«دافوس».. وزحف «طريق الحرير» - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 8:11 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«دافوس».. وزحف «طريق الحرير»

نشر فى : الجمعة 1 فبراير 2019 - 10:30 م | آخر تحديث : الجمعة 1 فبراير 2019 - 10:30 م

نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب محمد عارف عن مؤتمر دافوس وجاء فيه:؛
«فى مركز وجودك تجد الجواب، وفيه تعرف من أنت وتعرف ماذا تريد». قال ذلك «لاو تزو»، أقدم حكماء الصين، وفيه الجواب عن تحول «يأس الأمل»، عنوان مقالتى العام الماضى حول المنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس»، إلى «أمل اليأس» عند ختامه الخميس الماضى. فتركيز الاهتمام داخل «المنتدى» وخارجه على «الشعبوية» و«النخبوية»، حال دون رؤية الصورة الجيوسياسية لزحف «طريق الحرير»، الذى يغير بنعومة كل شىء، بما فى ذلك «دافوس» وقد مر على إنشائه 48 عاما. واستبقت «دافوس» كالعادة أبحاث ونداءات، أبرزها رسالة أحد كبار المستثمرين الأمريكيين، هو «سيث كلارمان» الذى ينبه إلى «الراية الحمراء الهائلة للتوترات الاجتماعية، وارتفاع مستويات الديون، وتقهقر الزعامة الأمريكية»، ويُحذِر من «تنامى الانقسام السياسى والاجتماعى حول العالم، والذى قد ينتهى بكارثة اقتصادية». ولا يمكن برأى «كلارمان» الذى يدير استثمارات تبلغ 27 مليار دولار، استمرار «الأعمال كالمعتاد وسط انتفاضات وإغلاقات، وتوترات اجتماعية متصاعدة»، ويستغرب كيف يتجاهل المستثمرون غالبا «تغريدات» الرئيس «ترامب»، ويقول: «مع استمرار تآكل النظام العالمى الذى أعقب الحرب العالمية الثانية، تنتظر قيادة العالم من ينتزعها»! ورأى ترامب فى ذلك أعلنه وزير خارجيته «بومبيو» فى حديث تلفزيونى من شرفة وزارته فى واشنطن: «الناخبون فى بلدان عدة انتخبوا سياسيين تقليديين، وأثاروا انتفاضات فى بريطانيا وفرنسا والبرازيل»!
وتعددت الأسباب والغياب واحد فى دورة «دافوس»، التى لم يحضرها زعماء الصين، والولايات المتحدة، وروسيا، وحتى فرنسا، وبريطانيا، وتركيا.. منعتهم عن الحضور أحداث خارجية أو محلية. و«العالم على مفترق الطرق يواجه آفاق أزمة عالمية دائمة فى الإدارة قد تهدده بالفوضى». أعلن ذلك «كلاوس شواب» مؤسس ورئيس «دافوس». ويبدو بائسا بيان «دافوس» الختامى، وفيه «33 طريقة طرحها، منها 19 تركت آثارها على العالم، بينها القرارات حول المناخ العالمى، والمسائل المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والعلاقات الدولية». وتعليق «الجارديان» البريطانية على ذلك: «هل تملك النخبة العالمية الإرادة لحل مشاكل العالم؟».
العرب والمسلمون، أُمة الحرير بحكم توسطها قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، كلٌ يدعى وصلها، وهى مع الجميع وتحظى بالجميع. وكان من ممثلى الحضور العربى فى «دافوس» سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولى عهد دبى، ومعالى سارة الأميرى وزيرة العلوم المتقدمة، ورؤساء شركات سعودية كبرى، بينها «أرامكو» و«سابك» و«هيئة الاستثمارات العامة»، والمخرجة السينمائية السعودية «هيفاء المنصور» التى مُنحت وسام «دافوس» البلورى.
وتصدر أخبارَ «دافوس» حجمُ الاستثمارات السعودية فى روسيا، والتى بلغت مليارين ونصف المليار دولار من مجموع الاستثمارات السعودية المخصصة للسوق الروسية، وهى 10 مليارات دولار، أعلن ذلك «ديمترييف» مدير «صندوق الاستثمارات الروسية المباشرة»، وقال: «تحقق ذلك خلال ثلاث سنوات من زعامة بوتين، وولى العهد السعودى محمد بن سلمان»، واعتبره مثالا لما «يمكننا تحقيقه من أثر إيجابى خلال سنتين أو ثلاثة أُعيد خلالها بناء العلاقات بين بلدين فى عالم مجزأ»، وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت ثلاثة أرباع مبلغ مليارى دولار المخصص للاستثمار فى روسيا.
والحضور الصينى فى «دافوس» هذا العام متواضع، على الرغم من وجود نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية، «وانج كيشان»، الذى لم يتحدث فى جلسة «رؤيا الصين التريليون دولار» المخصصة لمبادرة «الحزام والطريق». وساد الحذرُ أحاديث مسئولين صينيين مشاركين، حسب «نيويورك تايمز» التى نقلت كلام «تيان»، وهى مقدمة برامج مشهورة فى الفضائية الصينية العالمية، وفيه قالت إن «بعض الناس فى الصين يشعرون بالاستياء من انتقاد الأجانب مبادرةَ بناء الصين طرقا فى الخارج يحتاجها الصينيون»، ودعت إلى الحديث عن «حالات مدروسة وقصص حقيقية وليس مجرد إشاعات». وحكمة «لاو تزو» فى قلب الإعلامية الصينية: «الحياة سلسلة تغيرات طبيعية وتلقائية، لا تقاومها، فهذا سيولد الأسى فحسب. دع الواقع يصبح واقعا، ودع الأمور تسرى بشكل طبيعى إلى الأمام أينما يحلو لها».

الاتحاد ــ الإمارات

التعليقات