فتشنى فتش - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 11:51 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فتشنى فتش

نشر فى : الأحد 4 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 4 مارس 2012 - 8:00 ص

كلما سمعت أو شاهدت أو قرأت عن أحد قيادات الإخوان، وهو يؤكد أن حزبهم سيشكل الحكومة وسيسحب الثقة من حكومة الجنزورى، أتذكر المرحوم القدير إسماعيل ياسين فى فيلم «ابن حميدو» وهو أمام كمين الشرطة يخاطب العساكر بقوله: «فتشنى فتش».. كان إسماعيل ياسين يعرف أن الشرطى لن يفتشه، والشرطى يعلم أنه لن يفتش إسماعيل ياسين، لكن الأخير «ساق فيها» حتى بعد عبوره الكمين وهو يخاطب الآخرين باستنكار: «فتشنى فتش».


تستطيع أن تكتب كلمة «حكومة الإخوان» على محرك البحث بشبكة الإنترنت لتفاجأ بآلاف النتائج، تبدأ من مطالبات للقوى الديمقراطية غير الإسلامية للأغلبية البرلمانية بتحمل مسئوليات انتخابها وتشكيل الحكومة، ورد فعل الجماعة المتجاهل تماما، أو بعضه الذى اعتقد وربما مازال يعتقد أن محاولة دفع الجماعة لتشكيل الحكومة مثل قول الحق الذى يراد به باطل، فهو من ناحية قبول من المجتمع بالاختيار الديمقراطى، لكنه من ناحية أخرى محاولة لتوريط الإخوان مبكرا فى لوغاريتمات الحكم ووضعهم فى مواجهة مباشرة مع المجلس العسكرى.

 

سيطرت نظرية المؤامرة على عقل الجماعة وتحسست كل ما لديها من دفاعات كلما طالبها أحد بتشكيل الحكومة، دفعت خبراءها لتفسير الأمر على أنه لا يجوز، وأن أحكام الإعلان الدستورى لا تمنح الأغلبية حق تشكيل الحكومة، استندت إلى تصريحات لأعضاء فى المجلس العسكرى، فعلت كل ما فى الوسع لمواجهة المخططات والمؤامرات التى تسعى لتسليمها مقاليد الحكم.

 

لكن لا مانع بين وقت وآخر خاصة حين تبدو الشعبية متراجعة بفعل أداء مجلس الشعب المحبط، أن تعرب الجماعة عن استعدادها لقيادة حكومة وطنية يشارك فيها الجميع بنسب، لكن بعد موافقة المجلس العسكرى طبعا، وعقب أحداث بورسعيد الدامية تصاعد الحديث، وتحمس الإخوان، وقال خيرت الشاطر بوضوح إن جماعته، وليس الحزب، أو كليهما قررا تشكيل الحكومة وسحب الثقة من الجنزورى وحكومته، وراحت تصريحات وعادت تصريحات، وانعقدت جلسات برلمانية هددت بالويل والثبور، ودعت لمحاكمة وزير الداخلية، سحب الثقة من الحكومة ثم انتهى كل شىء فجأة، لا ثقة سحبت ولا وزراء تمت محاكمتهم سياسيا، ولا الإخوان شكلوا الحكومة، وأفصح أصحاب الدعوة أن ما قالوه كان «مجرد اقتراح» بعثوه للمجلس العسكرى فرد بالرفض، وانتهى الأمر.

 

وعندما ثارت أزمة خروج المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل وما قاله جون ماكين ورموز بالكونجرس الأمريكى حول دور الإخوان فى هذه الصفقة، ورسائل الشكر التى بعثوا بها للجماعة، شعرت الأخيرة أن شعبيتها قد تتقلص، فأرادت أن تنفى عن نفسها عقد الصفقات مع الأمريكان، فتحركت متأخرا وهاجمت الدولة لإهدارها كرامة القضاء، ونفت التعامل مع الأمريكان، واعتبرت أن لقاء الشاطر بماكين لم يتطرق لشىء حول الإفراج عن المتهمين، ولا مانع فى طريق استعادة الشعبية ونفى الاتهام والتلويح مرة أخرى بمسألة تشكيل الحكومة، يخرج محمد مرسى مرة أخرى ليقول: «فتشنى فتش» أقصد أن أيام حكومة الجنزورى معدودة، وينتظر الجميع رد المجلس العسكرى الذى قال بوضوح المرة السابقة إن الجنزورى باق حتى نهاية المرحلة الانتقالية، لينتهى الأمر مرة أخرى من داخل ذات الفيلم على طريقة القدير الرائع المبدع عبدالفتاح القصرى: «هتنزل المرة دى»..! 

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات