خبراء: تهديد ترامب بفرض جمارك 100% على دول بريكس يعكس مخاوفه من فقدان هيمنة الدولار - بوابة الشروق
الجمعة 31 يناير 2025 10:18 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

خبراء: تهديد ترامب بفرض جمارك 100% على دول بريكس يعكس مخاوفه من فقدان هيمنة الدولار

دونالد ترامب
دونالد ترامب
أميرة عاصي
نشر في: الجمعة 31 يناير 2025 - 5:16 م | آخر تحديث: الجمعة 31 يناير 2025 - 5:16 م

- أنيس: تصريحات ترامب تعكس رغبته في ردع أي محاولة لخلق عملة أخرى للتجارة الدولية

- معطي: وجود مصر ضمن المجموعة مصدر قوة

فيما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، دول مجموعة بريكس، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% حال محاولة استبدال الدولار كعملة احتياطية، يرى خبراء ومحللو اقتصاد، أن تحذيرات الرئيس الأمريكي تعكس مخاوفه من فقدان هيمنة الدولار، وقد تؤثر على خطط وأهداف مجموعة البريكس، لكن تنفيذها أيضا سيرفع أسعار السلع على المواطن الأمريكى للضعف، ما يزيد التضخم، وسيكون له أثر سلبى على الاقتصاد الأمريكي ذاته، لاسيما فيما يخص مستهدفات الفيدرالى الأمريكى بخفض التضخم.

وذكر ترامب، في منشور عبر منصته "تروث سوشال"، أن الانتقام الاقتصادي سيحدث إذا حاولت هذه الدول استبدال أو تقليص دور الدولار في التجارة العالمية، مضيفا: "سنطلب التزامًا من هذه الدول بأنها لن تخلق عملة جديدة للبريكس ولا تدعم أي عملة أخرى لتحدي الدولار الأمريكي العظيم، وإذا رفضوا، فسوف يواجهون تعريفات جمركية بنسبة 100% ويجب أن يتوقعوا قول وداعًا للاقتصاد الأمريكي الرائع".

وتابع الرئيس الأمريكي: "لا توجد فرصة لأن تحل مجموعة بريكس محل الدولار في التجارة الدولية أو في أي مكان آخر، وأي دولة تحاول ذلك يجب أن تقول مرحباً بالرسوم الجمركية، وداعاً لأمريكا".

من جهته، قال أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة "في آي" للاستثمارات المالية، إن تهديدات ترامب تعكس مخاوفه من فقدان هيمنة الدولار، مما يؤكد أهمية دول البريكس وقوتها، وبالتالى وجود مصر ضمن المجموعة يعد مصدر قوة، موضحا أن فرض هذه الجمارك رغم أن له تأثير سلبى على صادراتنا للولايات المتحدة إلا أنه لن يكون له تأثير كبير خاصة أن حجم الصادرات لأمريكا ليس بكبير ويمكن توجيهه إلى بدائل أخرى، لكنه يمثل تهديدا كبيرا بالفعل لدول أخرى أعضاء فى البريكس مثل البرازيل والهند والصين وروسيا.

وأوضح معطى، أن ترامب لا يستطيع تنفيذ هذه التهديات لاسيما أنه لا يهدد دولة أو اثنتين وإنما مجموعة دول تمثل نسبة كبيرة من حجم الإنتاج العالمي، مضيفا أن فرض ضرائب 100% سيرفع أسعار السلع على المواطن الأمريكى للضعف، ما سيزيد التضخم، لاسيما فى ظل مستهدفات الفيدرالى الأمريكى بخفض التضخم.

ووجه ترامب تحذيره لمجموعة بريكس في وقت تترقب فيه كندا والمكسيك قراره بشأن تعهده بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على بضائع البلدين اعتباراً من مطلع فبراير الحالي.

من جهته، قال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن هذه التحذيرات التي يلوح بها ترامب برفع التعريفة الجمركية قد يشكل مخاطر كبيرة، وتؤثر على خطط وأهداف مجموعة البريكس، موضحا أن هذه التهديدات موجهة للدول الرئيسية فى البريكس من الصين والهند وروسيا، وجنوب إفريقيا، باعتبارهم مهددا رئيسيا للدولار، حيث يسعون للاستعاضة عنه بعملة موحدة للتجارة، مما سيمثل ضغطا على الولايات المتحدة وهو ما لا يريده ترامب بالطبع، لكن الدول الأخرى لن تسبب أزمة لأمريكا.

وأوضح شفيع، أن ترامب يسعى من خلال هذه التصريحات إلى القضاء على هذه الأفكار عبر إجراءات اقتصادية عنيفة وحروب اقتصادية، وهو ما يعطى قوة أكبر للدولار وجاذبية لأدوات الدين الأمريكية، ولكنه سيؤثر على معدلات التضخم فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤدى لإطالة أمد الوصول إلى مستهدفات تضخم من قبل الفيدرالى الأمريكي وهو 2%، مما يؤدى إلى تباطؤ وتيرة خفض الفائدة فى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب هذه الإجراءات، وهو ما سيؤثر على ديون الأسواق الناشئة ومصر من بينها.

من جهته قال محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن تصريحات ترامب تعكس رغبته في ردع أي محاولات لخلق عملة أخرى للتبادل التجاري عالميا قد تضعف هيمنة الدولار، الذي يعد مظهرا من مظاهر القوة لدى أمريكا كدولة عظمى، كما توضح أن ذلك سيخلق معادة مباشرة لهذه الدول مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف أنيس، أن تصريحات دونالد ترامب ليست قابلة للتطبيق بشكل دائم، خاصة أن فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على جميع الدول، متضمنة الصين سيرفع أسعار البضائع داخل الولايات المتحده إلى الضعف مما يزيد التضخم فى أمريكا، وسيكون له أثر سلبى على الاقتصاد الأمريكي ذاته.

ولفت إلى أنه صحيح أن هناك محاولات لتخفيف التعامل بالدولار وإجراء بعض الصفقات بالعملات المحلية، ولكن ليس هناك هدف سياسى مباشر مجمع عليه من جميع الدول الأعضاء بالابتعاد تماما عن الدولار وخلق عملة جديدة منافسة له، حتى إذا كان هناك بضع دول لديها رغبة سياسية فى ذلك مثل الصين وروسيا.

وأوضح أن إجراء بعض الصفقات الصغيرة بالعملات المحلية بين بعض الدول وبعضها لن يمثل أزمة للولايات المتحدة حيث إن ذلك يحدث الفعل، مثل تسعير المنتجات بالدولار لكن عملية الدفع تكون بالعملات المحلية، لكن ما يعد معاداه للأمريكا هو الإعلان عن تعميم الانتقال إلى عملة أخرى بين مجموعة البريكس والخروج عن النظام المالى العالمى، وهو ما يصعب تنفيذه فى الوقت الحالي.

وتسعى دول مجموعة البريكس، مثل روسيا والصين، لتخفيف هيمنة الدولار على التجارة البينية وقد طرحت اقتراحا بإنشاء عملة جديدة في قمة العام الماضي في جنوب إفريقيا.

وتضم دول البريكس قوى عالمية كبرى، الصين التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر اقتصادات العالم إلى جانب الهند التي تحقق معدلات نمو كبيرة وفي طريقها لتكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى روسيا، ودولا تعد من الكبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل، ثم توسعت دول مجموعة البريكس، في أغسطس من العام الماضي، لتشمل إيران والإمارات وإثيوبيا ومصر.

وسيبلغ عدد سكان المجموعة بعد توسعتها نحو 3.5 مليار نسمة، أي حوالي 45% من سكان العالم، وتبلغ قيمة اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أي حوالي 28% من الاقتصاد العالمي، وتسيطر على نحو 18% من التجارة العالمية، وستنتج دول البريكس أيضا نحو 44% من النفط الخام في العالم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك