة حلقات مدتها 10 دقائق، ليست جديدة على الدراما العربية، فقبل 10 سنوات كان هناك مسلسل لبنانى بعنوان «الشنكبوت» كانت مدة حلقاته لا تتجاوز 10 دقائق أيضا، لكن هذا لا ينفى أن الفكرة جذابة وبها تحدٍ كبير، خاصة أن جمهور المنصات الرقمية غالبيته من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 سنة، وهو جيل مرتبط بشكل كبير بهاتفه المحمول أكثر من جهاز الكمبيوتر والتلفزيون، فكان الهدف كيف نصنع دراما يستطيع متابعتها عبر الهاتف وهو فى أى مكان سواء فى المترو أو النادى، فى استراحة العمل أوالدراسة، لذا كان ما يشغلنى هو إيجاد فكرة مختلفة ومشوقة وجذابة تجعل المتلقى ينتظر الحلقة التالية.

* وهل بالفعل تم تعديل السيناريو ليعبر عن مرحلة الكورونا؟
ــ ما حدث هو تطوير للسيناريو وليس تعديلا، تداعيات كورونا كانت ملهمة فى تغيير بعض التفاصيل، فجعلنا الحرامى لا يستطيع الخروج من الشقة بعد عودة أصحابها، بسبب حظر التجوال ووجود الشرطة فى الشارع، وذلك كان مفيدا للقصة، بالإضافة إلى أنها كانت رغبة الجهة الإنتاجية منصة شاهد، والمنتج أمير شوقى، وكنا دائما فى مناقشات مفتوحة حول النص وكيف يكون جذابا فى اللحظة الراهنة خاصة أن توقيت عرضه مع أزمة كورونا وكان بالفعل لديهم أفكار ذكية.

* البعض رأى أن تعاطف البطلة مع الحرامى كان غير منطقى بالرغم من مساعدته لها.. فهل كنت تريد إيصال رسالة ما من ذلك؟
ــ بالفعل كان تعاطفا وليست قصة حب كما شعر البعض، هو موقف إنسانى لأننا تعودنا عندما يكون هناك قصة أحد أطرافها شخصية من الطبقة الفقيرة والطرف الآخر من الطبقة العليا، دائما ما نصور الطبقة الفقيرة هم الأخيار بينما الطبقة الغنية هم الأشرار، لذا قررت كسر هذا الحاجز بالتعاطف، فمثلما عاد لمساعدتها ولم يهرب، هى أيضا قامت بمساعدته فى الخروج من المنزل، وسواء تطور التعاطف لمشاعر أخرى أم لا، فهذا يخلق دراما أخرى ويفتح الباب لأسئلة كثيرة، وهذه هى الدراما المشغولة دائما بطرح الأسئلة وليس بتقديم الإجابات.
فـ«كمال» كان يتمنى العودة للمنزل ويشعر بأنه مع أسرته وأهله وهذا ما ظهر فى المشاهد التخيلية، وهذا أيضا سبب علاقته بالفتاة ولكنه ليس حبا وعاطفة، فلم يعرض عليها الزواج مثلا، أو اعترف بحبه، هى مجرد علاقة أحلام مجهضة، فكان يتمنى أن يكون إنسانا عاديا فى ظروف أفضل فلا أحد يختار أن يكون لصا أو قاطع طريق، وهذه هى الرسالة.

* عودة كمال مرة أخرى لمنزل الأسرة بعد إنقاذ سمعة ابنتهم زاد من توقع الجمهور بتغير النظرة إليه.. فلماذا لم تختر هذه النهاية؟
ــ لأن العالم والشارع من حولنا مليء بالملايين من «كمال»، ولا ينتصرون أبدا، وينتصرون فقط فى الأفلام والمسلسلات، لكن فى الواقع لا يحدث ذلك، وربما يحدث استثناء لمرة واحدة، وكانت أكثر التعليقات التى تلقيتها عن لماذا لم تشكره الأسرة على ما فعله من أجل إنقاذ سمعة ابنتهم، والإجابة ببساطة لأنه فى النهاية لص وجاء لسرقة منزلهم، فبعيدا عن المشاعر والموقف الطبقى كشخصيات درامية كان ذلك تصرفا طبيعيا.

* وهل ترى أن أعمال المنصات الرقمية مازالت لا تأخذ حقها فى المشاهدة أم تخطينا ذلك؟
ــ حتى نكون منصفين هذه المنصات يشاهدها جمهور معين كما ذكرنا، وهى الشريحة المرتبطة بشكل كبير بالموبايل والانترنت لكن فى المقابل مازال هناك ملايين الأشخاص مرتبطين بمشاهدة التلفزيون وما يعرض عليه ولم نحقق هذه النقلة حتى الآن.
وفى وجهة نظرى هذا أمر طبيعى وأى مشروع جديد سيمر بهذه المرحلة، وعلينا أن نواصل السعى لفتح الطريق أمام أفكار جديدة فى محاولة للوصول لجمهور مختلف.

* وهل هناك خطة لعرض المسلسل عبر شاشة التلفزيون؟
ــ لا أعرف هل من الممكن عرضه على شاشة التلفزيون أم لا، القرار يعود إلى الجهة الإنتاجية، لكن بالتأكيد أتمنى ذلك، لأنه سيمنح مساحة أكبر لمشاهدة العمل.

* وما حقيقة وجود جزء ثان من المسلسل؟
ــ ليس هناك قرار نهائى بشأن الموضوع، وأنا حاليا منشغل فى كتابة أعمال أخرى ومن الصعب التفكير فى جزء ثان، لأن ذلك يحتاج إلى مساحة من التفرغ، لكتابة قصة جديدة أكثر جذبا، خاصة بعد نجاح الجزء الأول والانطباعات الإيجابية عنه، وعلينا المحافظة على هذا النجاح.

* وماذا عن مشروعاتك السينمائية القادمة؟
ــ قدمت على مدار الـ10 سنوات الماضية، فيلمين هما «جلد حى»، و«ورد مسموم»، بين كل منهما 9 سنوات، وذلك لأننى أصنع أفلاما مختلفة أعترف أنها ليست جماهيرية، أو كما يطلق عليها أفلام فنية، وهى تستغرق وقتا طويلا فى الكتابة والتحضيرات لتنفيذها وتصويرها، لذا فالوقت الطبيعى الذى أتوقعه لأى مشروع جديد يستغرق من 5 لـ 7 سنوات.
وبدأت بالفعل فى كتابة عمل جديد بمشاركة الكاتب أحمد عامر، نعمل خلاله على إحدى روايات شكسبير، وربما نبدأ التصوير بعد عامين من الآن، بعنوان «هاملت من عزبة الصفيح» والذى تم اختياره ضمن المشاريع الروائية فى مرحلة التطوير للمشاركة فى الدورة الرابعة لمنصة الجونة السينمائية، وهذا الفيلم أعتبره بمثابة استكمال لمشروعى الذى بدأته فى فيلمى «جلد حى» و«ورد مسموم»، لكن هذه المرة نحكى قصة التطوير الحضارى الذى يتم فى المنطقة من خلال هدمها وإعادة بنائها.
يختم صالح حواره مع «الشروق» قائلا: مشروعى السينمائى مهموم دائما بالتعبيرعن المهمشين ومشاعرهم وأفكارهم، وأعتبر نفسى صوت من لا صوت له فى المجتمع، وتشغلنى فكرة أن يكون لدى عالمى الخاص فيما أقدمه سواء كنت كاتب العمل أو مخرجه أو منتجه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك