الأخبار الإيجابية التى صدرت عن لقاء ترامب ونتنياهو.. من وجهة النظر الإسرائيلية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الخميس 17 أبريل 2025 4:07 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الأخبار الإيجابية التى صدرت عن لقاء ترامب ونتنياهو.. من وجهة النظر الإسرائيلية

نشر فى : الخميس 10 أبريل 2025 - 7:10 م | آخر تحديث : الخميس 10 أبريل 2025 - 7:10 م

ثلاثة أخبار إيجابية، من وجهة النظر الإسرائيلية، صدرت عن الاجتماع بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: الأول، أن الولايات المتحدة ستبدأ بإجراء مفاوضات مباشرة مع إيران يوم السبت فى سلطنة عُمان من أجل تفكيك البرنامج النووى، وربما موضوعات أخرى. وأكد الإيرانيون والأمريكيون أن الاتصالات ستجرى على مستوى رفيع، وستكون مفاوضات جوهرية (بينما أصرّ الإيرانيون على أنها ستكون غير مباشرة).
الأمر الإيجابى فى هذا الخبر أن إيران لن تقوم بأى عمل حربى، ويبدو أنها ستحاول لجم وكلائها كى لا تخرّب المفاوضات. لكن قبل أن نصفق فرحا، يجب أن نعلم أنها ستكون مفاوضات صعبة، فالإيرانيون تجار البازار من أصحاب الخبرة، وليسوا من صغار المحتالين، يمكن أن يخدعوا الولايات المتحدة، وليس هناك ما يضمن نجاح المفاوضات. فمجرد البدء بالمفاوضات فى الأشهر المقبلة معناه أننا لن نتعرض لتهديد حقيقى من إيران.
الخبر الثانى هو تعهّد غامض من ترامب لرئيس الحكومة بأنه سيقوم لاحقا بخفض الرسوم الجمركية التى فرضها فى الأيام الأخيرة على إسرائيل. من غير الواضح إلى أى حد ستُخفض ومتى، لكن نتنياهو تعهد، فى المقابل، بالاستيراد الحرّ من الولايات المتحدة من دون رسوم جمركية. كذلك، ستحرص إسرائيل على أن يكون الميزان التجارى بين البلدين متوازنا، وأن يميل لمصلحة الولايات المتحدة (حاليا، هو يميل لمصلحة إسرائيل).
البشرى الثالثة، أن الرئيس الأمريكى مهتم بالرهائن فعلا. ظهر ذلك فى المونولوج الطويل الذى استشهد فيه بالرهائن وعائلاتهم التى التقاها، ومن الواضح أن قصص هؤلاء أغضبته وأثّرت فى قلبه، وأنه يلتزم فعلا إنقاذهم من الأسر، على الرغم من أنه من الواضح، حاليا، عدم وجود مخطط لصفقة جديدة، باستثناء المقترح المصرى الذى يُعتبر إشكاليا، من وجهة نظر إسرائيل.
ثمة بشرى جيدة أخرى، هى أن إسرائيل ستحصل على المساعدات العسكرية التى طلبتها من الولايات المتحدة، لكن لم يتضح ماذا قصد ترامب عندما قال إن إسرائيل ستحصل على 4 مليارات دولار، وهنّأ نتنياهو بذلك، قائلا له: «حظا طيبا». يبقى أن نفهم هل هذا جزء من المساعدة الثابتة المتفق عليها، أم مساعدة إضافية.
كذلك، تعهّد ترامب استخدام علاقاته الشخصية الحميمة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمنع وقوع صراع بين تركيا وإسرائيل على مناطق النفوذ وحرية العمل العسكرى على الأراضى السورية. تجدر الإشارة إلى أن ترامب كان فى هذا المؤتمر الصحفى موضوعيا، وملمّا بالوقائع والأرقام، على الرغم من أنها لم تكن كلها دقيقة، ويمكن التحقق من صحتها، وبذل جهدا كبيرا لكى يوضح أن الهدف من فرض الرسوم على شركاء الولايات المتحدة فى التجارة، هو أن يكون خطوة تسمح بنشوء ميزان تجارى جديد، وخصوصا مع الكتل الاقتصادية الكبرى فى آسيا وأوروبا، أى الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ومع الاتحاد الأوروبى.
لقد قال ترامب، علنا، إنه «يريد ترتيب الطاولة من جديد»، ويمكن القول إنه يريد خلط الأوراق وإعادة توزيعها من جديد بصورة تسمح للولايات المتحدة أن تقلص، أو حتى تسدّ العجز التجارى الكبير لديها مع سائر دول العالم. لقد قال ترامب إن عددا من زعماء العالم يدقّون بابه الآن للتحدث معه، وهو يرى أن هذا الأمر جيد. ومع ذلك، فإن الطريقة الجدية التى تحدّث بها الرئيس ترامب عن الموضوع تُظهر أنه خائف قليلا، وربما كثيرا، من ردات فعل الأسواق والبورصات على الحرب التجارية التى أعلنها منذ الأسبوع الأول من أبريل.
لقد حاول ترامب أن يقول للعالم كله، ربما باستثناء الصين، «أردتُ أن أخيفكم فقط، وأن أُظهر لكم ماذا يمكن أن نفعل إذا لم تكن العلاقات التجارية بيننا منطقية، أو غير جيدة». كان الاستثناء العلاقة بالصين التى وجّه إليها إنذارا، طالبها فيه بخفض الرسوم التى فرضتها، انتقاما، على وارداتها من الولايات المتحدة. وقال ترامب: «إذا لم يخفضوا زيادة الرسوم حتى بعد ظهر الغد، فسنزيد الرسوم التى فرضناها عليهم»، ويبدو أنه ينوى خوض مفاوضات صعبة مع الصينيين.
قال نتنياهو فى خطابه القصير فى المؤتمر الصحفى كلّ ما أراد ترامب سماعه. ويبدو أنه استعد لذلك جيدا، وحصل على كلّ ما يريده فى حديثه مع الرئيس ترامب وطاقمه، وتصرّف كالتلميذ «المفضل عند أستاذه». لم يبتكر نتنياهو شيئا، لكن تعابير وجهه كانت توحى أنه راضٍ جدا عن نتائج الاجتماع بالرئيس الأمريكى، على الرغم من أنه جرى التوصل خلاله إلى اتفاقات مبدئية، بينما يكمن الجيد والسيئ والخطر فى التفاصيل التى ستبحثها طواقم المفاوضات.
يمكن القول إن نتنياهو كان محظوظا لأنه جاء إلى البيت الأبيض، بينما كانت الولايات المتحدة خائفة قليلا من ردة الفعل العالمية على الحرب التجارية التى أعلنها ترامب الذى كان من مصلحته أن يُظهر مرونته وانفتاحه، وخصوصا مع الأصدقاء. مرة أخرى، كان الحظ إلى جانب نتنياهو.

رون بن يشاى
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات