سئم الناس الأسلوب الأمريكى الغربى لإطفاء الشرعية وتبرير الاعتداء على الدول وغزوها كما سبق وتم فى العراق فرغم أن هيئة الطاقة النووية التى كان يرأسها البرادعى حينذاك وكبير المفتشين والاثنان قدما تقريرهما بأن العراق خال من الأسلحة الكيمائية، إلا أن قدم كولين باول وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية عرضا مفبركا للأماكن الموجود فيها الأسلحة الكيماوية لاستصدار قرار من مجلس الأمن لغزو العراق وقد تبين بعد الغزو أنه لا وجود تماما لهذه الأسلحة الكيماوية فى العراق وبعد أن استقال ثقلت على ضميره هذه الكذبة الرهيبة واعترف بها. وها هو نفس السيناريو يعاد مرة أخرى مع بعض التغيير الطفيف ولكن شعوب العالم هذه المرة لن تبلع بسهولة ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية إثباته. فها هى روسيا تثبت أن الأسلحة الكيماوية أطلقها الجيش السورى الحر الذى ضم بين صفوفه إرهابيين من الصنف الذى نراه فى سيناء وليس الجيش الحكومى السورى كما أن الحكومة البريطانية فشلت فى إقناع مجلس العموم بالمشاركة فى الاعتداء ومصر أيضا أدانت محاولات الاعتداء المزمع للولايات الأمريكية شنها على سوريا كذلك الأزهر والفاتيكان لا تجد أن هذه الحرب مبررة وإن كنت أظن أن أوباما يريد شن هجوم على سوريا ليس لأنه حامى السلام أو مدافع عن حقوق الإنسان بل للتغطية على الفشل الذريع الذى ألم به فى مصر وسقوط مخططاته وحلفاؤه.
إن الهجوم هو شن حرب صريح على بلد مهما بلغ من قوته فلا يقارن بقوة الولايات المتحدة الأمريكية أو إمكانياتها التكنولوجية والنتيجة هو سقوط كثير من الضحايا الأبرياء ولكن يبدو أن أمريكا لا يهمها الأبرياء بدليل ما جرى فى العراق وما يجرى فى فلسطين وما حصل فى مصر من إرهاب وترويع للمواطنين فلم تنطق الحكومة الأمريكية إلا بكلمات إدانة خجولة هى التى تقدم نفسها حامية الحرية ولكن لم يعد أحد يصدقها.
والمغامرة الأمريكية الجديدة سيدفع ثمنها الفقراء والأطفال وستزيد سوريا انقساما وستولد جماعات إرهابية جديدة منحتها أمريكا مزيدا من المبررات لشن هجمات إرهابية هنا وهناك وسيطال ذلك أيضا الأبرياء من الشعوب الغربية تماما كما جرى فى 11 سبتمبر 2001 فالجماعات التى أوجدتها أمريكا انقلبت عليها واعتدت عليها وهى أبت أن تفهم.
لذا ندعو الحكام وأصحاب القرارات أن يعملوا بجدية من أجل تفادى الحرب ويعملوا بكل قواهم لإيجاد حلول سياسية تحافظ على سلامة الشعوب ولصون كرامة الإنسان وهنا يحضرنى كلمة حكيمة قالها المرحوم البابا يوحنا بولس الثانى «لا سلام بلا عدالة ولا عدالة بلا غفران ولا غفران بلا محبة».