بينما المبادرات العديدة المتنوعة للحوارات التى أظنها وطنية تذهب وتجىء من فوق رءوسنا، وبينما التغريدات تغرد تارة كفرا وتارة أخرى إيمانا بهذا الوطن.

وبينما الشباب بتسميتهم المختلفة يقودون الشارع بالمظاهرات والاحتجاجات، والشرطة تقاوم والجيش يحاصر، نشهد أمامنا اليوم انهيارا للدولة المصرية التى كنا نتباهى أنها أقدم دولة فى العالم ومتحدة القطرين وموحدة بالله منذ الأزل، وصاحبة بيروقراطية عاتية كما نشهد أمام أعيننا انهيارها، انهيار دولة القانون التى داس عليها الكبير والصغير كما نشهد انهيار القيم الأخلاقية وازدياد العنف بين أفراد المجتمع بجانب انهيار الاقتصاد فازدادت الطبقة المتوسطة فقرا والفقير أصبح لا يجد قوته اليومى والشركات تغلق أبوابها وتُسرح الموظفين والعمال ليدخلوا سوق البطالة.

وفى ظل هذا الجو المشحون والملبد بالغيوم نجد رجال من الشرطة يتمردون مطالبين بمزيد من التسليح والجيش يحصل على الضبطية القضائية لنراه مرة أخرى فى الشوارع بدلا من حماية الحدود ويزيد خوفنا من عملية إرهابية جديدة كالتى تمت فى رمضان الماضى ليستشهد 17 من جنودنا البواسل.

فكل ما أخشاه أننا نستدرك البلاد إلى مستنقع استنزاف وتشتيت لطاقة الشرطة والجيش والشعب أيضا. فالكل سيتعارك مع بعضه البعض وتنهار الدولة تماما لتكون لقمة سائغة لأى قوى خارجية أو داخلية، فعلى الرئاسة والساسة والأحزاب أن يوقفوا تغريداتهم ومناوراتهم ويشرعوا فى تحقيق مصالحة وطنية بين الجميع، وعلى الرئيس الذى لا نشك فى نواياه الحسنة يقيم أولا هذه المصالحة لأنه رئيس للجميع وأن يتخذ عدة إجراءات سريعة وشجاعة وجريئة على الصعيد السياسى والاقتصادى ليعطى قبلة الحياة للدولة التى تحتضر.