جو بايدن والسياسة الخارجية الأمريكية - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:41 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جو بايدن والسياسة الخارجية الأمريكية

نشر فى : الأحد 1 نوفمبر 2020 - 9:10 م | آخر تحديث : الأحد 1 نوفمبر 2020 - 9:10 م

نشرت مجلة POLITICO مقالا للكاتبDAVID M. HERSZENHORN.. نعرض منه ما يلى.
يحاول السياسيون الأوروبيون استخدام طريقة بسيطة لإيجاد مدخل إلى الإدارة الأمريكية الجديدة فى حالة فوز جو بايدن فى الانتخابات غدا. إنهم يلجئون إلى تونى بى وتونى جى اللذين يجدان دائما أذنا صاغية عند بايدن.
تونى جى هو أنتونى جاردنر، السفير الأمريكى السابق لدى الاتحاد الأوروبى، والمقيم الآن فى لندن وكان له دور محورى لحملة بايدن فى أوروبا.
أما تونى بى هو أنتونى بلينكين، نائب مستشار الأمن القومى السابق ونائب وزير الخارجية، وكان أحد أقرب مستشارى بايدن لمدة عقدين.
يمثل الثنائى تونى رمزًا لعودة مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية إذا أصبح بايدن رئيسًا. ومن المرجح أن يصبح بلينكين مستشار الأمن القومى لبايدن. فى غضون ذلك، يمكن أن يعود جاردنر، وهو أحد المانحين البارزين للحزب الديمقراطى وجامع تبرعات ضخم، إلى واشنطن لشغل منصب رفيع أو البقاء فى لندن كسفير فى المملكة المتحدة.
ولكن فى حال انتخاب بايدن رئيسا، سنجده يواجه خيارًا حاسمًا حتى قبل أن يؤدى اليمين الدستورية: بين الديمقراطيين الذين يتوقون إلى استئناف سياسات الرئيس السابق باراك أوباما وأولئك الذين يريدون تصحيح أخطاء أوباما ــ بما فى ذلك بعض الإخفاقات الصارخة فى سوريا أو فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا ــ وصياغة عقيدة جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية للقرن الحادى والعشرين. فى الوقت نفسه، يقول بعض الديمقراطيين إن بايدن سيتعين عليه أيضًا مقاومة العودة إلى التفكير الجماعى السائد بين بعض السياسيين من جيله الذين هم الآن فى السبعينيات والثمانينيات من العمر.

الدائرة المقربة لبايدن

تلك الدائرة ستكون بقيادة بلينكين، البالغ من العمر 58 عامًا، وستضم جيلا أصغر من رئيسهم، الذى سيبلغ 78 الشهر الجارى. ومن ضمنهم جيك سوليفان، المدير السابق لتخطيط السياسات فى وزارة الخارجية. مايكل كاربنتر، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا والبلقان؛ جوليان سميث، التى شغلت مناصب رفيعة فى البنتاغون ومكتب نائب الرئيس وغيرهم.
وكان قد قدم ما يصل إلى 2000 خبير فى السياسة الخارجية المشورة لحملة بايدن. هؤلاء الخبراء استهزأ بهم نائب مستشار الأمن القومى لأوباما بن رودس ــ وكتب أنهم محل ترحيب من جديد فى الخدمة الحكومية بصفتهم منقذين للنظام الدولى الليبرالى قائلا: «سيتعين على بايدن وفريقه إيجاد طريقة ما لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية وإحياء مكانة الولايات المتحدة فى العالم»، وذلك بعد أربع سنوات من الاضطرابات فى عهد الرئيس دونالد ترامب.
قال أحد الخبراء: «هناك خيار يتعين على فريق بايدن اتخاذه. إنه اختيار بين الترميميين والمتحولين، اختيار بين الأكبر سنًا والشباب، وسيكون الأمر صعبًا حقًا».

شد الحبل

فى الأسابيع الأخيرة، وصف توماس رايت، مدير مركز الولايات المتحدة وأوروبا فى معهد بروكينغز، هذا الخيار بأنه بمثابة شد الحبل بين الفريقين ــ الكبار والشباب.
وأضاف رايت: «نعلم أن بايدن سيكون مختلفًا عن ترامب، لكن رئاسته ستختلف فى نواحٍ كثيرة عن رئاسة الرئيس السابق باراك أوباما».
يرى رايت أن هؤلاء الديمقراطيين يدفعون لتغيير كبير ويرون المشاكل المشتركة، مثل تغير المناخ والأوبئة، فى وضع سيئ. ويضيف: «الاقتناع بأن العالم قد تغير بشكل جذرى أدى بديمقراطى عام 2021 إلى إعادة النظر فى المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية والتى تمثلت فى أربعة مجالات على الأقل: الصين، والتعاون بين الديمقراطيات، والسياسة الاقتصادية الخارجية، والشرق الأوسط».
وبالعودة إلى العاصمة، هناك مناورات جارية للحصول على الوظائف العليا. فمثلا من بين المتنافسين على منصب وزير الخارجية السيناتور كريس كونز، الذى يشغل حاليًا مقعد بايدن القديم من ولاية ديلاوير. والسيناتور كريس مورفى، صغير السن تقريبا وعضو تقدمى فى لجنة العلاقات الخارجية من ولاية كونيتيكت، وسوزان رايس، التى شغلت منصب السفيرة لدى الأمم المتحدة ومستشارة الأمن القومى لأوباما، وسامانثا باور، مبعوث سابق للأمم المتحدة.
وبالنظر إلى هجوم ترامب الذى دام أربع سنوات ضد موظفى وزارة الخارجية، فإن عددًا من الدبلوماسيين السابقين المخضرمين هم أيضًا فى سباق. ومن بينهم مسئولو الخدمة الخارجية المحترفون مثل نيكولاس بيرنز، الذى عمل سفيرا لدى الناتو ويقوم الآن بالتدريس فى جامعة هارفارد. وويليام بيرنز، الذى عمل سفيرا فى روسيا وهو الآن رئيس مؤسسة كارنيغى للسلام الدولى. وكذلك ويندى شيرمان، كبيرة المفاوضين السابقة بشأن الاتفاقية النووية الإيرانية.

رجل مناسب فى السلطة

مقارنةً بترامب، الذى شن حربًا ضد «الدولة العميقة»، سيضع بايدن ثقة أكبر فى جميع مستشاريه، ولا سيما فى أوساط السياسة الخارجية والاستخبارات الأمريكية. فعلى عكس ترامب، بايدن لديه اهتمام شخصى وعميق بالشئون الدولية.
فمثلا وجدت ألمانيا، على وجه الخصوص، نفسها معزولة بسبب ترامب وسفيره ريك جرينيل. ولإصلاح هذه الصداقة، يمكن أن يلجأ بايدن إلى كارين دونفريد، المديرة السابقة للشئون الأوروبية فى مجلس الأمن القومى التابع لأوباما. تتحدث دونفريد اللغة الألمانية بطلاقة وتحمل شهادة من جامعة ميونيخ وتشغل حاليًا منصب رئيس صندوق مارشال الألمانى.
فى الختام، قالت سوزان كورك، مديرة مجموعة عمل الديمقراطية غبر الأطلسى فى صندوق مارشال الألمانى: «من خلال تعيين الوجوه المألوفة هذه، سيرسل بايدن إشارة هامة مطمئنة. لا أتوقع أى شيء ثورى بشكل خاص، لأن بيت القصيد هو إعادة الحياة الطبيعية، وإعادة تأسيس تحالفاتنا، وإظهار أننا نهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان مرة أخرى».
سيكون أحد الاختبارات بالنسبة لبايدن هو ما إذا كان يحد من التقاليد الأمريكية القديمة المتمثلة فى مكافأة مانحى الحملة الرئيسيين بتعيينهم سفراء وفى مواقع مرموقة.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى

التعليقات