أيام القاهرة (6).. كيف حضرت المدينة في خرائط الحملة الفرنسية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:51 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيام القاهرة (6).. كيف حضرت المدينة في خرائط الحملة الفرنسية؟

محمد حسين
نشر في: الأحد 31 مارس 2024 - 5:28 م | آخر تحديث: الأحد 31 مارس 2024 - 5:30 م
يحتفظ شهر رمضان في مصر، بخصوصية وتفرد عن غيره من أشهر السنة، حيث تزخر به الطقوس والعادات المميزة التي تضفي أجواءً فريدة من البهجة والسعادة.

ووسط تلك الأجواء يأتي حضور القاهرة وشوارعها التي تشهد على سهرات، وتجمعات العائلات والأصدقاء فيما يشبه المهرجانات المتصلة بلا انقطاع.

ونشارك ونطل مع قراء "الشروق"، على لقطات ساحرة من تاريخ القاهرة، الذي يعود لأكثر من ألف عام، وصور إلهامها للمبدعين، وذلك في حلقات مسلسلة بعنوان "أيام القاهرة" على مدار النصف الثاني الثاني من شهر رمضان المبارك.

* الحلقة السادسة:

تحدثنا في الحلقة السابقة عن التاريخ العمراني لمدينة القاهرة في عهد أسرة محمد علي مع عناية إبراهيم باشا ببناء القصور، وتوجه الخديوي إسماعيل لبناء مدينة على طراز أوروبي؛ فعندما زار باريس في سنة 1284هـ / 1867م وشاهد التخطيط الجديد لباريس الذي وضعه المهندس "أوسمان"، الذي ذاع صيته في أنحاء أوروبا في ذلك الوقت، وقام بمقابلة هذا المهندس وطلب منه وضع تخطيط جديد لمدينة القاهرة.

كما قابل بيير جران -الذي أصبح من كبار مهندسي القاهرة فيما بعد- مهندس الطرق والكباري والمهندس باريلي ديشان الذي أنشأ غابة بولونيا في باريس، واتفق معه على وضع تخطيط جديد لحديقة الأزبكية، ثم بدأ إسماعيل في تنفيذ خططه لإعادة تخطيط مدينة القاهرة في سنة 1286هـ / 1869م، حيث أصدر أمرًا في 24 محرم / 6 مايو لنظارة الأشغال الإعداد المقاسات اللازمة لفتح بعض الشوارع وإنارتها ومد المناطق المحيطة بها بالمياه.

ونكمل في حلقة اليوم مع الجانب الثقافي في تاريخ عاصمة مصر، مع الصورة التي وثقتها الحملة الفرنسية وعلمائها للقاهرة ومكوناتها الجغرافية، وفقا لدراسة للدكتور عاطف معتمد أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة.

* باريس على النيل

يقول الدكتور عاطف معتمد: "تعد موسوعة (وصف مصر) سجلاً لحالة البيئة والإنسان في مدينة القاهرة خلال نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، ولم يصدر عمل مماثل لنحو 9 عقود تالية حتى قام علي باشا مبارك بإعداد موسوعة (الخطط التوفيقية) استجابة للتغيرات التي شهدتها المدينة، وفق مخطط الخديو إسماعيل لخلق قطاعات عمرانية جديدة بين قاهرة القرن التاسع عشر وضفة نهر النيل، فيما أسماه المؤرخون (حلم التغريب) أو صناعة (باريس التي على النيل)".

ويضيف معتمد: "لم يكن تمثيل القاهرة في موسوعة وصف مصر متسقًا فقط مع مشاهدات الحملة الفرنسية، بل جاء في الحقيقة استكمالا لتراث جغرافي عريق باللغات كافة، سواء من كتب الرحالة أم تقارير المسافرين الأوروبيين قبل الحملة الفرنسية، وفي مقدمة ما اعتمد عليه علماء الحملة في فهم جغرافية القاهرة تلك الموسوعات الكبرى التي كتبها جغرافيون مؤرخون مصريون، في مقدمتهم تقي الدين المقريزي وعمله الخالد "المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار"، والكتاب الجامع "بدائع الزهور في وقائع الدهور" لمحمد بن أحمد بن إياس الحنفي المصري الذي يضم شذرات من جغرافية مصر وتفاصيل من تاريخها حتى عام 1522م".

وواصل معتمد: "كما استقى علماء الحملة معلومات شتى عن البيئة والعمران والآثار من عبد اللطيف البغدادي الذي وضع مؤلفه قبل وصول الحملة الفرنسية بنحو 600 سنة، والبحث الذي تركه عبد اللطيف البغدادي، وإن كان صغير الحجم لا يمكن مقارنته بموسوعة وصف مصر، لكنه يمثل نموذجا شديد التركيز لأعمال كثيرة عن أحوال مصر وأهلها عبر القرون، والذي يحمل عنوان: "الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر".

* وصف مصر.. صورة الأرض

وذكر معتمد: "تعد موسوعة وصف مصر مثالا لعرض "صورة الأرض" في عاصمة البلاد عند منعطف القرن الثامن عشر وولوجه القرن التاسع عشر، وتضمنت رؤى علمية واستشراقية ومعلومات وصفية عن كل من الأرض والإنسان والعمران والأنثروبولوجيا الثقافية، ولقد جاءت بحوث علماء الحملة عن القاهرة في المجلد الثامن عشر من "وصف مصر"، وحظيت القاهرة بأربع خرائط مختلفة المقاييس في أطلس الحملة علاوة على عدة أشكالورسوم توضيحية، وتمكنت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على مصر قبل أكثر من 220 سنة من ترسيخ العلم الاستعماري، أو الاستعمار القائم على العلم".

* علماء الحملة وحلم موسوعة وصف فرنسا

وأوضح معتمد: "وكانت هذه الحملة فتحًا جديدًا في عالم الاستعمار المنظم، فكلما زادت المعلومات التي يجمعها المستعمر عن البلاد زادت قدرته على إحكام قبضته عليها، والمدهش أن علماء الحملة الفرنسية بعد أن أتموا كتابة موسوعتهم الضخمة عن وصف مصر" قالوا إنهم يتمنون أن تكون لديهم موسوعة بنفس الحجم والقدر عن وصف فرنسا"، إذ لم تكن هناك وقتها موسوعة ضخمة تحمل كل تلك المعلومات عن البلد المستعمر ذاته ولا عجب، فالمعلومات التي جمعها الفرنسيون عن مصر خلال أقل من أربع سنوات هي مدة وجودهم في مصر، لم تكن في الحقيقة سوى طبقة حديثة من البيانات الطازجة اكتسبت أهميتها من الخبرة المباشرة، أما الأبطال المجهولون الذين استعانت بهم حملة الفرنسيس على مصر فكانت مراجع سابقة عليهم.

* كيف وصف الفرنسيون القاهرة؟

القاهرة في وصف الحملة هي ثاني أهم مدينة في الإمبراطورية العثمانية بعد القسطنطينية، وباستثناء بولاق ومصر القديمة يبلغ محيطها 24 ألف متر ومساحتها 793 هكتارا أي أقل من ربع مساحة باريس، رغم أن محيطها أكبر من محيط مدينة باريس.
أقرأ ايضا:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك