مع سبق الإصرار - لبيبة شاهين - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 12:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مع سبق الإصرار

نشر فى : السبت 1 أكتوبر 2011 - 8:25 ص | آخر تحديث : السبت 1 أكتوبر 2011 - 8:25 ص

بانفعال شديد قال « كأن الثورة لم تحدث، كنت أظن أن بعض رذاذها وصل إلى أحد أهم المرافق العامة التى يتعامل معها ملايين المصريين مثل هيئة السكة الحديد لكنى للأسف لا شىء تغير، نفس الخدمة السيئة والاستهانة بآدمية المصريين، قبل أن أسأل الدكتور طارق عبدالوهاب وكيل كلية الآداب بجامعة سوهاج ورئيس قسم علم النفس بها والذى يقسِّم إقامته بين القاهرة حيث تقطن أسرته وبين سوهاج حيث مقر كليته بالقاهرة، روى عشرات القصص التى تعكس معاناة ركاب قطارات الصعيد وتهدر كرامتهم، ليست قطارات الدرجة الثانية أو الثالثة الشهيرة بأنها أحد آليات تعذيب البشر، لكنها قطارات الدرجة الأولى، لكن أكثر هذه القصص إثارة كانت الأخيرة، فقد استقل الأستاذ الجامعى من محطة سوهاج القطار رقم 389 القادم من أسوان فى طريقه إلى القاهرة، كان ذلك يوم 12 سبتمبر الفائت، بمجرد تحرك القطار فوجئ ركاب الدرجة الأولى بأن التكييف لا يعمل وأن القطار تحول إلى فرن متحرك والمشكلة أن عربات القطار مصممة على أنها مكيفة أى لا يوجد بها منافذ هواء باستثناء هواية صغيرة لا تكفى لادخال الهواء لركاب العربة الذين يصل عددهم إلى 60 راكبا بينهم كبار السن الذين يعانون من المرض، أحدهم اصيب بضيق فى التنفس فضلا عن الدكتور طارق الذى يعانى من حساسية فى الصدر، أسرع عدد من الركاب إلى أحد مسئولى القطار الذى أبلغهم أن «الباور» معطل وأنه سيتم تغييره فى محطة أسيوط.

 

ما إن وصل القطار إلى أسيوط حتى اندفع عشرات الركاب إلى مسئول المحطة لمطالبته باستبدال «الباور» ففاجأهم الرجل بأنه لا يوجد لديه أية إمكانيات لإصلاح التكييف، وعندما ضاق ذرعا بانفعالاتهم أعطى إشارة التحرك للقطار بينما الركاب على الرصيف لينطلق القطار باسرهم وحقائبهم، لم يصدقوا أنفسهم وانطلق بعضهم يحاول اللحاق بالقطار، من بينهم «طارق» الذى اصيب بكدمات فى قدمه ويده وهو يقفز فى القطار لأن حقيبته بداخلها أوراق مهمة من بينها رسائل علمية خاصة بطلبته!

 

لم تكن هذه حادثة فردية فأعطال التكييف أصبحت ظاهرة رغم وعود مسئولى الهيئة بحلها لكن ليس هناك من يتابع ولا من يحاسب.

 

الطريف فى الأمر والذى يذكره الدكتور طارق أن الهيئة فى الحالات القليلة التى تعترف بأعطال التكييف ترد للراكب بضع جنيهات قليلة فرق التكييف بينما يصل هذا الفارق فى بلد مثل فرنسا رغم ندرة حدوث الأعطال ــ إلى 500 يورو.

 

الأكثر طرافة أنه عندما يكون التكييف «شغال» فهناك اختياران فقط إما أن يعمل على أعلى درجة ليتحول القطار إلى ثلاجة خاصة ليلا وإما أن يغلق ليتحول إلى فرن، وعلى المتضرر أن يوفق أوضاعه مع التكييف فإما أن يحمل معه بطانية أو يخفف عنه ملابسه.

 

حرية، كرامة، عدالة اجتماعية، شعارات الثورة الثلاثة لم تتحقق

 

 

 مع سبق الإصرار والترصد والفاعل ليس مجهولا!!

لبيبة شاهين  كاتبة صحفية
التعليقات