هل تكون زيارة بومبيو لإيطاليا مقدمة لعودة النفوذ الأمريكي لليبيا؟ - بوابة الشروق
السبت 26 أكتوبر 2024 5:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تكون زيارة بومبيو لإيطاليا مقدمة لعودة النفوذ الأمريكي لليبيا؟

روما - د ب أ:
نشر في: الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 3:00 م | آخر تحديث: الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 3:00 م

تبلغ المسافة بين روما وطرابلس نحو 1000 كيلومتر، وبين طرابلس وصقلية قرابة نصف هذه المسافة.

تتابع إيطاليا الأمور في ليبيا التي لم يعد لها هدوؤها منذ سقوط معمر القذافي الذي حكمها عقودا، بمساعدة الغرب.

ومنذ الربيع الماضي ازدادت حدة المعارك على السلطة في تلك المستعمرة الإيطالية السابقة.

ولا تزال أعداد لا تحصى من المهاجرين يواجهون الصعاب في البحر من ليبيا إلى إيطاليا.

ربما يسمع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، رسالة واضحة لدى زيارته روما غدا الثلاثاء، مفادها أن إيطاليا تود لو عززت الولايات المتحدة جهودها من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا.

"علينا أن نحول دون أن تصبح ليبيا سوريا جديدة"، حسبما قال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، الأسبوع الماضي، في تصريح لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية.

وشدد الوزير الإيطالي على أن بلاده لا تؤمن سوى بالحل السياسي في ليبيا، وقال إن على الاتحاد الأوروبي أن يتحدث بصوت واحد.

وتدعم إيطاليا الحكومة الليبية المعترف بها دوليا برئاسة فايز السراج، في طرابلس.

وترددت اتهامات في فرنسا خلال السنوات الماضية بأن باريس تدعم الجنرال خليفة حفتر، الذي يسيطر على مناطق واسعة شرق ليبيا.

كان الجنرال حفتر قد بدأ حملة عسكرية مكثفة على طرابلس في أبريل الماضي.

من وجهة النظر الإيطالية، فإن استقرار ليبيا هو مفتاح حل قضية الهجرة، وأن الأهم من توزيع المهاجرين على دول أوروبية أخرى هو الحيلولة دون انطلاق المهاجرين باتجاه إيطاليا أصلا، حسبما أكد دي مايو، في تصريح لقناة "سكاي نيوز" الإخبارية.

ولكن لإيطاليا مصالح اقتصادية في ليبيا أيضا، حيث إن شركة إيني الإيطالية العملاقة للنفط "ENI" تتمتع بمكانة قوية في ليبيا منذ عقود.

كما أن هناك مستشفى عسكريا صغيرا تمتلكه إيطاليا في مطار مصراتة الليبي.

وفقا لتقرير نشرته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية فإن نحو 300 من منتسبي الجيش الإيطالي كانوا مؤخرا عرضة لأعلى درجات الخطر عندما هاجم حفتر المطار بطائرات مسيرة.

كانت الولايات المتحدة قد سحبت قواتها القليلة من مصراتة مطلع أبريل الماضي، عندما كان حفتر على وشك بدء حملته العسكرية.

قصفت الولايات المتحدة في الماضي مواقع لتنظيم "داعش"، في ليبيا.

ولكن واشنطن لا تلعب دورا نشطا من الناحية الفعلية في ليبيا. تقول كلاوديا جازيني من مؤسسة أبحاث "مجموعة الأزمات الدولية"، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): "من الضروري بالطبع أن تقوم الولايات المتحدة بدور أقوى في ليبيا".

وترى جازيني أن الأكثر أهمية من ذلك أيضا هو أن تحسن الأطراف المتشاجرة في ليبيا تقدير موازين القوى.

"لا يزال الطرفان يعتقدان بأنهما قادران على الفوز"، حسب جازيني.

ولكن وفقا لجازيني فإن على مصر والإمارات العربية المتحدة، الداعمتين الرئيسيتين للجنرال حفتر، أن تدركا أن الحرب لن تؤدي لشيء.

وعلى الطرف الآخر في طرابلس، حسب جازيني، أن يدرك أنه غير قادر على توجيه ضربة حاسمة لحفتر.

حسب جازيني، فإن إيطاليا وفرنسا أصبحتا تتبنيان موقفا متقاربا مرة أخرى، وذلك بعد أن أدركت باريس أن حفتر لن يكسب الصراع ولن يستطيع إنهاء الحرب الأهلية بهذه الطريقة.

حاولت إيطاليا في نوفمبر 2018 المصالحة بين طرفي الحرب، من خلال مؤتمر في باليرمو الإيطالية، ولكن المؤتمر انتهى بشكل صاخب عندما حاول ممثلو تركيا، وهي داعم مهم للسراج، مغادرة المؤتمر قبل انتهائه.

من المنتظر الآن أن يكون هناك مؤتمر دولي كبير بشأن ليبيا في غضون أسابيع قليلة في برلين.

على أي حال فإن صناع القرار السياسي في إيطاليا يعلقون آمالا على زيارة بومبيو، حيث إن الحكومة الإيطالية الجديدة المؤلفة من حركة خمس نجوم والاشتراكيين أكثر انفتاحا على التعاون مع الولايات المتحدة من الحكومة السابقة التي انهارت في أغسطس الماضي، وكانت مؤلفة من حركة خمس نجوم وحزب الرابطة بقيادة ماتيو سالفيني، الذي كان أكثر ميلا لروسيا.

ولا يزال رئيس الحكومة الإيطالية هو جوزيبي كونتي، المستقل، والذي حرص بشكل ماهر على ألا يرتبط اسمه بالسياسة التي كان ينتهجها سالفيني.

أشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برئيس الوزراء الإيطالي، مؤخرا واصفا إياه بـ"رئيس الوزراء المبجل".

وسيمكث بومبيو في إيطاليا بعض الوقت، خلال جولته الأوروبية التي يزور خلالها أيضا جمهورية الجبل الأسود (مونتينيجرو)، ومقدونيا واليونان، وسيلتقي في إيطاليا ببابا الفاتيكان، فرنسيس، وسيزور أيضا منطقة أبروتسو الإيطالية، حيث كان أجداده الأوائل يعيشون قبل أن يهاجروا عام 1907 إلى أمريكا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك