كن عامنا الذى نريد - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 10:38 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كن عامنا الذى نريد

نشر فى : الثلاثاء 1 يناير 2013 - 8:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 1 يناير 2013 - 8:15 ص

مات عام، ومصير الآخر أن يموت، تتغير أرقام التاريخ، فيما تقويم الثورة ثابت عند 2011 لا يغادرها حتى وإن تمنى، ولا يخرج منها حتى لو تساقطت الأوراق وريقة وريقة من نتيجة الحائط، تعلن بحسابات الزمن دخول عام جديد، فيما حسابات العيش والحرية والكرامة الإنسانية تؤكد أنها مازالت متشبثة بلحظة توهجها الأولى، وبعام مطالبها المستحقة، تقاوم أن تتوالى السنون وكأنها ترفض أى محاولات لردم الحلم بأيام بائسة وانتكاسات متوالية وانقسامات متزايدة، فيسقط العيش والحرية والكرامة فى نسيان أو تناسٍِ يجعل من كان ينشد الفردوس يقبل بريح الجنة من بعيد، ومن خرج ليتحدى المستحيل يرضى بما هو متاح من خيالات منتمية للماضى لم تبادر يوما باختراع الغد الجديد أو السعى له، لكنها استحوذت عليه بمجرد أن جلبه أبناء المستقبل من رحم الاستبداد والفساد والجمود. 

 

مات عام ولحقه آخر، لم تكن هناك فوارق كبيرة بين 2011، و2012، استمرت قوافل الشهداء فى المغادرة قافلة وراء أخرى، تغيرت 3 أنظمة فى 25 شهرا فقط، اختلفت فى المسميات والوجوه، الرئيس الأب المستبد، والجنرال المتحفظ المرتبك، والرئيس المؤمن المنتخب، واستمر المصريون فى السير خلف الجنائز، بذات الحزن الذى يخنق الأمل، وذات الدموع المجروحة التى تلسع الصدور، تعددت الأنظمة والموت واحد، لا فرق فى الموت بين نظام الاستبداد والانتقال أو الصندوق..الخرطوش هو الخرطوش، والرصاص الحى الذى يصطاد الرءوس، والضربات التى تفقأ العيون .. ربما لا تعرف من ضغط على الزناد، لكنك على الأقل تعرف من صمت على الموت ولم يحم حياة شعبه. 

 

مات عام وجاء آخر.. فهل تتوقف قوافل الشهداء؟ وكيف تتوقف وما عيش تحقق ولا عدالة أنجزت؟، والسلطة الجديدة على درب من سبقها يضيق صدرها مرة وراء مرة، والناس فى الشارع يجأرون بالشكوى، لا يجدون مفرا من الشارع، وهم يعلمون أن فى القاعات من يقايض بآلامهم لقاء مقاعد حكم لم تغنهم من جوع ولم تؤمنهم من خوف.

 

هل تتوقف قوافل الشهداء فى وطن مقسوم بفعل فاعل، يصنف فيه الناس بأضدادهم بين مؤمن وكافر.. مسلم ومسيحى.. ثورى وفلول، يستدعى فيه الناس للدفاع عن عقائدهم التى لم يجرؤ أحد على تهديدها طوال قرون، فيموتون بنية الدفاع عن العقيدة، فيما هم يموتون فى سبيل مكاسب الدنيا، وقودًا لصراع أمراء الطوائف على المغانم الحرام.

 

هل تتوقف قوافل الشهداء فى وطن مازال فيه الفقراء يدفعون ثمن كل شىء، يهبطون حتى يصعد الساسة، يجوعون حتى يشبع الكبار بأرباحهم، يموتون حتى يعيش الحكام بخطاباتهم العصماء ومنابرهم المزيفة المتحزبة الطائفية.. يسددون فاتورة كل أزمة من أعمارهم، وأرزاقهم، وأحلامهم البسيطة فى العيش والحرية والكرامة والعدالة.

 

استمرت قوافل الشهداء لأننا نزعنا ورقة 2011 من صدورنا، غادرنا لحظة 11 فبراير بتجليات وحدتها وحضور أهدافها بلا عودة فغرقنا فى تخبط وانقسام دفع ثمنه الفقراء الذين تاهت أصواتهم وسط دوى الصراخ بإسقاط النظام، وضجيج الهتاف بتأييده، ففقدوا كل شىء، حتى الحلم فى العام الجديد بأن يكون عامنا الذى نريد.. تعود فيه الضمائر إلى 11 فبراير، وتتوقف فيه قوافل الشهداء، ولا صوت يعلو فيه على أصوات الفقراء التى فى عقولهم وحناجرهم وبطونهم.. وليست فقط فى صناديق الانتخاب!.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات