كان من أطرف التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى تعليق على موجة الحر غير المسبوقة التى نتعرض لها الآن يقول «حلاوة شمسنا.. من حبها فى مصر نزلت بنفسها تصيف معانا» جاء التعليق على طرافته مؤكدا لمعاناة الناس جميعها على حد سواء من تلك الموجة الحارة التى اجتاحتنا هذا الصيف.
لا يملك الجميع رفاهية التكييف ولا حتى المراوح أحيانا رغم أن لكل منهما أيضا محاذير يجب الانتباه إليها فتظل الفكرة الأساسية فى كيفية الاستعداد لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والتهيؤ لها ومعايشتها فى صور متعددة تخفف من حدتها وتقى من أخطارها.
رغم أن ارتفاع درجة الحرارة خاصة أثناء النهار له من المخاطر ما يطال الجميع إلا أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرا بالحر نظرا لأن أجسامهم تواجه صعوبات فى تنظيم درجة الحرارة الداخلية لهم.
كثيرا ما نسمع تعبيرات تحتاج إلى شرح واف هو حجر الزاوية فى الوقاية من الإنهاك الحرارى أو ضربة الشمس على سبيل المثال.
ليس من الضرورى أن يتعرض الإنسان لضوء الشمس المباشر حتى يصاب بضربة الشمس إذ إنها يمكن أن تصيب الإنسان فى مكانه سواء كان فى منزله أو خارجه نظرا لارتفاع درجة حرارة الجو إلى مستويات عالية.
التعرق والدوخة والإحساس بالتعب والإجهاد وربما التشنجات وحروق الجلد كلها أعراض تعلن عن إصابة الإنسان بضربة شمس.
أول ما يجب أن يفكر فيه الإنسان هو اللجوء لمنطقة الظل أو مكان مكيف جيد التهوية سواء كان ذلك فى المنزل أو أى مكان آمن مع تناول الماء فإذا ما استمرت الأعراض أو زادت سوءا فعليه التوجه مباشرة إلى المستشفى لتلقى الرعاية الكافية والتأكد من أنه لا يعانى من مشكلات الجفاف التى قد تؤثر بصور أكثر خطورة.
أما من يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر فعليهم الانتباه جيدا لتناول الأدوية بصورة مستمرة مع تناول القدر الكافى من الماء. استشارة الطبيب واجبة فى حالة تناول أى أدوية موسعة للشرايين كمرضى الذبحة الصدرية وأمراض شرايين القلب التاجية وشرايين المخ إذ إن تأثيرها يتضاعف فى أيام الحر.
ارتفاع حرارة الجو يساهم فى توسيع الشرايين بصورة تلقائية تختلف من إنسان لآخر لكنها تحدث للجميع على حد سواء.
مراجعة قدر الصوديوم المستهلك يوميا (ملح الطعام) أمر أيضا بالغ الأهمية خاصة فيما يتعلق بالمعلبات التى قد يسهل على الجميع اللجوء إليها بدلا من الجهد المبذول فى المطبخ يوميا على اعتبار أن ألوان الطعام المستخدم فيها القلى والتسبيك تعد ثقيلة إلى حد كبير تحتاج جهدا سواء فى الإعداد أو الهضم.
أيضا من المفيد تجنب تناول المشروبات التى تحتوى قدرا من الكحول أو الكافيين كالشاى والقهوة إذ إنها تعمل بصورة تلقائية عمل مدرات البول الأمر الذى يقلل من مستوى الماء فى الشرايين أيضا الصوديوم لتنشأ أعراض الجفاف ومشاكله.
أهم ما يمكن الالتفات إليه أيضا هو الأسباب التى قد تتسبب فى فساد الطعام وإصابة الإنسان بالتسمم الغذائى فى أيام الحر.
تناول الطعام من مصادر خارجية ملوثة أو تعرض الطعام للتلوث داخل المنزل أثناء إعداد الطعام أمور واردة يجب الانتباه إلى شروط إعداد الغذاء بصورة صحية وحفظه بطريقة سليمة.
الخيار والبطيخ والشمام والكنتالوب وأنواع السلطة كلها خيارات غذائية ذات قيمة عالية فى أيام الحر إلى جانب احتوائها للماء بكثافة فإنها أيضا تحتوى على الألياف ومضادات الأكسدة والعناصر الهامة مثل البوتاسيوم اللازمة لتوازن ضغط الدم فى الشرايين.
صيف آمن وإجازة سعيدة…
ودمتم جميعا سالمين.