لجنة الشعر مرة أخرى - شعبان يوسف - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 11:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لجنة الشعر مرة أخرى

نشر فى : الجمعة 17 فبراير 2012 - 9:15 ص | آخر تحديث : الجمعة 17 فبراير 2012 - 9:15 ص

أظن أن المعركة التى دارت رحاها فى الآونة الأخيرة حول الترشيحات المقترحة للجنة الشعر، لم تكن نزيهة بأى شكل من الأشكال، رغم التحفظ على بعض الأسماء التى تم الرضا عنها وضمها إلى اللجنة، وإذا كان الاختيار فيه قدر من التجاوز، فالطريقة التى واجه بها البعض هذا الاختيار كان فجا ومتخلفا ولا يليق بشعراء أساسا، من الناحية الأخلاقية والثقافية، وقد أصدر بعض الشعراء بيانا هاجموا فيه الاختيار، وخلطوا الحابل بالنابل، والعاطل بالباطل، ومن أسهل الأمور الآن أن يكتب أحد العاطلين عن الثقافة والموهبة والضمير بيانا لتصفية حساباته مع شخص آخر، ثم يحاول أن يتسول بالتليفون توقيعات آخرين، ويتم إصدار البيان ونشره فى عدد من المواقع الالكترونية، وبالطبع تتكالب الجهات على نشر هذا البيان أو ذاك، طالما أن هناك درجة من الفضح والسب والهجوم الذى يكون كثيرا له دوافع شخصية، ولا تليق بعض العبارات المستخدمة فى مثل هذه بتشكيل موقف ثقافى أو سياسى أو مبدأى، ولا يليق وصف الأشخاص بأوصاف أخلاقية رديئة، وقد شهدت الساحة فى هذه المرحلة مثل هذه الأخلاقيات السلبية، التى تفح منها روائح انتهازية، ومزايدات رخيصة، لا تناسب اللحظة الثورية التى يعيشها المجتمع عموما.

 

 أما على الجانب الآخر من المواجهة فقد انسحب عدد من أعضاء لجنة الشعر لأسباب مختلفة، أول هذه الأسباب عدم انسجام أعضاء اللجنة، ولأن المنسحبين هم شعراء كبار ولهم تاريخهم الأدبى الفاعل، أى كان اختلافنا مع مواقفهم وآرائهم السياسية، إلا أننا لا ولن نختلف عن إنجازاتهم الأدبية، وعلى رأس هؤلاء الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، الذى انسحب ومعه تسعة أعضاء آخرين لذلك فعلينا أن نقول إن مسألة الانسجام هذه، مسألة نسبية، وربما تكون صحية، فمتى كانت اللجان منسجمة ومتفقة على موقف واحد، أو رأى واحد، وإن كنت أرى أن المسألة لم تكن لها علاقة بحكاية الانسجام، بقدر ما لها علاقة باختيار المقرر وهو الشاعر ماجد يوسف، والذى جاء انتخابه عبر عملية ديمقراطية مباغتا للجميع، فلو تأملنا مقررى اللجان منذ نشأة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب فى الخمسينيات، فلم يأت شاعر عامية واحد، رغم وجود صلاح جاهين وفؤاد حداد وعبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب وفؤاد قاعود، ولا أعرف هل جاهين وحداد كانوا أعضاء بهذه اللجنة من أصله، وهل كانت تهمهم هذه العضوية أم لا؟ لأننا لن نبحث الآن بعد رحيلهم فى أنهم كانوا أعضاء أو لا، وهذا دليل قاطع أن منافع هذه اللجان منافع وقتية، تتعلق بامتيازات ليس لها علاقة بالشعر والموهبة والقيمة، ولكنها تتعلق باختيارات الشعراء الذين يمثلون البلاد فى مهرجانات عالمية، هذه المهرجانات والندوات الدولية والمؤتمرات التى ظلت احتكارا لأعضاء اللجان دائما أبدا، وهذا ينطبق على جميع اللجان، القصة والشعر والمسرح والدراسات النقدية وغيرها من اللجان وإن كنت اقترح على اللجان الحالية أن يربأ أعضاؤها عن مثل هذه المكاسب الضيقة، ويبتعدوا عن مجال الشبهات، ومحاولة تقديم خدمات حقيقية للحياة الشعرية والثقافية، فى ظل مناخ محتدم، ويوشك على الانفجار.

 

لذلك عندما قرأت الخبر الخاص باللقاء الذى عقده الشاعر ماجد يوسف مع الدكتور سعيد توفيق، وتصريح يوسف بأنه اتفق مع الدكتور سعيد وهو الأمين العام الجديد للمجلس، رأيت أن هذه خطوة متعجلة، بالإضافة إلى أنها فردية، وكنت أود أن يكون الأمر مطروحا على ما يشبه جمعية عمومية للشعراء، وتجرى فيها عملية اختيار ديمقراطية حقيقية، تبتعد بنا عن مثل هذه الاختيارات التى تتم فى سرية وغرف مغلقة، مثلما كان يحدث فى سابق الزمان، إذ كانت عملية الاختيار تتم وفق معايير شخصية وربما أمنية، وبعيدا عن كل هذا فالشعر لا يعرف هذه الصراعات المريضة، لكنه بالتأكيد يلحقه قدر من الأذى والتشوش، لذلك أهيب بالشعراء أن يكونوا لائقين بالمحلة الحالية، ويبتعدوا عن مثل هذه الصغائر التى لا تليق بالشعر ولا تليق بالشعراء!!

 

شعبان يوسف  كاتب صحفي
التعليقات