سبع ملاحظات على الوضع السياسى فى إسرائيل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:50 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سبع ملاحظات على الوضع السياسى فى إسرائيل

نشر فى : الأحد 1 ديسمبر 2019 - 10:30 م | آخر تحديث : الأحد 1 ديسمبر 2019 - 10:30 م

فيما يلى سبع ملاحظات على الوضع السياسى فى إسرائيل: أولا، نتنياهو سياسى موهوب ورجل دولة عظيم، وضع دولة إسرائيل على الخريطة الدولية كدولة إقليمية عظمى، قوية ومزدهرة. لقد نجح فى إدارة سياستها الأمنية فى منطقة هى الأكثر عنفا، فى العالم بطريقة حذرة وذكية، وحافظ على الردع الاستراتيجى لدولة إسرائيل فى مواجهة أعدائها، وحقق بذلك، بين أمور أُخرى، الأمر الأكثر أهمية كزعيم: مَنْع حربا لا ضرورة لها. مشكلته: سلوك المحبّ للتمتع بالحياة، وهذا يعتبر فسادا، وقد ميز عددا غير قليل من رؤساء حكوماتنا.
الملاحظة الثانية، ساحة القتال الصحيحة لنتنياهو كى يُظهر تعرضه للظلم هى المحكمة. هناك، وليس فى الساحات، وليس على ظهر مواطنى الدولة. عليه أن يثبت أنه «لا يوجد شيء»، وأن جهاز فرض القانون يتصرف معه بطريقة منحازة. طبعا، هذا انطلاقا من افتراض أساسى أنه سيحظى بمحاكمة عادلة. بكلام آخر، اختباره سيكون فى مواجهة تركيبة القضاة ــ وهذا سيكون أكبر اختبار للجهاز القضائى الإسرائيلى فى المحكمة الإقليمية، وعلى ما يبدو، أيضا فى المحكمة العليا.
ثالثا، يجب على نتنياهو أن يستقيل فورا من كل مناصبه (من دون حصانات أو اختراعات أُخرى)، والذهاب إلى المعركة القضائية، انطلاقا من المعرفة بوجود تأييد كبير له وسط الجمهور، ومن فهم الواقع السياسى فى دولة إسرائيل حيث أغلبية الشعب تنتمى إلى اليمين ــ الوسط، واليسار هو أقلية.
رابعا، إحدى أكبر سلبيات نتنياهو هى أنه لا يوجد إلى جانبه صديق مقرب، رجل موضع سره غير متملق، يعرف نتنياهو أن نصائحه صافية. من يقف إلى جانبه زوجته وابنه. فى الكتاب المشهور «أنا كلاديوس» [رواية تاريخية عن مذكرات الإمبراطور الرومانى كلاديوس ظهرت سنة 1934] تظهر العبارة: «أغسطس قيصر يحكم فى الإمبراطورية الرومانية، وليفيا زوجته تسيطر عليه». آنذاك قامت ليفيا بتسميم كل من يشكل خطرا على ابنها. نتنياهو ليس قيصرا ولا ملكا، كما يكرر معارضوه، بل هو ممثل للجمهور ويمكن إزاحته من خلال انتخابات فى حزبه، لكنه على ما يبدو واقع تحت تأثير زوجته.
الملاحظة الخامسة، كل الذين يكرهون نتنياهو، وبالنسبة إليهم واجب دولة إسرائيل وضعه فى السجن، سيفرحون إذا حدث ذلك. أتساءل: ماذا سيحدث حينها؟ ماذا سيفعلون؟ فجأة لم يعد بيبى موجودا، بمَ سينشغلون والحال كذلك، ومَن سيكرهون؟ الأساس: كيف ستتحقق السعادة فى واقع لم يعد نتنياهو موجودا فيه؟ لن يتغير شيء، الليكود سيبقى، والمتدينون والحريديم سيبقون، ومعهم كل مشكلات اليسار. كذلك الجو لن يتغير. ليس لدى إجابات جيدة، لكننى أفترض أنهم سيخرجون للتظاهر أمام المحكمة للتسريع بصدور الحكم.
الملاحظة السادسة، طوال الوقت نسمع أن الديمقراطية انهارت أو توشك على الانهيار، وأن حكم نتنياهو يقترب من نهايته. يمكننا الاختلاف فى هذا الشأن، لكن هناك ظاهرة واضحة هى أنه لا توجد ديمقراطية، وقبل كل شيء لا توجد انتخابات لدى كل الذين بُحّت حناجرهم جرّاء الحديث عن نهاية الديمقراطية: خذوا على سبيل المثال، حزب لبيد [يوجد مستقبل]، لبيد هو الحاكم الوحيد، ديكتاتور حقيقي؛ خذوا على سبيل المثال، حزب أزرق أبيض، هناك يسيطر ثلاثة جنرالات ولبيد، طبعا، لا نريد أن نتحدث عن ليبرمان الذى تحول فجأة إلى أمل كل أنصار الديمقراطية. الديمقراطية الحقيقية فى الانتخابات موجودة فقط عند الليكود، وميريتس، وفى حزب العمل وحداش [الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة].
الملاحظة السابعة، تنتظرنا أيام سيئة، وإذا وصلنا إلى جذر الموضوع نجد أن إسرائيل مهمة بالنسبة إلى جميع السياسيين، لكن المصلحة الشخصية أهم.. هذا جنون.

التعليقات