الماء هو حجر الزاوية الذى تستند إليه منظومة التمثيل الغذائى فى جسم الإنسان طوال فترة صيامه. فهو بلا مبالغة الوسط الذى تدور فيه كل العمليات الحيوية التى تضمن دورة الحياة فى جسم الإنسان. أى خلل فى نسبة الماء فى الدم أو الأنسجة يبدأ فى الإعلان عن نفسه بمظاهر الجفاف. الجفاف وإن كان مرادفا لعطش الخلايا إلا أنه يحمل أيضا خطر اختلال ميزان العناصر الفعالة مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
على اختلاف أسباب أمراض الكلى من التهابات أو حصوات أو قصور فى عمل الكلى أو فشل كلوى فى بداياته أو ما يتطلب غسيلا دائما فإن نسبة الماء ومنسوب الأملاح هو التقدير الذى يستند إليه الإنسان بمعاونة طبيبه فى اتخاذ قرار الصيام.
الماء ضرورة ملحة لكل مرضى حصوات الكلى والحالب يجب أن يتناولوه بانتظام على مدى ساعات اليوم لذا فإفطارهم واجب درءا للخطر.
الإفطار أيضا رخصة متاحة لكل من يتناولون أدوية مدرة للبول لذى سبب يتطلب ذلك ومنهم مرضى ارتفاع الضغط العنيد.
أما المصابون بالفشل الكلوى فعلاجهم يستدعى علاج السبب الذى تسبب فى فشل وظائف الكلى إلى جانب علاج مظاهر هذا الفشل لكن يظل الماء ومنسوب الصوديوم والبوتاسيوم واليوريا والكرياتنين هى العوامل الهامة التى ترسم خريطة حيوية يجب الحفاظ على ثباتها. لذا فإفطار مريض الفشل الكلوى وارد دائما بعد حساب تلك العوامل مجتمعة.
اهتمام مريض الكلى بطعامه والحرص على تناوله الماء بصورة تتكرر كل ساعة يجعله من المتمتعين بتلك الرخصة التى يمنحها الله فى كرم ورفق للمرضى ان لم يكن فى الواقع أولهم نظرا لارتباط حياته وصحته بالماء.
على مريض الكلى الذى يسمح له طبيبه بالصوم ان يعد قائمة لطعامه يتجنب فيها كل ما يساعد على تكوين الحصوات كالملح والسبانخ والطماطم والمكسرات والقهوة. عليه أيضا أن يقل من اللحوم الحمراء وان يشرب الماء ولا يعتمد على العصائر أو المشروبات المحلاة بالسكر.