فلان الفلانى - لبيبة شاهين - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 2:09 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فلان الفلانى

نشر فى : السبت 2 يونيو 2012 - 8:30 ص | آخر تحديث : السبت 2 يونيو 2012 - 8:30 ص

فلان الفلانى اللى كان جنب منى ساعة لما بدأوا فى ضرب الرصاص

 

فلان الفلانى اللى ما اعرفش غير شكل وشه فدايما بقول يا بن عمى وخلاص

 

فلان الفلانى اللى ساب لى بقيت ساندوتشه ليلة لما شافنى بغنّى وجعان

 

فلان اللى مش فاكره غير شكل وشه، فلان اللى عداكى جوه الميدان

 

فلان اللى فتشنى بالابتسامة، فلان اللى قال هو فعلا هيمشى

 

فلان اللى قال لى طريق السلامة ساعة لما قلنا زهقنا وهنمشى

 

فلان اللى ماطلعشى جوه البرامج وكان بس صوته فى قلب الميدان

 

فلان اللى غرق بخل الكوفية وشالنى ساعة لما جت طلقة فىَّ

 

فلان اللى مات، يومها تلزم له دية من ابن الفلان اللى كل لحمه حاف.

 

لا أعرف المؤلف ولا الملحن ولا فلان الفلانى الذى يشدو بالأغنية وهو مشدود القامة وكأنه يلقى بالنشيد الوطنى ومن خلفه وجوه العشرات من شهداء 25 يناير ترسمها كتيبة فنانى الميدان، فى كل مرة كنت أسمع فيها الأغنية كنت أشعر وكأنى قد عدت إلى قلب الميدان لأعيش أيام الثورة المجيدة وكأنها كانت بالأمس فقط.

 

منذ أيام وبالتحديد بعد إعلان نتائج المرحلة الأولى للانتخابات التى عصفت بآمال المصريين فى حصاد ثمار الثورة، شاهدت «فلان الفلانى»، كانت الأغنية تذيعها تلك الفضائية الرائعة «اون تى فى» التى لا تذاع فى قناة سواها ولا أعرف لماذا، هذه المرة بدت لى الأغنية البديعة وكأنها صرخة هائلة من الشهداء الذين احتشدوا فى الخلفية، صرخة تحذر الشعب المصرى من انتخاب الفلول الذين كانوا يراهنون على إخماد الثورة فى أيامها الأولى فإذا بها تنطلق كمارد أطاح بهم جميعا وألزمهم بيوتهم، صرخة تستحلفهم بدمائهم الطاهرة بألا يأتوا بأحد رموز النظام البائد الذين جرت موقعة الجمل تحت بصره وأثناء توليه مسئولية آخر حكومات نظام مبارك، ليسقط فى الموقعة عشرات الشهداء دون أن يحرك ساكنا أو يدفع عن نفسه المسئولية بترك المنصب طواعية والتبرؤ مما حدث، لكنه ظل فى موقعه محاولا بسذاجة مفرطة إقناع الشعب أن موقعة الجمل حدثت من وراء ظهره، وما هى إلا أسابيع قليلة حتى أجبره الشعب على الرحيل، هل يمكن أن نعود إلى الوراء وأن ندخل النفق المظلم بأيدينا قبل أيدى الآخرين!! وهل يمكن أن نعود إلى المربع الأول بعد أن وجدنا أنفسنا بين خيارين لم يتوقعهما أكثرنا تشاؤما.

 

من جديد تنساب أغنية «فلان الفلانى» لتعيد إلى نفسى يقينها بأن الثورة لن تموت وأن دماء «فلان الفلانى» لن تذهب هباء وأن الملايين العريضة التى صوتت لصالح رموز الثورة سوف تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح إن لم يكن اليوم فغدا.

لبيبة شاهين  كاتبة صحفية
التعليقات