قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن الحديث عن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) حديث عظيم، فما أعظم الحديث عن أخلاق سيدنا الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وما عسى أن يقول قائل في سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي أخلاقه وشمائله.
وأضاف جمعة في خطبة الجمعة بمسجد "الميناء الكبير" بمحافظة البحر الأحمر، تحت عنوان: "حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة"، أنه ومع مستهل هذا الشهر العظيم شهر ربيع الأول تهل معه ذكريات عظيمة، ذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي كان ميلاده ميلاد أمة، ميلاد رحمة، ميلاد حضارة وخيرًا عظيمًا للبشرية جمعاء بل للإنس والجن بل للكون كله بل للبشر والحجر والدنيا وما فيها.
ونوه أن حياته (صلى الله عليه وسلم) قبل بعثته وبعد بعثته أنموذج للخلق القويم، ولما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاقه (صلى الله عليه وسلم) قالت: "كان خلقه القرآن"، أي كانت أفعاله (صلى الله عليه وسلم) ترجمة حقيقية واستجابة صادقة عظيمة لحكم ومعاني وآداب وأخلاق القرآن الكريم، فمنذ طفولته وصغره عرف (صلى الله عليه وسلم) بالصادق الأمين.
وأشار جمعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرف بالحكمة حتى قبل بعثته، فعندما أعادت قريش بناء الكعبة وجاءوا لوضع الحجر الأسود في موضعه حدث خلاف بين قبائل قريش أي القبائل تنال هذا الشرف، وكاد النزاع أن يصل إلى القتال، فقالوا نرضى بأول داخل إلينا حكما فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) أول داخل عليهم، فما أن نظروا إليه حتى قالوا جميعا جاء الأمين جاء الأمين جاء الأمين رضينا به حكما فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): أعطوني ثوبا فأعطوه ثوبا فوضع الحجر الأسعد على هذا الثوب ثم أخذت كل قبيلة بجانب من جوانب الثوب فحملوه جميعًا إلى مكانه فأخذه (صلى الله عليه وسلم) بيديه الشريفتين ووضع الحجر الأسعد في مكانه، وانتهت أزمة كبيرة كادت تحدث بين القبائل.
وأضاف أنه كانوا مع عدائهم له وإيذائهم له (صلى الله عليه وسلم) لا يجدون أكثر منه أمنًا وأمانًا ووفاءً ليضعوا أماناتهم عنده، فكان الكفار والمشركون يضعون أماناتهم عند سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهذا جعله (صلى الله عليه وسلم) يترك الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ليرد الأمانات إلى أهلها.
ولفت جمعة إلى أن الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديث محبب إلى النفس، فحب رسول الله جزء لا يتجزأ من عقيدتنا وشريعتنا ولذلك خصصنا الشهر كاملًا بخطبه ودروسه وبرامجه للحديث عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا يمكن لمتحدث أن يلم بكل جوانب حياته في حديث واحد، وقد تحدث القرآن حديثًا كاشفًا لجميع جوانب حياته (صلى الله عليه وسلم).
وأكمل: فمن أحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعليه أن يصل رحمه، ويكرم ضيفه، والضيف هنا ضيف عام وضيف خاص، فالضيف الخاص هو الذي ينزل عليك في بيتك، والضيف العام له من الحقوق ما لا تقل عن حقوق الضيف الخاص، فالسائح ضيف كريم على بلد كريم يجب أن يُقابل بمعاملة كريمة آمنًا على نفسه وماله وعرضه فلا تجرح مشاعره ولا يُبتز ولا يُستغل ولا يُساء إليه، بل يُلقى بابتسامة وكلمة طيبة.