الكتاب المسموع.. تعددت الطرق والاستفادة واحدة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 7:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكتاب المسموع.. تعددت الطرق والاستفادة واحدة

شيماء شناوي
نشر في: الجمعة 31 مايو 2019 - 10:42 م | آخر تحديث: الجمعة 31 مايو 2019 - 10:42 م

الكتاب الصوتى ليس بديلًا عن الورقى ومعظم الأعمال الآن مسموعة
منصات صوتية تؤكد أن الكتاب المسموع في صعود

 


فى عام 1931، وبالتزامن مع قرار المؤسسة الأمريكية للمكفوفين، ومكتبة الكونجرس، بإنشاء مشروع «كتب للمكفوفين»، بدأت فكرة الكتاب الصوتى فى الظهور للمرة الأولى، لتبدأ بعد ذلك المؤسسات الخاصة فى الانتباه لأهمية المشروع، ومع مرور السنوات، يصبح مجال الكتاب الصوتى، أحد أهم المشروعات الرائدة فى العالم الغربى والعربى فى السنوات الأخيرة الماضية، ليس فقط للمكفوفين، بل لجميع أفراد المجتمع الساعين إلى الاستزادة من وسائل التعلم والثقافة المتاحة.

والمتابع الجيد لحركة الإعلام البديل أخيرا، يلحظ الانتشار الواسع للشركات العربية التى تعمل فى قطاع المواد الصوتية، سواء على مستوى صناعة «الكتاب الصوتى»، أو محتوى «فيديوهات اليوتيوب التثقيفية»، أو البرامج التعليمية والمعرفية المنتشرة على منصة «البودكاست»، وغيرها من الوسائط الأخرى التى تسعى للاستفادة من التكنولوجية الحديثة وجعلها وسيطا مناسبا لاكتساب الثقافة والمعرفة واستغلال الوقت بما ينفع.

ولكن «متى كانت الكتب قابلة للسمع»؟، ربما كان هذا هو السؤال والخاطر الأول الذى يجول بذهن من تعود على قراء الكتب ومحبيها، وربما كان طرحهم لهذا السؤال آتيا من سماعهم عن الكتاب الصوتى للمرة الأولى؟ وربما كان استنكارا ورفضا للفكرة من أساسها إخلاصا للكتاب الورقى، ولكن وجود «الكتاب الصوتى» وانتقاله من مرحلة الخيال إلى الواقع الملموس، فإن السؤال الجدير بالطرح هو: ما الإضافة التى تمنحنا إياها منصات الكتب الصوتية؟ ومن هى الفئات المستفيدة منها؟ وهل يؤثر الكتاب الصوتى على الكتاب الورقى؟ وما هى التحديات التى يواجهها كلاهما؟

كانت الفائدة الأعظم لـ«الكتاب الصوتى»، والتى اتفق عليها جمهور الكتب السموعة، هو كونه وسيلة جيدة للاستفادة من الوقت المهدر طوال اليوم، وتحويله إلى وقت ثمين يساعدهم فى بناء شخصيتهم والزيادة من ثقافتهم، وذلك من خلال الاستماع إلى مئات الكتب التى تتيحها تطبيقات الكتب الصوتية عبر هواتفهم المحمولة، بعيدا عن تخصيص وقت معين للقراء، حيث يمكنهم الاستماع إلى الكتب «أثناء القيادة، أو ممارسة الرياضة، أو التسوق، أو فى أوقات الانتظار، والقيام بالأعمال المنزلية، وغيرها»، كما يُعد الكتاب الصوتى وسيلة فاعلة لمساعدة كبار السن من ضعاف البصر، ويمكنهم من الاستماع للكتب بدلا من المجهود المبذول فى قراءتها، بالإضافة إلى دوره الإيجابى فى مساعدة فاقدى البصر.

وللكتب المسموعة عشرات التطبيقات والمنصات الصوتية سواء باللغة العربية أو باللغات الأجنبية الأخرى، منها منصات: «أوديبل، ودونبور، وأوديو بوك ستور، وأقرا لى، وستورى تل، ومسموع، ومكتبتى، واسمعلى، وكتاب صوتى، وضاد، وسناك بوك، وغيرها من عشرات التطبيقات والمنصات التى تتيح الكتب المسموعة عن طريق اشتراك شهرى أو سنوى.

وفى محاولة للاقتراب أكثر من عالم الكتاب الصوتى، ومعرفة معدلات مستخدمى الكتاب الصوتى، وكيفية اختيار العاملين فيه وشروط قبولهم؟ وعن أبرز التحديات التى يواجهها المشروع، تواصلت «الشروق» مع عدد من المسؤلين عن الكتاب الصوتى والعاملين فيه للتعرف إلى هذا العالم بشكل أكبر.

فرص عمل للشباب
ومن جانبه يرى محمود سلام أبو مالك، الممثل الصوتى، ورئيس قسم الرقابة اللغوية على المحتوى الصوتى بمؤسسة «أوتو ميديا جروب»، أن المنصات الصوتية خلقت فرص عمل جديدة للشباب، من خلال إعادة إحياء وظائف منها: مهارة التعليق الصوتى، وهو ما حدث معه، حيث بدأ عمله معلقا صوتيا مع منصة «رواة»، ثم تقديمه لبرنامج «صحح لغتك بالقرآن»، لتتوالى بعد ذلك الكتب والنصوص والأخبار التى يقرؤها على المنصة التى يتجاوز عدد متابعيها الـ7 مليون متابع، وكذلك المنصات الأخرى كـ«اقرأ لى» و«كتاب صوتى» وغيرها، وليبدأ فى تلقى عروض من الشركات والعملاء الراغبين فى تسجيل المقاطع الصوتية، وهو ما وفر له عائدا ماديا مجزيا، ومنذ عام 2016، قدم «أبو مالك» قراءة صوتية لما يزيد عن 20 كتابا، كان أحدثها رواية «فردقان» للدكتور يوسف زيدان، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات الإذاعية كـ«أمة الصحراء، الفارسى، مسير العزم، نوادر العرب».

بينما يرى الإعلامى والمعلق الصوتى إسلام عادل فى عدد من المنصات الصوتية، والذى بدأ عمله منذ عام 2013، إن نجاح العمل فى المجال الصوتى يتوقف على قدرة المعلق الصوتى على القراءة بشكل صحيح، وأن يكون متمكنا من قواعد اللغة العربية بشكل كامل، ونطق مخارج الحروف بطريقة صحيحة، فضلا على استطاعته الأداء والتفاعل مع النص.

وبجانب العائد المادى الذى يوفره العمل بالمجال الصوتى، فإن إسلام عادل يرى عدة جوانب إيجابية أخرى، فى العمل بالمجال الصوتى، ومنها: زيادة عدد الكتب التى يقرؤها الشخص، قائلا: «كنت أقرأ بمعدل كتابين فى الشهر، أما الآن فأنا أقرأ من 6 إلى 8 كتب فى الشهر، ومع كثرة القراءة توسعت مداركى، وبدأت أقرأ فى مجالات الكتب متنوعة بعيدا عن اهتماماتى التى اعتدت على قراءتها بشكل شخصى»، لافتا إلى أن العمل لساعات طويلة فى التسجيل بشكل عام، يطور الصوت ويجعل له شخصيته، فضلا عن أنه يوسع من مجالات الصوت ويجعله يتنقل بين الطبقات بشكل طبيعى.

قنوات اليوتيوب هدفها تلخيص الكتب
وعلى الرغم من أن قنوات الكتب على «اليوتيوب»، تُعد امتدادا طبيعيا لقطاع الكتاب الصوتى، حيث تختص مجموعة كبيرة من القنوات العربية والأجنبية، بتقديم مراجعة وتلخيص للكتب والروايات، وتقديمها فى شكل مبسط خلال دقائق معدودة، إلا أنها تختلف فى جوهرها عن المنصات والتطبيقات الصوتية، فأغلب تلك القنوات لا تسعى لتقدم قراءة كاملة للكتب، بل بتقديم ملخص سريع لها، أو تقديم ترشيح لعدد من الكتب، تاركين للمشاهد قرار قراءتها من عدمه.

وفى هذا الصدد يقول عمرو المعداوى، صاحب قناة «الروائى»، إن ما دفعه لإنشاء قناته على «اليوتيوب»، هو تفكيره المستمر فى عمل مشروع خاص به يكون مرتبطا بأكثر الأشياء التى يحبها وهى «القراءة»، ومع قلة وجود القنوات التى تعرض الأعمال الروائية الجديدة والمتوافرة بالمكتبات أنشأ قناته، وتعلم كتابة الإسكريبت الخاص بالحلقات، كما تعلم مهارات التصوير والمونتاج والمؤثرات الصوتية، لافتا إلى أن عدد «البوك تيوبرز» فى مصر والعالم العربى فى ازدياد مستمر.

ويرى «المعداوى» إن الكتاب الصوتى لا يمكن أن يؤثر بصورة سلبية على الكتاب الورقى، قائلا: «ساعة ظهور الكتب بصيغة PDF، سواء بشكلها الشرعى أو غير الشرعى، اعتقد الكثيرون أن ذلك سيقضى على صناعة الكتاب الورقى، وهى النظرية التى ثبت خطؤها، وهو الحال نفسه بالنسبة للكتاب الصوتى، وأعتقد إنها تجربة قادرة على جذب أعداد جديدة من القراء والمستمعين الذين لا يملكون وقتا للقراءة التقليدية، وفى النهاية من تعود على شراء الكتب وقرأته، سيظل وهكذا مهما ظهرت وسائل بديلة أخرى».

وهو الرأى الذى اتفقت معه ندى الشبراوى، صاحبة قناة «دودة كتب»، قائلة إنها تستمع دوما إلى الكتب الصوتية، وأن الكتاب الصوتى لا يمكن اعتباره بديلا عن للكتاب الورقى، لكن بمثابة عامل مساعد، يجعل القراءة أسهل، كما يوفر الكثير من الوقت والمال، وأنها تحسن من اللغة سواء لمن يسمع الكتب بالعربية الفصحى أو باللغة الانجليزية.

وأضافت أن قناتها الخاصة على اليوتيوب ساعدتها وأتاحت لها فرص للعمل فى مجال النشر، فضلا عن اتاحة الفرصة لها للقاء كبار الكُتاب ممن تحبهم، وكذلك دعوتها لحضور فاعليات ثقافية كبرى فى عدد من البلاد العربية سواء بصفتها صاحبة قناة «دودة كتب» أو بصفتها تعمل فى مجال النشر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك