يوسف كمال في رواية أخرى.. رحلة أدبية مشوقة لمنى الشيمي - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 10:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوسف كمال في رواية أخرى.. رحلة أدبية مشوقة لمنى الشيمي

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 31 مايو 2024 - 6:41 م | آخر تحديث: الجمعة 31 مايو 2024 - 6:41 م

في رحلة أدبية مشوقة، تأخذنا الكاتبة منى الشيمي عبر صفحات روايتها "يوسف كمال في رواية أخرى" الصادرة عن دار الشروق، إلى عوالم خفية من حياة الأمير يوسف كمال، أحد أهم أمراء أسرة محمد علي، لتنفض الغبار عن روايات تاريخية متناقضة، وتقدم لنا سيرة ذاتية مغمورة بالتشويق والحبكة الروائية.

لم يكن تأليف هذه الرواية مهمة سهلة، بل ثمرة جهدٍ دؤوب امتد لخمس سنوات من البحث والتقصي، فنقبت الكاتبة في ثنايا التاريخ، واستكشفت خباياه، لتُقدم لنا رواية مُتكاملة تُجسد شخصية الأمير بكل أبعادها، بعيدًا عن الصور النمطية التي التصقت به عبر الزمن، تتميز رواية "يوسف كمال في رواية أخرى" بلغة شغوفة تجذب القارئ منذ اللحظة الأولى، وتجعله يتعلق بأحداثها المُثيرة. فكل فصل

يُقدم لنا قصة جديدة تُغني تجربتنا مع الكتاب، وتُضفي المزيد من الغموض والتشويق على سيرة هذا الأمير الاستثنائي، حيث يُعرف الأمير يوسف كمال بشغفه بالسفر والصيد، لكن رواية منى الشيمي تُقدم لنا صورة أعمق بكثير لهذه الشخصية. فهو لم يكن مجرد رحالة وصياد، بل كان راعيًا للعلوم والفنون، قدم خدمات جليلة للمصريين، من أهمها: افتتاح أول مدرسة للفنون: عام 1908، أسس الأمير يوسف كمال أول مدرسة للفنون في مصر، ساهمت في تخريج جيل من كبار الفنانين المصريين، مثل: محمود مختار، وراغب عياد.

كما سلطت الضوء على دعم الفنون والآداب، حيث كان الأمير من كبار الداعمين للفنون والآداب في مصر، وله دور بارز في نهضة مصر الثقافية، والحفاظ على التراث بعدما اهتم الأمير بالحفاظ على التراث المصري، وساهم في جمع العديد من القطع الأثرية النادرة.
تناولت منى الشيمي عبر لغة سلسلة ومصطلحات رشيقة مجموعة من الأساطير التي نُسجت حول شخصه، حيث نشأ الأمير يوسف كمال، لتتعدد الأساطير حول شخصه، وأصبح محور أحاديث الناس في أمسياتهم، فكان يُنظر إليه كشخصية استثنائية، تُحيطها هالة من الغموض والتشويق.

وقد أشاد السياسي الكبير والطبيب محمد أبو الغار بالكتاب، حيث قال إن الكتاب الذي نشرته دار الشروق، جاء لروائية اقتحمت باب التاريخ بشجاعة وحققت بعض الوقائع التاريخية بطريقة روائية، بمقابلات شخصية وزيارات ميدانية داخل وخارج الوطن، وأن منى الشيمي بذلت مجهودًا كبيرًا فى هذا الكتاب، وأنه تضمن رحلة مكتوبة بالتفصيل بما فى ذلك الاتصالات والرسائل الإلكترونية ووصف الطبيعة.

وواصل بقوله: جاء من ضمن مميزاته، ماتضمنه من رحلات الكاتبة إلى نجع حمادى ووصفها للمدينة والناس وللفلاحين حول القصر وما حدث لهم بعد الثورة. وزيارتها لقصر يوسف كمال فى نجع حمادى بصحبة الأمير السابق عباس حلمى الثالث. وصفت القصر بحالته الحالية وتخيلت شكله أثناء حياة الأمير. وتحكى طبعًا عن شقتها فى عمارة استراند فى باب اللوق ورحلاتها المتعددة مشيًا على الأقدام، مع بعض الخبراء فى المبانى التاريخية فى القاهرة القديمة وفى منطقة وسط البلد بحثًا عن أماكن تدور بعض أحداث الكتاب فيها.
يدرك القارئ سريعا مع هذا العمل أن "يوسف كمال في رواية أخرى" إضافة هامة للمكتبة العربية، فهي تُقدم لنا سيرة ذاتية مُتكاملة لأمير استثنائي لعب دورًا هامًا في تاريخ مصر. من خلال لغة شغوفة وأحداث مُثيرة، تُعيد الكاتبة كتابة التاريخ وتُقدم لنا صورة جديدة للأمير يوسف كمال، بعيدًا عن الصور النمطية التي التصقت به.

ويتميز الكتاب عن غيره من السير الروائية ببراعة الكاتبة في نسج خيوط السرد بأسلوب شيق غني بالتعبيرات والأوصاف، فتُحيي أمام أعيننا شخصيات الرواية، وتُدخلنا في تفاصيل حياتهم ومشاعرهم، حيث قانون السببية يكشف خيوط الصراع.
تعمدت منى الشيمي بناء كتابها على قاعدة راسخة من "قانون السببية"، فتُفسر مواقف الشخصيات وتصرفاتها بدقة، وتُظهر العلاقة المترابطة بين الأحداث، فلا تبدو وكأنها مجرد وقائع تاريخية مُتقطعة، بل تُشكل لوحة متكاملة تُجسد الصراعات الداخلية والخارجية التي واجهها الأمير يوسف كمال، حيث تُقدم لنا الكاتبة "يوسف كمال في رواية أخرى" وجهة نظر مغايرة لما هو مُتداول عن الأمير يوسف كمال، فتُظهر جوانب خفية من شخصيته لم تُسلط عليها الأضواء من قبل.

ويجسد "يوسف كمال في رواية أخرى" صراعًا إنسانيًا عميقًا، فتُظهر لنا الأمير يوسف كمال ليس كشخصية تاريخية جامدة، بل كإنسان يعاني من مشاعر متضاربة، ويواجه تحديات الحياة بكل تعقيداتها، لذا فهي رحلة أدبية مُمتعة تُثري معرفتنا بتاريخ مصر، وتُقدم لنا سيرة ذاتية مُلهمة لشخصية استثنائية. إنها رواية تستحق القراءة من قبل جميع محبي التاريخ والأدب، وخاصة أولئك الذين يرغبون في اكتشاف جوانب خفية من حياة أحد أهم أمراء أسرة محمد علي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك